تتربع على مساحة 14 دونماً في قرية "المشقوق"، وكانت قبلةَ القاصي والداني في المنطقة لحلّ الخلافات الاجتماعية وإغاثة الملهوف في زمن الاحتلال الفرنسي وما تلاه من أوقات.

مدوّنةُ وطن "eSyria"، وبتاريخ 9 تشرين الأول 2019 التقت المهندس "وائل عزيز" أحد أحفاد هذه الدار، ليحدثنا عن تاريخ وتفاصيل البناء فقال: «تأسست دار "صالح عزيز" في بداية الأربعينيات من القرن الماضي على مساحة كبيرة من الأرض تقدر بنحو 14 دونماً في قرية "المشقوق" جنوب مدينة "صلخد" وتتألف من سور حجري كبير بارتفاع ثلاثة أمتار، وعلى كامل المساحة يحتوي السور على ثلاث بوابات ضخمة هي مداخل إلى أجزاء مختلفة من البناء الذي يتكون من عدد كبير من الغرف الكبيرة وعددها 25 غرفة كانت تأوي أصحاب الدار والعاملين فيها، والذين يتجاوز عددهم العشرين عاملاً مع عائلاتهم حيث كانوا يقومون بالأعمال المختلفة على مدار العام».

الملفت للنظر هو وجود نوعين من الأسقف المستخدمة في البناء، فهناك أسقف مبنية من القناطر الحجرية الضخمة، وهي التي تعطي المكان القوة والمتانة وهناك نموذج آخر وهو ما يسمى بعقد الريش وهذا النوع من الأسقف نادر الوجود في منطقتنا حيث يمتد السقف بشكل نصف دائري وبشكل مستمر وعلى كامل مساحة البناء، وهذه النماذج استخدمت في بناء مستودعات الحبوب والمؤن المختلفة

يضيف عن بقية الأقسام: «الجزء الأهم في هذا المكان هو المضافة، حيث تحتوي الدار على مضافتين إحداهما شتوية بمساحة 40 متراً مربعاً، والأخرى صيفية وهي الرئيسية بمساحة 100 متر تتربع على عدد من الحواصل في الطابق الأول، والمدخل مؤلف من 3 قناطر حجرية كبيرة متينة قام ببنائها أشخاص مختصون في بناء الحجر المنحوت من "لبنان" وبتكلفة ليرة ذهبية لكل حجر من أحجار المضافة، فكانت تحفة فنية متكاملة من الحجر البازلتي على الأرض والجدران، وبداخلها مقعد من الحجر أيضاً بعرض أكثر من متر ليتسع للضيوف الذين كانوا يأتون إلى المضافة بشكل دائم وبأعداد كبيرة ومن مختلف المناطق وكان لهم الحرية في البقاء لعدة أيام أو أسابيع كلاً حسب حاجته.

الدار من الخارج

في الجهة الشمالية من البناء هناك العديد من الإسطبلات الخاصة للخيل، والجمال والتي زاد عدد كل منها على العشرين، وهناك الحظائر للأغنام وبئر ماء محفور بالصخر لتجميع مياه الأمطار والاستفادة منها فيما بعد بأعمال الزراعة والسقاية».

"صالح جبور" مهندس مختص بالعمارة، يقول عن جمالية المكان: «الملفت للنظر هو وجود نوعين من الأسقف المستخدمة في البناء، فهناك أسقف مبنية من القناطر الحجرية الضخمة، وهي التي تعطي المكان القوة والمتانة وهناك نموذج آخر وهو ما يسمى بعقد الريش وهذا النوع من الأسقف نادر الوجود في منطقتنا حيث يمتد السقف بشكل نصف دائري وبشكل مستمر وعلى كامل مساحة البناء، وهذه النماذج استخدمت في بناء مستودعات الحبوب والمؤن المختلفة».

وائل عزيز

يحدثنا "فارس حديفة"، وهو أحد المعاصرين لتاريخ هذه الدار بالقول: «لقد كنا نجتمع ونحن صغار في هذه الدار، لنستمع إلى قصص البطولة، ومواقف الكرامة التي كانت تحدث مع رجال تلك المرحلة، حيث كانت المضافة هي المدرسة التي ينهل منها الناس ثقافتهم الاجتماعية والوطنية، وهي المحكمة التي تنصف المظلوم، وتحاسب الظالم حيث شهدنا الكثير من المصالحات الاجتماعية، وبما يعرف بعقدة الراية، وكانت هذه الدار مقصد أبناء المنطقة من أجل درء الفتن وإحقاق الحق».

فارس حذيفة