تميّزت مضافة "آل غزالي" أنّها قدمت احتجاجاً نسائياً ضد العثمانيين، وصلن به إلى "بيروت" دفاعاً عن الحرية واستقلال الوطن في حالة منفردة زمنياً، كما قدمت باكورة شهداء الثورة العامية، وأوّل شهيد (حامل البيرق) بمعركة "الكفر" ضد الفرنسيين.

حول تاريخ ونشأة المضافة، مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 2 آذار 2020 التقت "حسن غزالي" حفيد مؤسس المضافة الذي بيّن قائلاً: «عرفت قرية "ملح" بأنها "ملح الصرار" نسبة للريح الصرر الذي يغزوها، و"آل غزالي" واحدة من العائلات التي سكنت بها وحملت مضافتها دلالات رياح الأحداث والوقائع، ودخلت الذاكرة وأنعشت الأقلام المؤرخة حينما دونت تاريخها.

عرفت قرية "ملح" بأنها "ملح الصرار" نسبة للريح الصرر الذي يغزوها، و"آل غزالي" واحدة من العائلات التي سكنت بها وحملت مضافتها دلالات رياح الأحداث والوقائع، ودخلت الذاكرة وأنعشت الأقلام المؤرخة حينما دونت تاريخها. فقد بنيت وسط سوق القرية التاريخي العائد للعصور الرومانية، وكان للشيخ "إسماعيل غزالي" الدور في بنائها حينما استقدم رجالاً أشداء مع منتصف القرن التاسع عشر ووضعوا اللبنة الأولى فيها، وهي لا تبعد عن قصر البلدة الروماني المعروف بأكثر من مئة متر، وتميزت منذ تأسيسها بمركزها الديني والاجتماعي، وشهدت منذ ذلك الوقت أحداثاً ووقائع جديرة بالاهتمام والتوثيق منذ معركة "خراب عرمان"، والثورة العامية الأولى، وصولاً لأحداث "سامي باشا الفاروقي" عام 1912، فقد أنجب مؤسس المضافة الشيخ "إسماعيل" ولديه "أسد"، و"فندي" وهما حملا إرثاً وطنياً، وأسسا لمرحلة تاريخية قادمة، فبعد أن سجن الشيخ "إسماعيل" لدى العثمانيين في جزيرة "كريت"، أنجب شقيقه الشيخ "صالح" ولده "علي غزالي"، واستشهد في الانتفاضة العامية عام 1888 ضد الظلم والاقطاع بعد اجتماع "مجدل الشور". في عام 1896 ومع وقائع الحملات العثمانية على المنطقة دونت في المضافة أحداث مهمة، منها اعتقال ونفي عدد من رجالات المنطقة، وعلى رأسهم الشيخ "إسماعيل غزالي" ومجموعة من أهالي البلدة والمنطقة، ونفيهم إلى "الأناضول"، وجزيرة "رودس" ثم إلى جزيرة "كريت" الأمر الذي دفع بالسيدة "خدوج غزالي" شقيقة المجاهد "إسماعيل" لتنظيم حركة احتجاجات مع النساء المقربات من المنفيين، ولأول مرة بتاريخ الجبل تم الاعتصام في "بيروت"، ومطالبة السلطات العثمانية بعودة المنفيين، ودوّن ذلك بمذكرات المؤرخين

فقد بنيت وسط سوق القرية التاريخي العائد للعصور الرومانية، وكان للشيخ "إسماعيل غزالي" الدور في بنائها حينما استقدم رجالاً أشداء مع منتصف القرن التاسع عشر ووضعوا اللبنة الأولى فيها، وهي لا تبعد عن قصر البلدة الروماني المعروف بأكثر من مئة متر، وتميزت منذ تأسيسها بمركزها الديني والاجتماعي، وشهدت منذ ذلك الوقت أحداثاً ووقائع جديرة بالاهتمام والتوثيق منذ معركة "خراب عرمان"، والثورة العامية الأولى، وصولاً لأحداث "سامي باشا الفاروقي" عام 1912، فقد أنجب مؤسس المضافة الشيخ "إسماعيل" ولديه "أسد"، و"فندي" وهما حملا إرثاً وطنياً، وأسسا لمرحلة تاريخية قادمة، فبعد أن سجن الشيخ "إسماعيل" لدى العثمانيين في جزيرة "كريت"، أنجب شقيقه الشيخ "صالح" ولده "علي غزالي"، واستشهد في الانتفاضة العامية عام 1888 ضد الظلم والاقطاع بعد اجتماع "مجدل الشور".

الأحفاد يحيى وحسن وجادو غزالي

في عام 1896 ومع وقائع الحملات العثمانية على المنطقة دونت في المضافة أحداث مهمة، منها اعتقال ونفي عدد من رجالات المنطقة، وعلى رأسهم الشيخ "إسماعيل غزالي" ومجموعة من أهالي البلدة والمنطقة، ونفيهم إلى "الأناضول"، وجزيرة "رودس" ثم إلى جزيرة "كريت" الأمر الذي دفع بالسيدة "خدوج غزالي" شقيقة المجاهد "إسماعيل" لتنظيم حركة احتجاجات مع النساء المقربات من المنفيين، ولأول مرة بتاريخ الجبل تم الاعتصام في "بيروت"، ومطالبة السلطات العثمانية بعودة المنفيين، ودوّن ذلك بمذكرات المؤرخين».

وتابع المؤرخ "إبراهيم جودية" عضو الجمعية العلمية التاريخية بالقول: «جرت في مضافة "آل غزالي" أحداث هامة، فهي تحتوي على وثيقة أصلية مكتوبة بماء الذهب تشير إلى طلب السلطات العثمانية من أبناء المضافة القبول بوظيفة عثمانية، وهي قائم مقام، ولكنهم رفضوا هذا الطلب ولم يوافقوا عليها، وكذلك من أوائل الرسائل التي أرسلها الشريف "حسين" القائد العام للثورة العربية الكبرى كتبت إلى الشيخ "أسد غزالي"، وأهالي بلدة "ملح"، وعلى إثرها وصل وفد من "السويداء" إلى "العقبة" عام 1917 وأستبشر يومها الأمير "فيصل" وتفاءل بالنصر على العثمانيين، وقبيل أحداث الثورة السورية الكبرى تمّ الاتفاق في هذه المضافة على الوقوف إلى جانب "سلطان باشا الأطرش" بقضية "أدهم خنجر"، وتمّ الاجتماع في "مجدل الشور" من قبل أهالي "ملح"، و"عرمان" وبعض القرى، وذلك في فترة حرجة وتحدي للسلطات الفرنسية ومن الأشخاص الذين حضروا من بلدة ملح "علي الملحم، محمود الغزال، حمد رزق، خليل الباسط، فارس بلان، حمد معروف، وهايل أبو جمرا، هزاع الملحم" وبتاريخ التاسع عشر من شهر تموز عام 1925 عندما وصل "سلطان الأطرش" القائد العام للثورة السورية الكبرى إلى بلدة "ملح" خرج بيرق البلدة وحامله "شهاب غزالي" إلى ميدان القرية والأهازيج والنخوات وصلت عنان السماء، وكانت فاتحة المعارك للثورة، وهي معركة "الكفر" الشهيرة، حيث استشهد "شهاب غزالي" وثلاثة عشر بطلاً من أبناء قريته.

المضافة من الداخل مع البيرق

ومن وثائقيات الثورة السورية عندما أصيب حامل البيرق من قبل الفرنسيين وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة ثأر لنفسه من قاذف الرشاش الفرنسي وقتله بقبضة البيرق الذي بقي منتصباً في أرض المعركة.

وفي عهد الوحدة ببن "سورية"، و"مصر" استضاف الشيخ "سليمان غزالي" ضمن هذه المضافة مدرسين اثنين من الأخوة المصريين الذين تم تعينهم في البلدة طيلة العام الدراسي لعام 1959 كضيوف أعزاء، ولهذا فإن صدى جدرانها يصدح بشهيد العامية والمقاومة النسائية، وأحداث وطنية واجتماعية هامة بتاريخ جبل "العرب"».

البطلين شهاب ونواف غزالي