قضى المهندس الزراعي "عادل الجرماني" خمس سنوات في البحث والدراسة والتجريب بمنطقة "اللجاة" للوصول إلى محاصيل مقاومة لكل أعراض الطبيعة القاسية؛ مكتشفاً قدرة الزيتون والقمح البري والورد الشامي المكتشف على فعل الكثير.

مدونة وطن "eSyria" التقت المهندس الزراعي "عادل الجرماني" في مدينة "شهبا" يوم الإثنين 23 شباط 2015؛ الذي تحدث عن تجاربه العديدة في هذا المجال، وقال: «نحن أمام حالة فريدة من نوعها في المنطقة العربية؛ فهنا في "اللجاة" موطن لعدد كبير من الأصناف الزراعية التي يمتد عمرها إلى آلاف السنين وما زالت تعطي وتقاوم كل أنواع الظروف والمتغيرات وجور الإنسان، وقد توصلت بعد التجريب إلى أنواع الزيتون البري والروماني وقمت بتطعيم عدد من الأشجار منه وأثبت قدرته على العطاء اللا محدود.

في رحلاتي شبه اليومية في هذه الأرض البكر اكتشفت الوردة الشامية البرية بين قريتي "أم الزيتون" و"صلخد"، وراقبتها عن كثب مدة طويلة، وأعتقد أن هذا المكان هو موطنها الأصلي، فهي ذات رائحة عطرة قوية جداً، وبات الجميع يعلم أن الورد الجوري بات يمثل هاجس الجميع هنا، وقد قامت مديرية الزراعة بزراعة بساتين كبيرة لإنتاج الورد الجوري وأثبت تفوقه هنا، والملاحظ أن الجميع يعرف قيمة هذه الأرض، حيث قام الرحالة والمستكشفون بتوثيق مئات الأعشاب منها ما يقارب السبعين نبتة نادرة الوجود، وهو ما يتطلب حماية هذه المنطقة من التخريب

وهي تجربة قام بها أيضاً عدد من المزارعين في المنطقة بعد أن عاينوا المردودية العالية لهذه الشجرة، وعلى الرغم من الجور الشديد الذي تتعرض له الأشجار المعمرة من قطع وتخريب ورعي جائر، إلا أن السكان قاموا بتعمير الحجارة حول الجذوع لإخفائها عن العيون فأنبتت من جديد، وهي مقاومة بصورة لا تكاد توصف على الرغم من عمرها الذي يتجاوز آلاف السنين، وكذلك الأمر بالنسبة للقمح؛ فهناك 16 نوعاً نادراً منه في اللجاة لم أستطع اكتشاف غير أربعة أنواع منها، وقمت بإرسالها إلى مديرية البحوث الزراعية».

اللوز البري

وتابع مستعرضاً رحلته الطويلة في "اللجاة": «في رحلاتي شبه اليومية في هذه الأرض البكر اكتشفت الوردة الشامية البرية بين قريتي "أم الزيتون" و"صلخد"، وراقبتها عن كثب مدة طويلة، وأعتقد أن هذا المكان هو موطنها الأصلي، فهي ذات رائحة عطرة قوية جداً، وبات الجميع يعلم أن الورد الجوري بات يمثل هاجس الجميع هنا، وقد قامت مديرية الزراعة بزراعة بساتين كبيرة لإنتاج الورد الجوري وأثبت تفوقه هنا، والملاحظ أن الجميع يعرف قيمة هذه الأرض، حيث قام الرحالة والمستكشفون بتوثيق مئات الأعشاب منها ما يقارب السبعين نبتة نادرة الوجود، وهو ما يتطلب حماية هذه المنطقة من التخريب».

وتعد "اللجاة" الخامسة على مستوى العالم وفقاً لتصنيف اليونسكو التي اختارتها كأول محمية إنسان ومحيط حيوي في "سورية"، وكواحدة من الشبكة العالمية لهذا النوع من المحميات التي تضم أعداداً نادرة من النباتات والأشجار والحيوانات.

العكوب البري بين الصخور

ويوضح أستاذ الرياضيات المعروف "إبراهيم أبو كرم" نائب رئيس "جمعية العاديات" حقائق "اللجاة" التي اكتشفها فريق الجمعية الذي قام بعدد غير محدود من الزيارات والرحلات الاستكشافية إلى هذه المنطقة بالقول: «تعد "اللجاة" كنزاً غير مكتشف حتى الآن على الرغم من عمرها الذي يمتد لآلاف السنين، وقد شبهها الدكتور "فلاح أبو نقطة" المختص بالمحميات بـ"الأرض البكر"، وتعد تربتها البركانية غنية بالمواد المعدنية، لونها يعكس لون الصخر الأم التي تشكلت منه نتيجة تغييرات الحرارة والرطوبة، لذا تعد تربتها أصلية (بكر) فريدة من نوعها على مستوى المنطقة العربية كافة.

وفي أرضها نبتت الكثير من الأشجار والنباتات ولم يبقَ سوى عدد قليل منها، أهمها: اللوز البري، والزيتون البري، والتين، والبطم، والسويد، التي تأقلمت مع طبيعتها الصعبة، والتي تبدو من أوراقها الخضراء أنها تأخذ كميات كافية من الماء عبر تغلغل جذورها بين الصخور المنتشرة على مساحة "اللجاة"، إضافة إلى النباتات العشبية الطبية والرعوية مثل: "شقائق النعمان، والزعتر البري، والحميض، والأقحوان، والعكوب، وزهرة الألماسة، وصحون اللبن، والقيصوم، والقراص، والهندباء البرية، والخردل الأسود، وقثاء الحمار، والمرمير، والشيح، والختمية، وغبيرة، والقبار والوزال، ولبلاب الحقول (المديدة)، والسعد المشوك، ولسان الثور"، وغيرها من الأعشاب النادرة غير المعروفة».

الورود البرية في قلب اللجاة

من الجدير بالذكر أن المهندس "عادل الجرماني" نادى بالمحافظة على ما تبقى من الأشجار القديمة بالقيام بعدة خطوات، منها: تحديد مواقعها، وحصر أنواعها، وتسجيلها بشكل أصولي، والقيام بعملية التصنيف العلمي الدقيق لها (وراثي ـ شكلي).