حصل فريق الاستكشاف في مدونة وطن "eSyria" على صيد ثمين ونادر الوجود في منطقة "اللجاة" الشرقية، عندما اكتشف شجرة "توت برية" تشبه تلك الموجودة في الحكايات؛ من خلال جذرها العملاق وفروعها الممتدة نحو السماء.

مدونة وطن "eSyria" التقت المهندس الزراعي المغامر "عادل الجرماني" يوم الجمعة الواقع في 11 كانون الأول 2015؛ الذي تحدث عن مكان الشجرة وكيفية اكتشافها بالقول: «قد تكون قصة فريق الاستكشاف هذه بعيدة عن الحقيقة للكثيرين، خاصة أن المنطقة التي استهدفها الفريق هذه المرة بعيدة عن المناطق المعتادة، وقريبة من الناس في كل من مدينة "شهبا" وقرية "نمرة"؛ وتحديداً بين التلال والوديان الفاصلة بينهما، حيث بساتين التفاح والحقول الخضراء التي يحرسها مقام معروف في المنطقة، وعلى الرغم من الحركة الدائمة للناس والآليات المارة من أمام الشجرة التي لا تبعد عن طريق معبد مسافة عشرين متراً؛ إلا أنها بقيت صامدة ومحصنة ضد القطع والنشر، ويبدو أن صاحب هذه القطعة الصغيرة من الأرض قد تعمد ترك عدد من الصخور والحجارة حول شجرة التوت، وقامت الأعشاب البرية بإخفاء الجذر العملاق عن العيون».

يبلغ قطر الشجرة نحو ثلاثة أمتار أو يزيد قليلاً في بعض الأماكن، ويبدو أن ثقل الأغصان الكبيرة قد أتعبت الجذع الكبير وقسمته إلى نصفين في جزئه الأعلى، لكن ذلك زادها صلابة ومتانة ولم يؤثر في نموها، حيث تشاهد أغصانها الكبيرة تمتد وارفة نحو السماء، ويتجه غصن كبير نحو الشرق مثل تلك الأغصان الموجودة في الغابات الاستوائية الموغلة في القدم، والشيء الذي يدعو إلى الدهشة خلو هذه الشجرة من الأمراض؛ فهي ما زالت قادرة على العطاء الكامل على الرغم من عمرها المديد، وأجزم أنها تتجاوز مئات السنين

وتابع: «يبلغ قطر الشجرة نحو ثلاثة أمتار أو يزيد قليلاً في بعض الأماكن، ويبدو أن ثقل الأغصان الكبيرة قد أتعبت الجذع الكبير وقسمته إلى نصفين في جزئه الأعلى، لكن ذلك زادها صلابة ومتانة ولم يؤثر في نموها، حيث تشاهد أغصانها الكبيرة تمتد وارفة نحو السماء، ويتجه غصن كبير نحو الشرق مثل تلك الأغصان الموجودة في الغابات الاستوائية الموغلة في القدم، والشيء الذي يدعو إلى الدهشة خلو هذه الشجرة من الأمراض؛ فهي ما زالت قادرة على العطاء الكامل على الرغم من عمرها المديد، وأجزم أنها تتجاوز مئات السنين».

الشجرة من بعيد تبدو عادية.

عضو فريق الاستكشاف المهندسة الزراعية "رهام مرشد" والعاملة في إرشادية "لبين"، أوضحت الأسباب التي باعتقادها هي سبب بقاء هذه الشجرة على قيد الحياة بالقول: «يكمن الخطر الحقيقي على الأشجار من الإنسان والطبيعة، فالظروف الحالية جعلت الإنسان لا يفكر بعواقب قطع الشجر على الحياة، والجفاف له دور في تقصير عمرها، لكننا نلاحظ أن الطبيعة حمت شجرة التوت وجعلت الناس لا يرونها إلا شجرة عادية من خلال النبات الكثيف الذي يلفها، ومن حسن حظنا وحظها أن المزارع الذي وقعت هذه الشجرة في أرضه جعل الصخور المحيطة بها في مكانها حماية لها من أعين المارة ممن يعدونها شجرة عادية، وعندما تقترب من جذعها الكبير تستطيع أن ترى سنوات عمرها العتيق من خلال الانقسام الذي جعل جذعها قطعتين، ولتتأكد تماماً من أنها شجرة برية فأغصانها الملساء الهرمة كوجه سيدة طاعنة في السن تخبرك بالمزيد عن عقودها الطويلة مع الحياة، ويعتقد الناس الذين عرفوها عن قرب واحتفظوا بسرها أن مقام "أم جدوخ" قد حماها من الحرق والقطع والجفاف، غير أن موقعها بالقرب من التلال، ووسط الوادي جعل مياهها مؤمنة، وغير بعيدة عنها نحو الغرب نجد شجرة تشبهها تماماً لكن بعمر أقل نسبياً، وتحيط بها مجموعة من أشجار اللوز والزعرور البري كدلالة على أن هذه القطعة من الأرض تابعة لمنطقة "اللجاة" الخيّرة».

يبقى أخيراً؛ الرسالة التي تطلقها مدونة وطن "eSyria" وفريقها الاستكشافي كنداء للجهات المعنية والمواطنين؛ للمحافظة على الموروث التاريخي الذي تركته لنا الطبيعة لكي ننعم بخيرها وجمالها، وهي دعوة لكل المهتمين وأصحاب المواهب والفنانين والمدارس للقيام بزيارة هذه الشجرة لحمايتها من العبث ولصوص الحطب.

وسط الجذع العملاق.
اللون عند الجذع العالي.