على تراب وصخور قرية "حبران" يقف المعمر الأكبر الشيخ "أبو نايف عطا الله العنداري" الذي ينوف عمره على 108 سنوات حاملاً عكازه مرحباً بالضيوف، وشارحاً أحداث ووقائع قبل قرن من الزمن بصوته الحامل تعب الحياة ومعاناتها.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 13 كانون الأول 2014، وفريق عمل مشروع "بلدتي معلوماتي" زاروا المعمر الشيخ "عطا الله العنداري" في مضافته فبيّن قائلاً: «مذ كنت شاباً قبل قرن من الزمن بدأت حياتي في قريتي "حبران" في العمل بالأرض بعد إرث اكتسبته من والدي وهو أرض صغيرة، وبدوري قمت بتربية الدواجن والمواشي وصيد طيور "الحجل" وتربيتها، إضافة للعمل في الزراعة حيث توسعت في الأراضي حتى تملّكت مساحة واسعة، وأحمد الله في كل وقت أنني في صحتي، وحين أحتاج إلى حطب للتدفئة؛ أذهب إلى الأرض وأتمشى بين الصخور لأقوم بعملية التحطيب وهي من أرضي، لأنني لا أسمح لأحد أن يقتلع شجرة من أي أرض، لأن الشجرة عطاء، خاصة أشجار السنديان والبطم والبلوط وغيرها».

والدي من أكبر المعمرين في قرية "حبران" ويذكر أنه من مواليد 1907، وهو اليوم يقف على مشارف 109 سنوات، أي قرن وعقد من الزمن وهو ما يزال يؤدي الواجبات الاجتماعية المطلوبة منه لأهالي القرية ولبعض القرى القريبة، ويعمل جاهداً على تكريس الانتماء والتجذر بالأرض معتبراً أنها والعرض أشياء مقدسة لا يمكن التفريط بهما

الابن الأكبر للشيخ "عطا الله العنداري" الشيخ "برجس العنداري" تحدث قائلاً: «عمل والدي في الأرض ونقب الصخور الكبيرة ونقل على أكتافه صخوراً من أجل بناء بيوت لنا، واستطاع أن يكون واحداً من أهم مزارعي القرية، ولأنه واحد من المجاهدين حيث شارك في معركتي "الكفر والمزرعة" ويذكر أحداثها ومازال، له علاقة قوية مع السمن العربي، ويتناول الغذاء الذي يقوي البنية ولا أذكر أنه عمل إلا بالأعمال الشاقة بالنسبة لهذه الأيام».

الابن الأكبر برجس يقبل عمامة والده

ولده الثاني "هندي" أشار إلى إرادة والده قائلاً: «والدي من أكبر المعمرين في قرية "حبران" ويذكر أنه من مواليد 1907، وهو اليوم يقف على مشارف 109 سنوات، أي قرن وعقد من الزمن وهو ما يزال يؤدي الواجبات الاجتماعية المطلوبة منه لأهالي القرية ولبعض القرى القريبة، ويعمل جاهداً على تكريس الانتماء والتجذر بالأرض معتبراً أنها والعرض أشياء مقدسة لا يمكن التفريط بهما».

الجدير بالذكر، أن للشيخ المعمر ثلاثة من الأبناء، وهو ما زال يقف أمام مضافته مرحباً بالضيوف بعد 109 سنوات من العمر.

فريق عمل "بلدتي معلوماتي" والمعمر
المعمر مع أبنائه الثلاثة