قد لا تكون درجات الحرارة فقط محفزاً لظهور شجرة "الخرما" في ريف "السويداء" الغربي، بل هي رغبة الأهالي باختبار أنواع جديدة لتضاف إلى الأشجار المثمرة في هذه المنطقة.

في قرية "الثعلة" و"المجيمر" وعدد من القرى الغربية تجارب حققت حالة حضور لهذا النوع؛ لكونها أثمرت جيداً ليبقى الرهان على الاستمرارية، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 4 كانون الثاني 2016، توجهت بالسؤال إلى الخبير الزراعي "علي شاهين"؛ الذي أكد أن هذه الشجرة تدخل في خانة التنوع وليس على شكل بساتين كبيرة، وقال: «كنا في مراحل سابقة نستغرب ظهور بعض الأنواع المثمرة في منطقتنا بحكم الاعتياد على الاهتمام بأنواع محددة دون غيرها، لكن الفلاح الحقيقي لديه دائماً شعور ورغبة تنطلق أولاً من التقليد وإعادة التجارب؛ وهذا ما حصل بالنسبة لزراعة الموز والجوز وأخيراً شجرة "الخرما" بوصفها فاكهة مرغوبة، وقد زرعت وفق منطق التجريب على يد مزارعين اختبروا باقات من الأشجار المثمرة، يعود أصلها إلى بلاد الصين واليابان، لكن على مستوى قريتنا فقد كان لنجاحها في منطقة الساحل أثر في دعم مبادرة الأهالي لزراعتها؛ حيث تناسبها أجواء الرطوبة وبرودة الطقس.

إلى جانب شجرة "الكستناء" و"العناب" و"الزيتون" حرصت على زراعة "الخرما" وما تسمى "الكاكا" في مناطق آسيوية، فقد زرعت عدداً جيداً منها خصصت لها زاوية من كرم كبير مساحته عشرون دونماً، وقد أنتجت في وقت أقرب من باقي الأنواع مثل "الكستناء" و"الفستق الحلبي"، وهي شجرة جميلة الشكل أوراقها لامعة، وبالحجم والشكل تشبه أوراق التفاح. وقد لفتني ساقها القوي لكن نموها ليس سريعاً كما قابليتها للإثمار، لكننا لغاية هذا التاريخ لا يمكن أن نعدها من الأشجار المثمرة كموسم سنوي نعتمد عليه، هي فقط كافية لتغذية العائلة في موسم ليس بالقصير، وقد لاحظت أنها تضعف في أجواء الجفاف وتأخر الأمطار؛ وهذا عامل لا يمكن تجاهله في هذه المرحلة والتغيرات المناخية في منطقتنا لكونها تحتاج إلى أجواء معتدلة. وبوجه عام فإن هذا النوع من الأشجار له برامج رعاية متكاملة بحثت عنها لحرصي على استمرار الغراس ومراقبة التجربة بالكامل، إنها غنية بأنواع السكر والبروتين والفيتامينات والعناصر المعدنية، وبالتالي فالحصول على الثمار عملية تستحق التعب

وبحكم المتابعة في الحدائق المنزلية أجدها مناسبة لهذا القدر من الانتشار ولا أنصح بالتوسع الكبير بها مع العلم أنها تثمر بعد الزراعة بسنوات قليلة في حال توافر لها الغذاء اللازم، مع العلم أن تربتنا تفتقر إلى البوتاسيوم والآزوت؛ فالتربة بحاجة إلى متممات لإنجاح عملية الإثمار، وفي الأغلب يناسبها السماد العضوي المتكرر، فقد تظهر الزهور وتعقد لكن الثمار لا تستمر في بعض السنوات إلى مرحلة النضج؛ وبالتالي فإن زراعة شجرة أو اثنتين في الحديقة فرصة للحصول على ثمار طازجة غنية بالجلوكوز والفلوكتوز لتغذية الأسرة، ولا أتوقع أن القرى الغربية وسط مناسب لزراعة مساحات واسعة منها فقد لا تكون ملبية لطموح الفلاح في إنتاج سنوي دائم».

أم كنان "سمر كمال" تعتني بشجرة الخرما

زرعت "سمر كمال" منها شتلتين في حديقة منزلها في قرية "الثعلة"، وهي التي عرفت بقدرتها الزراعية الواسعة التي بنتها بخبرة وتجربة ذاتية جعلت حديقة منزلها بستاناً متنوع الأشجار والخضراوات، وقالت: «لاهتمامي بالزراعة وبناء على أحاديث أشخاص اختبروا زراعة "الخرما" حصلت على شتلتين من المشاتل الزراعية، وكانتا بعمر جيد، فغرستهما ضمن حديقة المنزل لتضافا إلى ما لدي؛ خاصة أن "الخرما" ثمار تعرفنا إليها خلال العقدين الماضيين ثمار مرغوبة تتوافر نهاية الخريف وموسم الشتاء.

ومن خلال مراقبتها لمست أن تأثرها بالبرودة جيد، لكن في ظروف الجليد ينطبق عليها ما ينطبق على أشجار البرتقال؛ بالتالي فإن زراعتها في مكان تحيط بها الأشجار عامل حماية مناسب لها، وكان أن أزهرت عدة سنوات ولم تثمر لكنها بقيت حية، وهي وفق ما تابعتها شجرة لا ترتفع كثيراً في سنواتها الأولى، ومع تكثيف السماد العضوي لكوني لا أتعامل مع السماد الكيماوي شعرت بنتائج جيدة على الثمار ليثمر الغصن حبة أو اثنتين، لكن العام الفائت أثمرت أكثر، وأتوقع أنها في مراحل قادمة قادرة على كفاية المنزل في هذا الموسم لنبحث عن طريقة تخمير الثمار؛ وهي طريقة سهلة حيث نحفظها في مكان مظلم مع ثمار التفاح بعد قطفها ناضجة باللون البرتقالي المعروف، وبعد عدة أيام تكون صالحة للأكل، وقد وجدت بعض الأشخاص لا يتعاملون مع التخمير، فهم يتركون الثمرة على الشجرة لتأخذ اللون المعتاد وتؤكل طازجة».

المزارع عماد الجباعي

زرع منها في بستان كبير في قرية "المجيمر" عدة شتول نجحت وفق تقييمه للفكرة ويشجع على تجربتها للذي يستشيره، فالمزارع "عماد الجباعي" المعروف بتجاربه المميزة قال: «إلى جانب شجرة "الكستناء" و"العناب" و"الزيتون" حرصت على زراعة "الخرما" وما تسمى "الكاكا" في مناطق آسيوية، فقد زرعت عدداً جيداً منها خصصت لها زاوية من كرم كبير مساحته عشرون دونماً، وقد أنتجت في وقت أقرب من باقي الأنواع مثل "الكستناء" و"الفستق الحلبي"، وهي شجرة جميلة الشكل أوراقها لامعة، وبالحجم والشكل تشبه أوراق التفاح.

وقد لفتني ساقها القوي لكن نموها ليس سريعاً كما قابليتها للإثمار، لكننا لغاية هذا التاريخ لا يمكن أن نعدها من الأشجار المثمرة كموسم سنوي نعتمد عليه، هي فقط كافية لتغذية العائلة في موسم ليس بالقصير، وقد لاحظت أنها تضعف في أجواء الجفاف وتأخر الأمطار؛ وهذا عامل لا يمكن تجاهله في هذه المرحلة والتغيرات المناخية في منطقتنا لكونها تحتاج إلى أجواء معتدلة. وبوجه عام فإن هذا النوع من الأشجار له برامج رعاية متكاملة بحثت عنها لحرصي على استمرار الغراس ومراقبة التجربة بالكامل، إنها غنية بأنواع السكر والبروتين والفيتامينات والعناصر المعدنية، وبالتالي فالحصول على الثمار عملية تستحق التعب».

الثمار في الغصن الواحد حبة أو اثنتين

الجدير بالذكر، أن "الخرما" انتشرت غراسها بالعشرات في قرى "المجيمر" و"الثعلة" و"عرى" في الحدائق المنزلية، وفي "المزرعة"، و"المجدل" انتشارها ضئيل، لكن لغاية هذا التاريخ ليس لدينا منتجون حقيقيون لتقديمها كمنتج محلي في الأسواق، ويبقى الحصول عليها للمستهلك محصوراً بالمناطق الساحلية.