تأصيل البذار والفلاحة لأكثر من مرة والاعتماد على مياه الأمطار، من الأمور التي تهم السيد "ذياب الخطيب" الذي يعتمد على زراعة أرضه وتربية الأبقار في حياته المعيشية، لهذا كان لمياه الأمطار البشرى الأكبر في انتظار موسمه وخاصة أن الأمطار المبكرة قد تجاوزت ثلث معدل الهطول.

مدونة وطن "eSyria" التقت السيد "الخطيب" في 27 تشرين الثاني 2014، فتحدث عن عمله وعن دور هذه الأمطار التي عمت المحافظة بالقول: «لدي ثلاثون دونماً من الأرض، أقوم بزراعتها بمحاصيل القمح والشعير والحمص والعدس أحياناً، وذلك بالتناوب عبر الأعوام، وقد جاءت الأمطار هذا العام مبكرة ووفيرة لذلك تبشرنا بالخير، حيث إن هذه الأمطار ستنبت الأعشاب في وقت مبكر ومن ثم ستستأصل عند عملية الفلاحة ولا تأخذ حصة المحاصيل الزراعية، كما أنها ستخرج الأعشاب "العفائية" مبكراً بعد سقاية جذورها، وهو ما سيؤمن طعاماً للمواشي عموماً ومنها الأبقار، كما أننا نسمي هذه الأمطار "الخمير" لأنها لا تتعرض للتبخر كما يحدث في شهري آذار ونيسان في حال الهطول بسبب قصر النهار وضعف أشعة الشمس».

تأثير هذه الأمطار في الأشجار ممتاز، وخاصة أن عامل الأمطار في المحافظة يعد من عوامل الإنتاج الزراعي لذلك إذا جاءت الأمطار مبكرة ومنتظمة تساعد على زيادة المحصول من الثمار وخاصة بالنسبة للزيتون والتفاح، كما أنها تساهم في القضاء على الكثير من الحشرات مثل حفار الساق بسبب البرد الذي يتبعها، وهي تمثل في نفس الوقت أثراً تراكمياً لكون الأشجار بحاجة إلى معدلات هطول أكثر من معدل الهطول السنوي في المحافظة

بدوره المهندس الزراعي المختص "كمال العيسمي" تحدث عن دور هذه الأمطار ونسبتها وتأثيرها في المحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة بالقول: «هذه الأمطار التشرينية ممتازة وتسمى أمطار الخريف، وكما قال الشاعر "أبو العلاء المعري": إذا بكى تشرين وساعده في دمعته آذار.. فهذا آذان تخضر لناظرها الروابي وتبيض الوذار، و"الوذار" هي لحم الذبائح أي إنها تصبح سمينة لكثرة العشب، كما أن هذه الأمطار تساعد على بدء التفاعلات الحيوية داخل التربة وإنتاج الخصب فيها، كما أن الأمطار الكافية قبل دخول أربعينية الشتاء تساعد على نمو النباتات وتكوين مجموعة جذرية قوية لنباتات المحاصيل، حيث تستأنف نموها بعزم بعد انتهاء "المربعانية" وحلول الدفء مع بدء "الخمسانية"، وهو ما يبشر بمحصول واعد إذا استمرت الريات، كما أن استمرار هذه الأمطار سيؤدي إلى زيادة المساحات المزروعة وخاصة بالنسبة لمحاصيل القمح والشعير لكونهما يحتاجان إلى أمطار مبكرة على عكس محصولي الحمص والعدس الذين قد يزرعا متأخرين».

السيد ذياب الخطيب

وعن تأثير هذه الأمطار في الأشجار المثمرة يتابع "العيسمي": «تأثير هذه الأمطار في الأشجار ممتاز، وخاصة أن عامل الأمطار في المحافظة يعد من عوامل الإنتاج الزراعي لذلك إذا جاءت الأمطار مبكرة ومنتظمة تساعد على زيادة المحصول من الثمار وخاصة بالنسبة للزيتون والتفاح، كما أنها تساهم في القضاء على الكثير من الحشرات مثل حفار الساق بسبب البرد الذي يتبعها، وهي تمثل في نفس الوقت أثراً تراكمياً لكون الأشجار بحاجة إلى معدلات هطول أكثر من معدل الهطول السنوي في المحافظة».

يذكر أن الأمطار وحسب معدلات الهطول في الأرصاد الجوية قد تراوحت خلال هذا الأسبوع بين 42مم في منطقة "الصورة" و96مم في ظهر الجبل، وشملت كافة أنحاء المحافظة، وكان توزعها على النحو التالي: في مدينة "السويداء" 76مم، وفي منطقة "عين العرب" بظهر الجبل 96مم، وفي مدينة "شهبا" 63مم، وفي قرية "الصورة" 42مم، وفي منطقة "صلخد" 60مم. وبالمقارنة مع مجموع الكميات الهاطلة مع مثيلاتها في العام الماضي نجد أن مجموع الكميات الهاطلة منذ بداية الموسم في مدينة "السويداء" 119مم مقابل 43مم العام الماضي، والمعدل السنوي 348مم، وفي منطقة "عين العرب" بظهر الجبل 154مم مقابل 43مم العام الماضي والمعدل 524مم، وفي مدينة "شهبا" 108مم مقابل 24مم، والمعدل السنوي 348مم، وفي بلدة "الصورة" 61مم مقابل 7مم، والمعدل 202مم، وفي منطقة "صلخد" 95مم مقابل 9مم خلال الموسم الماضي والمعدل السنوي 328مم.

المهندس كمال العيسمي
المياه تسيل في الشوارع