يتابع الدكتور "عدنان مقلد" عمله المعتاد بتقديم خدماته الطبية المجانية للمرضى، حيث يعاين يومياً ما يقارب العشرين مريضاً معتبراً العمل الإنساني سلوكاً يدرأ عنه المرض والأذى.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 21 شباط 2015، التقت الدكتور "عدنان مقلد" لتسمع منه حكايته الخاصة في تقديم العلاج المجاني للمرضى؛ حيث قال: «من المعلوم أن مهنة الطب إنسانية بالدرجة الأولى، وحين يقسم الطبيب قسم "أبقراط" يعني أنه أصبح أمام الله والمجتمع يعمل بإنسانية، أما بالنسبة للعمل الخيري فأنا فلسفتي بهذا الأمر مرهونة بمبادئ نشأت عليها، يقيناً مني أنه عمل يجب أن يشترك به جميع أفراد المجتمع، والطبيب الذي ينحو في عمله على التركيز على الجانب الخيري هو الذي يحمل طاقة إيجابية أكثر من غيره، وهي طاقة متبادلة بينه وبين المريض وتعود عليه بالراحة النفسية خاصة بعد أن يرى الشفاء في وجوه مرضاه، وإن رسم ابتسامة على محيا مريض تعني إنجازاً كبيراً للطبيب، وطالما نحن قادرون على عمل الخير يجب ألا ندخر جهداً بذلك، لأنني على يقين أن العمل الإنساني في نهاية المطاف سيعود على مقدمه بالخير ويبعد عنه المصائب والأمراض والمشكلات باختلافها.

حينما أرادني المرحوم والدي "محسن مقلد" أن أكون طبيباً كان هدفه وغايته تقديم الخدمات المجانية للناس والمجتمع، فعمل على تأسيس وبناء مستوصف خيري في قريتنا "رامي" يقدم الخدمات الطبية والعلاجية لمجموعة كبيرة من القرى المجاورة، وحين حصلت على شهادة الطب وفتحت عيادتي الخاصة اشترط عليّ أن يضاعف لي المبلغ الذي من المتوقع أن أحصّله من عملي في العيادة بنهاية العام؛ بشرط تقديم خدماتي الطبية والعلاجية مجاناً للناس، وهذا ما تم بالفعل، حتى بات العمل الخيري لدي عادة لا أستطيع القيام بغيرها

إضافة إلى قناعتي بذلك أصبح العمل الخيري سلوكاً يومياً لدي، ولزاماً عليّ في أحلك الظروف والعوامل الجوية التي تفرض عادة القيام بالمزيد من الأعمال الطبية، وأخجل من نفسي ومن الآخرين حينما أذهب إلى المستشفى وأجد مريضاً ينتظرني، فهذا الأمر يقلقني كثيراً، محاولاً الحضور قبل الموعد بقليل حتى يشعر المريض بالراحة النفسية».

الدكتور عدنان مقلد

كانت لوالده المساهمة الكبرى في خلق نزعة العمل الإنساني لديه، وعن ذلك يحدثنا بالقول: «حينما أرادني المرحوم والدي "محسن مقلد" أن أكون طبيباً كان هدفه وغايته تقديم الخدمات المجانية للناس والمجتمع، فعمل على تأسيس وبناء مستوصف خيري في قريتنا "رامي" يقدم الخدمات الطبية والعلاجية لمجموعة كبيرة من القرى المجاورة، وحين حصلت على شهادة الطب وفتحت عيادتي الخاصة اشترط عليّ أن يضاعف لي المبلغ الذي من المتوقع أن أحصّله من عملي في العيادة بنهاية العام؛ بشرط تقديم خدماتي الطبية والعلاجية مجاناً للناس، وهذا ما تم بالفعل، حتى بات العمل الخيري لدي عادة لا أستطيع القيام بغيرها».

السيد " فوزي منذر" أحد المرضى المستفيدين من خدماته أشار بقوله: «ما يقدمه د."عدنان مقلد" من خدمات إنسانية يومياً لنا ولغيرنا يفوق حد التصور، فهو لا يدخل قرشاً إلى جيبه، ومعظم الأوقات يدفع لنا ثمن الدواء، حيث يخرج من منزله يومياً عند الساعة الثامنة والنصف إلى المستشفى الوطني يعالج المرضى في قسم الإسعاف ويقدم خدماته ويتابع الأعمال الصحية من تحاليل واستشارات للمرضى، وهم كثر يومياً يفوق عددهم العشرة مرضى في المستشفى، ثم ينتقل إلى المركز الطبي عند الساعة العاشرة فيكون بانتظاره مرضاه الذين هم بحدود عشرين مريضاً، يقدم لهم الفحوصات والأدوية المناسبة، لينتقل بعدها إلى مقر "الهلال الأحمر - مركز الإغاثة والإسعاف السريع"، يقوم أيضاً بالمعالجات الطبية اللازمة، وربما جهده في مركز الإغاثة مضاعف عن جهده في المستشفى والمركز.

فوزي منذر

وبعد الظهر يتوجه إلى مرضى السرطان؛ حيث أسس لهم بالتعاون مع مجموعة من الأطباء "جمعية أصدقاء مرضى السرطان"، وهو اليوم يترأس مجلس إدارتها، ويتابع عمله عبر الجمعية في تقديم الدواء وتأمين السفر الآمن لهم إلى "دمشق" للحصول على الجرعات، حتى باتت أمانته وحسن نيته في العمل الإنساني دافعاً للمغتربين للتبرع بالملايين، والأهم أن ابتسامته لا تفارق محياه خلال العمل والجهد المضني الذي يقدمه ويذلل صعوباته، ناهيك عن أن المجتمع يثق به لدرجة أن المريض لديه مقولة هي: (كما يقول الدكتور عدنان مقلد)؛ فهو بحق خلف عن سلف في العمل الإنساني والخيري، حتى إنه في الاغتراب وأثناء دراساته الطبية كان طبيباً إنسانياً كما هو اليوم يعمل على خدمة المرضى مجاناً، حتى باتت شخصية مألوفة تدهش كل من عرفه؛ إنه طبيب إنساني بجدارة».