مع ظهور الرعد والبرق المتواصل في الجو؛ ينتظر الجبليون توقف الأمطار للخروج بحثاً عن نبات الفطر البري في الأحراش القريبة والجرود الخصبة، ولكن الفطر الذي اكتشفه "عطا الله" في حراج "سليم" فاق المعقول فعاد متيقناً أنه وجد كنزاً.

مدونة وطن "eSyria" التقت أستاذ التربية الرياضية "خالد عطا الله" في منزله بمدينة "شهبا" بتاريخ 21 كانون الأول 2014، فتحدث عن كيفية اكتشافه لهذا الفطر الكبير بالقول: «كنت ذاهباً في نهاية الأسبوع الماضي للبحث عن الفطر في حرش "سليم" الذي لا يبعد كثيراً عن مدينة "شهبا"، وبعد أن وجدت كمية معقولة تتجاوز نصف كيلوغرام موزعة بين الأشجار الحراجية والجرود الخصبة؛ قررت العودة للمنزل، وسرت عائداً أبحث عن مخرج قريب، ولكنني لاحظت بالمصادفة وجود شجرة بلوط كبيرة تصل أغصانها للأرض، وتشتبك مع الأعشاب الطالعة من الأرض لتشكل معها ما يشبه الخيمة الخضراء الواسعة، فسرت متقدماً ومتيقناً أنني سأجد هناك ما أبحث عنه.

سبب كبر حجم الفطر يعود إلى تواجد مواد عضوية متحللة بالتربة بكميات جيدة توافقت مع متطلبات نموه، وترافقت بالأمطار الرعدية التي شهدتها المنطقة مؤخراً والحاملة لأكاسيد المازوت، وعلى اعتبار أن هذا النوع من الفطر لم يكن معروفاً سابقاً في المنطقة؛ فيتوقع أن يكون ساماً إلى حين إثبات العكس، وهذا يحتاج إلى مختبر لكشفه

وعندما فتحت الأغصان المتدلية على الأرض، وقلعت العشب أصابتني الدهشة لرؤية ذلك الفطر الكبير وسط هذه الخيمة، وعانيت كثيراً حتى وصلت إليه ضمن كثافة الأغصان والنباتات، وهناك أكثر من مترين سرتهما زحفاً حتى قلعته من الأرض، وعندما عاينته جيداً وعدت به مسرعاً إلى المدينة كان وزنه 652 غراماً، وطول جذعه 25سم، وقطره من الأعلى 22سم، وعندما لم يعرف من الذين التقيتهم ما نوعه وهل هو سام أم قابل للأكل؛ قررت الذهاب به إلى مصلحة زراعة "شهبا" الذين لم يستطيعوا تحديد نوعه وما إذا كان صالحاً للأكل، وأعتقد أن الفطر الذي وجدته من نوع الفطر الزراعي المشروم أو عيش الغراب».

الفطر كما بدا في منزل صاحبه

وعن طريقة نمو الفطر أضاف: «بحسب معرفتي يحتاج الفطر إلى الأوزون الذي يؤمنه البرق والرعد في الجو عند اتحاده مع الأوكسجين، وعندما يسقط على الأرض ويتحد مع بذور الفطر غير المرئية تكون البيئة جيدة للنمو شرط أن تكون بعيدة عن الشمس، ولذلك نجد الفطر ينبت في الأماكن الرطبة، والمؤكد أن الفطر الذي وجدته تحت الشجرة ناتج عن تلك العوامل إضافة إلى تخمّر العضويات على مدى سنوات تحتها، علماً أن هذا الفطر يمكن أن يكبر أكثر لو صبرت عليه، فلا أعتقد أن عمره يتجاوز الـ15 يوماً، فالفطر عمره قصير جداً لأن الناس تلتقطه بسرعة».

بدوره تحدث مدير الزراعة في "السويداء" المهندس "بسام الجرمقاني" عن حالة هذا الفطر بالقول: «سبب كبر حجم الفطر يعود إلى تواجد مواد عضوية متحللة بالتربة بكميات جيدة توافقت مع متطلبات نموه، وترافقت بالأمطار الرعدية التي شهدتها المنطقة مؤخراً والحاملة لأكاسيد المازوت، وعلى اعتبار أن هذا النوع من الفطر لم يكن معروفاً سابقاً في المنطقة؛ فيتوقع أن يكون ساماً إلى حين إثبات العكس، وهذا يحتاج إلى مختبر لكشفه».

مجيد الأعور

ووجد الجبليون فرصة انقضاء المنخفض الجوي الأخير للبحث في السهول والجرود عن الفطر والأعشاب التي تؤكل، حيث أكد الأستاذ "مجيد الأعور" الذي خرج مع عائلته من أجل جلب الفطر و"التسليق" بالقول: «لعل الفوائد التي نستقيها من البحث عن الفطر كثيرة؛ أهمها الخروج إلى الطبيعة الرحبة بصحبة العائلة والتمتع بالهواء والأرض الخضراء وما تجود به من خيرات متنوعة صحية وذات فوائد عديدة، ولعل هذا المنخفض الجوي المترافق مع الرعود هو الوقت المناسب لقطف الفطر البري، والهندباء والدردار البري والخبيزة، والرحلة نعدها استجماماً تحت أشعة الشمس، وفائدة طبيعية للجسم».