تعد من أهم النباتات التي تستخدم في التركيبات الدوائية قديماً وحديثاً، وتبرز كضيف محبب في شهور الربيع في منطقة "اللجاة"، اكتشف أسرار فوائدها السكان المحليون فصنعوا من أوراقها مؤونتهم من مشروب "المتة" الأكثر تداولاً في "جبل العرب".

الفريق الاستكشافي التابع لمدونة وطن "eSyria" في منطقة "اللجاة" وفي إطار بحثه عما صنعته هذه المنطقة المتكاملة للإنسان، وحالة الاستفادة القصوى مما تكتنزه من خيرات، وبتاريخ 25 كانون الأول 2015، التقت الفنية الزراعية "سهام عامر" ابنة قرية "حزم"؛ التي تحدثت عن كيفية صناعة "المتة" من أوراق "الهندباء"، وتقول: «يمكن صنع شراب "المتة" من "الهندباء البرية" بجمع واحد كيلو غرام من هذا النبات المنتشر بكثافة كبيرة في منطقة "اللجاة" الغنية بتربتها البركانية، حيث نقوم بتنظيفها وتجفيفها في الظل حتى تمام اليباس، ثم نقوم بطحنها بواسطة المطحنة الكهربائية الخاصة، فلا نجعلها ناعمة كثيراً، وهناك من يفضل أن تكون أعوادها ظاهرة، لكن تتميز "الهندباء البرية" بطعمها المر والحرّيف الذي يحتاج إلى شيء يجعله قابلاً للبلع وذا مذاق شهي وممتع، كما "المتة" العادية القادمة من "الأرجنتين"، ولتفادي أو تخفيف الطعم المر والحصول على الطعم المعتاد نضع مع النباتات التي يتم تجفيفها عدداً من أوراق الجوز؛ ورقتان أو ثلاث أوراق، حسب ذوق الأسرة في قبول الخلطة، حيث نقوم بخلط الأوراق المجففة بعضها مع بعض، ثم تطحنها من جديد ببطء لكي تختلط أوراق الجوز مع الهندباء، عندها نحصل على طعم "المتة" المعتادة، إضافة إلى الحصول على كامل الفوائد الطبية الموجودة في هذا النبات والفوائد الطبية الموجودة في أوراق الجوز، ويمكن إضافة بعض النباتات الأخرى إلى الخليط، مثل "الشيح" أو "الزعتر" أو القليل من "الهيل" الناعم شرط ألا تطغى على طعم الخليط الأول».

تحتوي "الهندباء" العديد من المواد الفعالة، منها: مواد مُرّة، ومواد هاضمة، ومواد مدرة للصفراء، ومواد مضادة للأكسدة، وعناصر معدنية، أهمها: البوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور والصوديوم والحديد والمغنيزيوم والنحاس، وهناك الأحماض الأمينية والفيتامينات، منها: (فيتامين ب، ج، ك، د، س، أ)

بدوره تحدث المهندس "عادل الجرماني" عضو فريق الاستكشاف عن موقع هذا النبات وفوائده بالقول: «هذا النبات العادي الذي يجده الناس في كل الأماكن ويأكلونه نيئاً أو مع "السلطة"؛ يمتاز بأنه يساهم بالشفاء من عشرات الأمراض، وهو بكل اختصار صديق الكبد الأساسي.

الهندباء المجفف مع ورق الجوز

وفي "اللجاة" تنبت "الهندباء البرية" في أرضها الأصلية؛ ففيها كل الخواص التي يمكن أن نبني عليها ما توصل إليه علماء الطب البديل والأقدمون منذ مئات السنين، فهي عشبة معروفة، تكثر في الأراضي الطينية، وحواشي الطرق والحواكير، وبين المزروعات، وتوجد في كافة مناطق "اللجاة" بشكلها البري وبكميات كبيرة، فمهما قطف منها يبقى منها الكثير، وتتميز أوراقها بأنها جذرية تنفرش منبسطة فوق التراب بغير انتظام، فهي مسننة تكسوها شعيرات خشنة لكنها غير إبرية أو مؤذية، وينتصب من وسطها ساق متفرع صلب يصل ارتفاعه إلى 10سم وقد يصل إلى نصف المتر في المناطق الترابية المحاطة بالصخور العالية، أما الجذر فهو لحمي غليظ ومخروطي، وله فوائد لا تحصى.

تزهر "الهندباء" في شهري نيسان وأيار، وهي نبات يؤكل غضاً، أو مع "السلطة"، وقد ينبت بشكل يشبه الخس قليلاً، وله أزهار صفراء، أما "الهندباء البرية" فأزهارها زرقاء اللون حتماً؛ وهو ما يميزها عن الهندباء المزروعة أو الموجودة في المناطق الزراعية، فهي الهندباء الأصيلة ذات الخواص المتكاملة».

المتة الجاهزة من الخليط.

وعن خواصها يضيف: «تحتوي "الهندباء" العديد من المواد الفعالة، منها: مواد مُرّة، ومواد هاضمة، ومواد مدرة للصفراء، ومواد مضادة للأكسدة، وعناصر معدنية، أهمها: البوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور والصوديوم والحديد والمغنيزيوم والنحاس، وهناك الأحماض الأمينية والفيتامينات، منها: (فيتامين ب، ج، ك، د، س، أ)».

وتؤكد عضو الفريق الاستكشافي "رهام مرشد" ابنة قرية "حران" عن المشروب الذي اكتشفه القرويون في منطقة "اللجاة"، ومدى تقبله واستثماره وتقول: «يشبه المستحضر الأساسي، ولا يمكن تمييزه عن المتة العادية، فالجبليون اعتادوا إضافة النكهات المتعددة إلى المتة، مثل: "النعنع والشيح والهيل وإكليل الجبل والحبق والزعتر البري"، وغيرها من النباتات ذات المذاق والطعم المحبب، وعندما بدأ الأهالي استخدام "الهندباء" كمتة أعتقد أنهم اكتشفوها عن طريق المصادفة في غليها وشرب منقوعها الذي يفيد في علاج الكثير من الأمراض، ويبدو أن للعطارين دوراً مهماً في ذلك، ومع الغلاء الكبير الذي لحق بمادة "المتة" المستوردة منذ سنتين بات الناس يجففون "الهندباء" ويخزنونها لصنع ما يلائمهم ويكفيهم حتى الربيع، وأتمنى أن تعم هذه الفكرة لدى الجميع؛ لما لها من فوائد كبيرة للصحة العامة، ولأن المادة متوافرة بكثرة ولا حدود لها؛ فيمكن استثمارها بسهولة إذا ما استطاع المستثمر ترويج الفكرة القائمة بين الناس وتوسيع الدائرة الدعائية لمخزون الهندباء وفائدته الكبيرة».

المهندسان الجرماني ومرشد.