يؤكد أستاذ التاريخ المتقاعد "توفيق عربي" أن ظهوره الأول في مهرجان "شهبا" للتراث والفنون بأعمال فنية تستند بالحرق على الخشب؛ هو خطوة أولى لدعم المهرجان، وأن موهبته هذه اكتسبها من الفنان العالمي "أنطون طحان" أثناء دراسته في مدينة "حلب" قبل 46 عاماً.

مدونة وطن "eSyria" التقت الأستاذ "توفيق عربي" في المركز الثقافي العربي في "شهبا" بتاريخ 15 تشرين الأول 2014، فتحدث عن معرضه الأول في مهرجان "العاديات" السابع: «هي تجربتي الأولى، وكنت أرغب في إقامة معرض منفرد كي ألمس ردود فعل الناس عن كثب في مثل هذا النوع من الفن، ولكني سعدت بالمشاركة في مهرجان "شهبا" لكوني عضواً في جمعية "العاديات"، وقد قدمت عدداً من اللوحات الفنية التي تعتمد الحرق على الخشب التي اكتسبتها أثناء دراستي في مدينة "حلب" بين العامين 1967 و1968 في دار المعلمين الداخلية، حيث كان الأستاذ الفنان "أنطون طحان" يأخذنا إلى مرسمه، جميع الشعب بشكل منفرد، وفي نهاية كل حصة يربت على ظهر أحد الطلاب ليبقى في المرسم، وهكذا يبقى من الأعداد الكبيرة للطلاب 12 طالباً يتعلمون الرسم والنحت وكل أنواع الفنون، فكنت من ضمن تلك المجموعة التي تعلمت الحرق على الخشب، وطرائق تحنيط الطيور والحيوانات، ولكني لم أشتغل في ذلك، فقد أكملت دراستي الجامعية في "دمشق" والتحقت بخدمة العلم، وتابعت حياتي العملية كمدرس لمادة التاريخ حتى سن التقاعد، إلى أن أتت ابنتي الفنانة "إيناس" التي أيقظت تلك الموهبة في داخلي من جديد».

يعود فن الحرق على الخشب إلى سنين طويلة كنوع من تطور الفنون التشكيلية، وأنا كمتلقٍ شاهدت لوحات جميلة فيها الكثير من الحنان والدفء، والحرق يعطي للوجه انطباعات كثيرة تغني عن الظل والنور ولكنه يحتاج إلى أيد خبيرة ومتمرسة حتى لا يتشوه الرسم الأساسي، وقد فاجأني الأستاذ "توفيق عربي" بما قدمه لنا من أعمال بعد هذا العمر الطويل في التدريس، وأثبت أن الإنسان قادر على العطاء والتجدد بشكل دائم طالما أن هناك إرادة

وعن اللوحات التي بدأ صنعها، وما قدمه في المعرض: «بدأت رسم السيدة "فيروز" كتجربة أولى، حيث قمت بتقطيع اللوحة إلى مربعات كما تعلمتها من أستاذي، ورسمت الصورة، وقمت بحرقها كأنني تلميذ خائف من الرسوب، وعندما نجحت التجربة كانت صورة شريكة حياتي هي الثانية تقديراً مني لتلك السيدة التي صبرت علي وقاسمتني الفرح والحزن، وقدمت في المعرض مجموعة من أعمالي الأخيرة التي لا يعرفها الأصدقاء المقربون، ومنها صور لسيدات عاملات يقمن بالأعمال التقليدية كالحياكة، وصور مستوحاة من قراءاتي للأساطير القديمة، وكذلك صور لبعض الحيوانات كالفرس والحمار الوحشي، وأنا في كل عمل أحاول تطوير أدواتي، وأكتشف المزيد من ملاحظات الناس عليها».

جانب من المعرض

المحامي "هايل حرب" عضو جمعية "العاديات" تحدث عما شاهده من أعمال لزميله في هذا المعرض بالقول: «يعود فن الحرق على الخشب إلى سنين طويلة كنوع من تطور الفنون التشكيلية، وأنا كمتلقٍ شاهدت لوحات جميلة فيها الكثير من الحنان والدفء، والحرق يعطي للوجه انطباعات كثيرة تغني عن الظل والنور ولكنه يحتاج إلى أيد خبيرة ومتمرسة حتى لا يتشوه الرسم الأساسي، وقد فاجأني الأستاذ "توفيق عربي" بما قدمه لنا من أعمال بعد هذا العمر الطويل في التدريس، وأثبت أن الإنسان قادر على العطاء والتجدد بشكل دائم طالما أن هناك إرادة».

حصان أسطوري
سيدة من الخيال تنسج الصوف