يختلف المارة على تسمية هذا النوع أو ذاك من نبات الزعتر المنتشر في الحدائق المنزلية الجبلية الذي تزرعه ربات المنازل، حيث تتجاوز أنواعه السبعة في حديقة واحدة، تحمل الكثير من الفوائد بأشهى النكهات.

الفائدة الطبية والغذائية كانت خلف المحافظة على شتلة "الزعتر" بزاوية الحديقة المنزلية، ترعاها وتضيف إليها أنواعاً جديدة لتبقى بعطرها وزيتها ونكهتها مطيبة للطعام ومفيدة لاستخدامات عدة، تحدثت عنها ربة المنزل "سمر كمال" من قرية "الثعلة" صاحبة إحدى الحدائق المنزلية الغنية بالأنواع النباتية المتميزة، حيث التقتها مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10 شباط 2016، وعرفتنا بما تزخر به حديقتها من نبتتها المفضلة "الزعتر"، وتقول: «لأنني أهتم بتطعيم حديقتي بأنواع مختلفة من النباتات العطرية والخضراوات الموسمية والدائمة، فضلت "الزعتر" لفائدته وحاجتي إلى صناعته منزلياً لمشاركته في الوجبات اليومية، لذلك كنت أجرب كل أنواع البذار التي توافرت من "الزعتر"، ومنذ عشر سنوات أكرر زراعة الأنواع الموسمية منه، وهي الأميز من حيث النكهة للزعتر المنزلي، وفي كل مرة أضيف إليه مجموعة مطيبات وتوابل تعطي مذاقاً رائعاً، ومن تكرار التجربة بتّ أختار نوعاً منها لهذه الغاية وهو معروف باسم "المصري".

كميات كبيرة تنتجها الحدائق بقي استخدامها تقليدياً ولم يتطور، وهي للزيوت العطرية والاستخدامات الطبية المأمولة مع العلم بغنى الزعتر بعناصر نادرة ومطلوبة لعلاجات مختلفة؛ ليبقى على الأهالي تجربة الزراعة بحقول واسعة لعلها تكفي لجذب استثمار مجدٍ لهذه النبتة التي قد لا يخلو منها منزل أو حديقة

اليوم في حديقتي ما يقارب 5 أنواع من الزعتر، وللأسف لا أحفظ تسمياتها لأنني جمعتها بحكم المعرفة لسماتها، اليوم أميز شكلها وطبيعة الأوراق التي تختلف من نوع إلى آخر، والمميز الأهم هو الرائحة ونسبة الزيوت العطرية في كل منها، وأحرص على المحافظة على البذار للأنواع التي تزرع كبذار في مساكب صغيرة، ومن ثم أنقل شتولها وأوزعها بأثلام متوازية وأرعاها بالسقاية والسماد الطبيعي للحصول على موسم غني، وأزرعها خلال هذه الفترة عادة لتكون زراعة ناجحة، والأنواع الباقية دائمة أقوم بقصها خلال موسم الصيف لأستخدم أحد أنواعها التي تميزت بأوراقها الصغيرة».

في حديقتها أم كنان سمر كمال ترعى شتول الزعتر

الخبير بالأصول الوراثية "آصف قسام الحناوي" بعد جمعه للأنواع المتوافرة في قرى المحافظة وبوجه خاص في الحدائق يخبرنا عن الأسماء وسمات كل منها، ويقول: «حسب ما وصلنا من كبار السن فإن الزعتر كنبات وفد إلى المنطقة مع العائلات اللبنانية التي انتقلت إلى الجبل خلال القرن الفائت، وانتشرت على يد الأهالي لتضاف إلى النوع البري الذي ظهر في المنطقة وسمي "الزعيتري"، ولتتكاثر الأنواع المنزلية على يد ربات المنازل بحكم المعرفة والخبرة بفائدة غذائية وصحية، لنجد اليوم منه أنواعاً قد تصل إلى السبعة، نذكر منها: "الخليلي" وهو فلسطيني الأصل تشبه أوراقه أوراق "المردكوش"، تأخذ نبتته شكلاً دائرياً قد يصل ارتفاعها إلى 60سم، وهو الأكثر استخداماً لتصنيع الزعتر المنزلي، والنوع الثاني هو "الجبلي" وهو "الزعيتري" الذي انتقل على شكل عقل زرعت بالحدائق المنزلية ونجحت تفترش الأرض ولا ترتفع أكثر من 15سم، الزعتر "الفارسي" وهو موسمي يتكاثر بالبذور وله طعم أكثر فاعلية من الأنواع السابقة ويصل ارتفاع النبتة إلى 30سم، ومن الأنواع المنتشرة أيضاً نجد الزعتر "السوري" و"الصحراوي" اللذين يتكاثران بالبذور والعقل وهما دائما الخضرة أوراقهما مدببة تشبه أوراق "إكليل الجبل" بفارق بسيط، وعدة أنواع لم يتم التوصل بعد إلى تصنيفها لكنها تزين الحدائق المنزلية، وكلها قابلة للاستخدام لغايات عدة مع اختلاف الفعالية بين نوع وآخر، وبات الأهالي يميزونها حسب الخبرة».

الاستخدامات الطبية الأكثر ترشيحاً للاستثمار وفق ما يقول: «كميات كبيرة تنتجها الحدائق بقي استخدامها تقليدياً ولم يتطور، وهي للزيوت العطرية والاستخدامات الطبية المأمولة مع العلم بغنى الزعتر بعناصر نادرة ومطلوبة لعلاجات مختلفة؛ ليبقى على الأهالي تجربة الزراعة بحقول واسعة لعلها تكفي لجذب استثمار مجدٍ لهذه النبتة التي قد لا يخلو منها منزل أو حديقة».

آصف قسام الحناوي في متجره الخاص بالأعشاب

في قرية "مفعلة" نقلت "تهاني الزيلع" نبتة "الزعيتري" البرية وهي أحد أنواع الزعتر وتظهر في مناطق جبلية وعرة، وزرعتها في المنزل لتخلطها مع الأنواع البرية لصناعة الزعتر المنزلي، وتقول: «تنتشر رائحتها في الحقول مع نسمات الهواء، وتعودت جمعها في مواسم الربيع جففتها وسحنتها وأضفت إليها مكونات مختلفة، مثل القمح والحمص وجوز الهند والسماق البري أيضاً، وصنعت زعتراً متميز النكهة وعرضته في الأسواق، ومنذ أعوام أحضرت شتول "الزعيتري" من البرية وزرعتها في المنزل في فصل الخريف أجمع بذورها لأنثرها لموسم قادم.

نبتة مميزة أضفتها إلى عدة أنواع ولشتول دائمة الخضرة من الزعتر في حديقتي قد تتجاوز الأنواع الستة أستخدمها لتضاف إلى "الزهورات" ولاستخدامات عدة، ومن خلالي انتشرت على يد ربات المنازل وزرعت بكثرة في قريتنا، وهنا أتعاون مع كثيرات منهن لنجمعها أجففها وأقدمها للبيع لمن يحتاج إليها ولجهات تطلبها لغايات طبية، وقد باتت نوعاً من الدعم للدخل المنزلي؛ لأن الكمية كبيرة من أوراق الزعتر الخضراء بأنواعها وهي مطلوبة بكثرة، وفي كل المواسم أبيع قسماً منها وأترك الباقي مجففاً لتحضير الزعتر لمن يطلبه، حيث تكون نكهة الزعتر من "الزعيتري" قوية وواضحة، وكثيرون يحصلون عليه ليضاف إلى ما يتوافر بالأسواق من أنواع لتطييب النكهة والحصول على مادة مغذية».

تهاني الزيلع