ضمن مرتفعات قرية "حبران" المحاطة بالحجارة البازلتية، تتربعُ مضافةٌ ذات شأنٍ كبير منذ إنشائها، شهدت أحداثاً ومواقف اجتماعية ووطنية عدة، وشكّلت بموقعها حدثاً في ذاكرة المجتمع.

حول مضافة "آل السغبيني" والأحداث التي مرت عليها، مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 12 شباط 2020 التقت حفيد مؤسس المضافة "لطفي السغبيني" الذي بيّن قائلاً: «لم نكن لنعلم عن تاريخ المضافة لولا أنّ الأهل والأجداد رووا أمامنا أنّه في عام 1908، وفي ظل استعمار يفرض الضرائب والأتاوات ويعمل على تخريب النسيج الاجتماعي بين الفئات المجتمعية، تمّت إشادة المضافة من قبل بنائين لبنانيين من "آل الشويري"، باستخدام الحجارة البازلتية الصماء ذات الطبيعة المنسجمة مع تاريخ قريتنا "حبران"، والتي تنم عن قدمها التاريخي.

لم نكن لنعلم عن تاريخ المضافة لولا أنّ الأهل والأجداد رووا أمامنا أنّه في عام 1908، وفي ظل استعمار يفرض الضرائب والأتاوات ويعمل على تخريب النسيج الاجتماعي بين الفئات المجتمعية، تمّت إشادة المضافة من قبل بنائين لبنانيين من "آل الشويري"، باستخدام الحجارة البازلتية الصماء ذات الطبيعة المنسجمة مع تاريخ قريتنا "حبران"، والتي تنم عن قدمها التاريخي. جدي الشيخ "محمد السغبيني" الذي يعد واحداً من رجالات المنطقة الجنوبية، هو من شيد المضافة التي تعد مضافة جامعة، في داخلها قناطر، وسقفها المصمم بالقفل والمفتاح، وهي الطريقة المعتمدة التي يصعب اختراق الهواء لها، وتعود للعصور الرومانية. في زواياها تجد أماكن لأدوات القهوة المرة العربية، عدا عن أشكال حجارتها البازلتية القديمة التي استجرتها الأيدي العاملة من أماكن مجاورة للقرية، وجدي "محمد" صاحب فطنة وموقف، وله مع رجال القرية رؤية ذات بعد في استثمار الموقع الجغرافي للقرية المعروفة أنها حاضنة اللقاءات الوطنية والاجتماعية خلال العقود الماضية، حيث جرى بها لقاءات اجتماعية ووطنية، وأحاديث تنم عن العلاقة الترابطية المتينة بين أفراد المجتمع الواحد في وضع خطط للدفاع عن الأرض لمواجهة الاحتلال العثماني بعد التواصل مع الشريف "الحسين" إبان الثورة العربية الكبرى

جدي الشيخ "محمد السغبيني" الذي يعد واحداً من رجالات المنطقة الجنوبية، هو من شيد المضافة التي تعد مضافة جامعة، في داخلها قناطر، وسقفها المصمم بالقفل والمفتاح، وهي الطريقة المعتمدة التي يصعب اختراق الهواء لها، وتعود للعصور الرومانية.

في ليوانها وبوجود الأحفاد

في زواياها تجد أماكن لأدوات القهوة المرة العربية، عدا عن أشكال حجارتها البازلتية القديمة التي استجرتها الأيدي العاملة من أماكن مجاورة للقرية، وجدي "محمد" صاحب فطنة وموقف، وله مع رجال القرية رؤية ذات بعد في استثمار الموقع الجغرافي للقرية المعروفة أنها حاضنة اللقاءات الوطنية والاجتماعية خلال العقود الماضية، حيث جرى بها لقاءات اجتماعية ووطنية، وأحاديث تنم عن العلاقة الترابطية المتينة بين أفراد المجتمع الواحد في وضع خطط للدفاع عن الأرض لمواجهة الاحتلال العثماني بعد التواصل مع الشريف "الحسين" إبان الثورة العربية الكبرى».

وبيّن الشيخ المعمر "نايف الحناني" من أهالي قرية "حبران" قائلاً: «لقد ضمت المضافة التي أسسها الراحل "محمد السغبيني" أهم الاجتماعات لمقاومة "ممدوح باشا" العثماني، حين جهّز حملة للثأر من خسارته في معركة "عرمان"، وكان التجمع بها، فحين هاجم "سامي باشا" عام 1910 الجبل تصدى له المجاهدون وأبناء المنطقة في معركة "الكفر" التي شارك بها "ذوقان الأطرش" وابنه "سلطان" وهو في سن مبكرة، حيث اجتمع أهالي قرية "حبران" وبعض القرى المجاورة والقريبة من أرض المعركة في مضافة "آل السغبيني" وشاركوا في هذه المعركة، وخسرت القرية مجموعة من الشهداء.

الشيخ نايف الحناني مع المراسل

وفي التاريخ المعاصر جاء الثوار إليها، وقُدمَ بها واجب الطعام للثوار ولقائدهم عام 1926، بعد أن تقرر الهجوم على الاحتلال الفرنسي بمواقع متعددة من جبل "العرب"، وفي اللحظة التي قال فيها المعزب (تفضلوا على الميسور يا غانمين)، همّ المغفور له "سلطان باشا الأطرش" بالجلوس لتناول الطعام، فقصفت الطائرات الفرنسية المضافة، وسقطت قذيفة في وسط المضافة اخترقت سقفها ونزلت في منتصف نقرتها، وأكملت طريقها نحو خزائن المونة أسفلها، فما كان من الثوار إلا أن دبّ الرعب بينهم، لكن قائد الثورة أكمل طعامه إلى النهاية، وجاء بطفلين وأجلسهما على جانبيه، وأخذ يتكلم معهما، بينما الطائرات أخذت تلاحق الثوار في أمكنة مختلفة، وتطلق النار على أهالي القرية، واستشهد "أسعد الحناني"، و"محمد ريدان" وعدد من الأقارب لا تسعفني الذاكرة لذكرهم، وقد قال المجاهد "زيد الأطرش" شقيق القائد العام للثورة أنّ الثوار تعرضوا للقصف بالقرب من المضافة، واستطاعوا اغتنام مدفع من الفرنسيين، ودفنوه في أرض "حبران" بالقرب من المضافة.

وما زالت هذه المضافة تجمع إلى يومنا الآراء الحاملة للإصلاح وحلّ النزاعات والخلافات، والمشاريع التنموية الخاصة بقريتنا المميزة بتعاون أهلها».

من داخل المضافة