كشف مؤخراً فريق دائرة آثار "السويداء" العامل في قرية "سيع" عن مجموعة من كسر السُرُج في ردميّات منقولة وموجودة في القطاع المقابل للمعبد المسمى "ذو الشرى" من الجهة الشرقية.

مدونة وطن "eSyria" التقت الأستاذ "حسين زين الدين" مدير دائرة الآثار والمتاحف، يوم الثلاثاء الواقع في 2 أيلول 2014، فتحدث عن هذه السرج: «لاحظنا لدى معاينتها كدراسة أولية فقدان أجزاء كبيرة من جسم السرج؛ لدرجة أنه لم يتبق منها إلا الجزء الأكثر صلابة للسراج والمتمثل بالعروة، باستثناء مجموعة من الكسر التي تعود لخزان التعبئة والقاعدة، وقد تمَّ تصنيف الكسر اعتماداً على هذه الأجزاء المتبقية، فالكسرة رقم 1حملت جزءاً من الجسم الخلفي للسراج والعروة التي تثبّت بشكل رأسي على جسم السراج، وهو ذو عجينة لونها (بيج) فاتحة يظهر عليها طلاء ذو لون ترابي وزخارف نباتية تمثل أوراقاً تبدأ متفرعة من جانب العروة لتحيط بفوهة خزان التعبئة، ويظهر من خلال هذا الجزء أنه مصنوع بالقالب.

يمكن تلخيص الطراز الحوراني من خلال العجينة المصنوعة منها، أن هذه السرج تمثل صناعة محليّة لمنطقة "حوران"، وأنّ الطراز مصنوع بالقالب، ويمكننا تصور أنّ السراج يأخذ الشكل الإجاصي مع مقدمة فوهة بيضوية تلتف زواياها لتشكل أضلاعاً مع عروة خماسية، وقد زخرفت هذه الأنواع من السرج بالتزيينات الهندسية والنباتية. وهو يعود إلى القرنين الرابع والخامس الميلاديين

ومن خلال المقارنة مع سراج من نفس الطراز نستطيع أن نتصور الشكل العام للسراج، وهو ذو قاعدة بيضوية وفتحة تعبئة دائرية يكون قطرها أكبر من فوهة الاشتعال، ونستنتج بالمقارنة أنَّ هذا السراج يعود إلى القرن الثاني الميلادي، أما الكسرة رقم 2 فنلاحظ فيها الجزء الخلفي للسراج مع العروة، وأنه سراج مصنوع بالقالب، تحمل العروة ثلمين، كما يحيط بفوهة التعبئة المفقودة ثلمان (حزين) دائريان، ويحيط بالخزان شكل زخرفي يمثل مجموعة من الدوائر ذات المحيط الغائر والجسم النافر، التي لم يتبق منها سوى دائرة واحدة، ومن خلال المقارنة نستطيع القول إنَّ هذا السراج يعود إلى القرن الثالث الميلادي».

الأستاذ حسين زين الدين.

وتابع: «أما الكسرة رقم 3 فتعود إلى نفس طراز الكسرة رقم (2) القرن الثالث الميلادي، ولكن يمكن ملاحظة وجود جزء صغير من خزان التعبئة وفوهة الإشعال، ويُلاحَظ أنَّ فوهة التعبئة محاطة بدائرة نقطيّة ودائرة غائرة تشكّل شفة فوهة التعبئة، وأنَّ الخزان محاط بدوائر حبيبيّة، وتعود الكسرة رقم 4 إلى نفس طراز الكسرتين (2- 3) (القرن الثالث الميلادي). أما الكسرات (5-6-7-8) فقد دُرس هذا الطراز من قبل Pierre-Marie Blanc في "بصرى"؛ حيث أطلق عليه اسم الطراز الحوراني».

وعن هذا الطراز والملاحظات التي يمكن أن تكوّن تصوراً نهائياً لهذه السرج، أكد الباحث "ناجي فيصل" العامل في الدائرة بالقول: «يمكن تلخيص الطراز الحوراني من خلال العجينة المصنوعة منها، أن هذه السرج تمثل صناعة محليّة لمنطقة "حوران"، وأنّ الطراز مصنوع بالقالب، ويمكننا تصور أنّ السراج يأخذ الشكل الإجاصي مع مقدمة فوهة بيضوية تلتف زواياها لتشكل أضلاعاً مع عروة خماسية، وقد زخرفت هذه الأنواع من السرج بالتزيينات الهندسية والنباتية. وهو يعود إلى القرنين الرابع والخامس الميلاديين».