يعمل المهندس "ماهر فريز الشعراني" نحو ست عشرة ساعة يومياً، ويلبي احتياجات المواطنين بمعدل كل عشر دقائق شخص، الابتسامة لا تفارق وجهه، وشعاره الدائم: "أنا أعمل للآخرين ومن أجلهم ولست وحدي، فنجاح عملي لا يكون من دون الآخرين، وتلبية حاجات الناس تكسبني طاقة كبرى".

حول طبيعة عمل المهندس الزراعي "ماهر فريز الشعراني"؛ مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 23 آذار 2015، التقت "توفيق الشوفاني" أحد المراجعين أثناء عمله، فبيّن قائلاً: «يعمل المهندس "ماهر الشعراني" بحقل يطوف بالمخاطر، لأن العمل بالشأن العام سيف ذو حدين، مساره خطر ومتاعبه كبيرة، وإرضاء الناس غاية لا تدرك، لكنه يخرج من منزله عند الصباح الباكر وحين يكون الناس نياماً قبل ظهور الفجر، وربما في درجات الحرارة ما تحت الصفر شتاءً، يؤدي الواجب المفروض عليه الذي يجب أن يبدأ عند الساعة الثامنة صباحاً، بهدف تصحيح مسار العديد من الناس الذين حاولوا الابتزاز والجشع والطمع، وقد صحح العديد من الحالات، ووقف في وجه المخالفات الإنسانية والاجتماعية، كما أن عمله انعكس أخلاقياً على بعض فئات المجتمع الذين أصبحوا يعدّونه القدوة الحسنة في العمل والجد والاجتهاد، لعل طبيعة عمله تلك التي تدخل في تفاصيل جزئيات الحياة اليومية، وخاصة فيما يتعلق بتأمين مستلزمات المعيشة من مواد غذائية، وفحصها دورياً والكشف عن الغش فيها، ومنع من تسوله نفسه للضرر بالقوت اليومي للناس، جعلته يعيش في حالة قلق دائمة باحثاً عن الطرائق والأساليب التي تعود بالنفع والخير على مجتمعه، فتراه يعمل ست عشرة ساعة يومياً، حتى إن وجبة غدائه تكون خاطفة لا يستطيع الجلوس براحة في تناولها أو يأخذ قسطاً من الراحة من بعدها، بل ساعات العمل لديه أكثر بكثير من الراحة دون كلل أو ملل، والناس شعرت بقيمة عمله ونتاجه وأثره الإيجابي، وهذا ما دفعهم للقول عنه: "إنه الأنزه والأشغل والأكثر قرباً للقلوب"؛ لإخلاصه وتفانيه».

كثير ما كان "الباص" الذي ينقل مرضى السرطان من "السويداء" إلى "دمشق" يقف من أجل تأمين مادة المحروقات وحين يعلم المهندس "ماهر الشعراني" بذلك يسعى بكامل جوارحه لتأمين المطلوب، وأكثر من مرة يحاول أن يقدم ذلك من مخصصاته الذاتية وعلى حساب منزله، بغية استشفاء مريض أو تقديم خدمة له، وبالفعل لم يتوقف "باص" الجمعية يوماً بسببه رغم الأزمة التي تمر بها البلاد في تأمين مادة المحروقات وخاصة المازوت، عدا أنك في كل الأوقات تزوره ترى الابتسامة تستقبلك والبشاشة تملأ محياه

وعن تأثيره وتأثره بالعمل أشار المهندس الزراعي "ماهر فريز الشعراني" قائلاً: «لعل طبيعة الحياة ومتطلباتها فرضت على أفراد المجتمع خواص متعددة، وحين اخترت هذا الطريق للعمل به شعرت بأن هناك طاقة أستمدها من خدمة الأفراد وتلبية طلباتهم، لأن المرء مسكون بذاته الإنسانية، والسعادة لا تكمن في الثراء المادي، بقدر اكتساب الطاقة الإيجابية من الآخرين بالابتسامة الدائمة والراحة النفسية التي تمنحها وتكتسبها منهم، فحين قضاء حوائج الناس؛ تشعر بأنك أصبحت جزءاً من حياتهم في الفرح والمعاناة، وكي لا ندخل في صيغة المبالغة أجزم أن العادة هي الأغلب في العمل اليومي، وأنني من المتأثرين منذ صغري بما تميز به جدي الذي كان مختاراً وإماماً للقرية، وطبيعة عمله كانت استقبال المراجعين يومياً وحل الخلافات والنزاعات بين أفراد المجتمع بحكمة وسكينة وهدوء منقطع النظير، تلك الطبيعة الإنسانية والتفاني في خدمة الآخرين جعلتني أجلس مطولاً وأتحدث معه عن قدرته وصبره وقوة تحمله، فكان يرشدني بطريقة تدخل القلب والعقل دون استئذان: "إن قضاء حوائج الناس يا بني يمنحك القوة"، ولهذا حين تعلمت الإنكليزية وأتقنت لغة الحاسوب والمعلوماتية بحرفية عالية، وبدأت العمل في الشأن الاجتماعي والخدمي، شعرت بجمال ما قاله لي جدي، وإن القوة والطاقة يستمدها المرء من الآخرين حين يضع هدفه الأول الإنسان والإنسانية، نعم أعمل ست عشرة ساعة يومياً وساعات الراحة عندي لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، ولكن سعادتي كبيرة حينما تخرج امرأة أو شاب أو شيخ ويعبر بكلمات تتضمن الدعاء بالتوفيق والصحة والسعادة، كلمات هؤلاء الناس تجعلني أمام مسؤولية أكبر للعمل أكثر والاجتهاد في تلبية احتياجات المواطنين بجد وإخلاص».

توفيق الشوفاني

الدكتور "عدنان مقلد" رئيس جمعية مرضى السرطان بيّن قائلاً: «كثير ما كان "الباص" الذي ينقل مرضى السرطان من "السويداء" إلى "دمشق" يقف من أجل تأمين مادة المحروقات وحين يعلم المهندس "ماهر الشعراني" بذلك يسعى بكامل جوارحه لتأمين المطلوب، وأكثر من مرة يحاول أن يقدم ذلك من مخصصاته الذاتية وعلى حساب منزله، بغية استشفاء مريض أو تقديم خدمة له، وبالفعل لم يتوقف "باص" الجمعية يوماً بسببه رغم الأزمة التي تمر بها البلاد في تأمين مادة المحروقات وخاصة المازوت، عدا أنك في كل الأوقات تزوره ترى الابتسامة تستقبلك والبشاشة تملأ محياه».

م. ماهر الشعراني ود. عدنان مقلد
المهندس ماهر الشعراني