بين خيرات عدة تظهر "الكستناء" كنوع من الزراعات الحديثة التي بدأت تظهر في حقول "السويداء"؛ ومنها قرية "المجيمر" مبشرة بالخير لمن أراد الخروج من أنماط الزراعة التقليدية.

في قرية "المجيمر" 16 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي لمدينة "السويداء" أخذ أحد شبان القرية على عاتقه تجربة زراعة "الكستناء" كنوع من الاختبار؛ كما علمت مدونة وطن "eSyria" التي زارت بستان "عماد الجباعي" بتاريخ 4 كانون الأول 2015، واستمعت من أهالي القرية إلى آرائهم بهذه التجربة التي تعدّ إحدى التجارب المتقدمة في القرية لخلق نوع من الزراعات البديلة؛ كما حدثتنا "عائدة سليم" مساعدة مهندس والموظفة في الإرشاد الزراعي ومن سكان القرية، وقالت: «بفعل اهتمام أبناء القرية الكبير بالزراعة كمورد أساسي داعم للدخل وقادر على خلق نوع من الاكتفاء الذاتي نجد لدى شباب القرية ومنهم "عماد الجباعي" رغبة اقترنت بالعمل على أرض الواقع لاختبار أنواع جديدة من الأشجار تضاف إلى شجر الزيتون الذي سيطر على مساحات واسعة، ولم تكن تجربته ناجحة بما يرضي، وقد زرت البستان وكانت شجرة الكستناء واضحة الحضور لكونها أول مرة تزرع في بساتين القرية، والجميل في الفكرة أنها لا تختلف من حيث طريقة الزراعة عن الأشجار المثمرة، لكن جمال زهورها والثمار يجعلها أكثر تميزاً، مع أن هذه الأشجار لم تثمر كثيراً لغاية هذا التاريخ، لكنها في السنوات التي تهطل الأمطار بغزارة تزهر وتجود بخيرها الذي ينتظره المزارع، خاصة أن هناك مزارعين جدد حصلوا على غراس الكستناء لتضاف إلى بساتينهم؛ وهذه خطوة مبشرة».

بجوار بستاني أخذ بعض المزارعين تكرار التجربة، لكن للإنصاف أعتقد أن التجربة لم تدخل بعد طور الإثمار والإنتاج، وهي عبارة عن كميات بسيطة، وفي سنوات كانت الأشجار تزهر فيها ولا تثمر، وهذا العام نتوقع الخير من هذه الأشجار لعلها تفي بحاجتنا كمزارعين للحصول على ثمار تكفي حاجة المنزل وتثبت زراعة جديدة في هذه القرية التي أخذت تتجه إلى أصناف جديدة، منها الفستق الحلبي والخضار بأنواعها للحصول على وارد غذائي جديد نحتاج إليه

حاول تطعيم بستانه بأنواع جديدة أهمها الكستناء رغبة منه بالاختبار والتعرف إلى صنف جديد مثمر؛ وفق ما أخبرنا به المزارع "عماد الجباعي" صاحب البستان، وقال: «في زيارة إلى منطقة "ظهر الجبل" لاحظت هذه الشجرة الجميلة بالشكل والأوراق المتطاولة الخضراء وراقبتها في مواسم الإزهار، وكانت نصيحة من أحد مزارعي الجبل الذين أثمرت لديهم، وكان أن حصلت على غرسة صغيرة نقلتها إلى بستاني الذي أعتمد عليه كمورد للرزق وفي العام التالي زدت العدد، وكانت رغبتي تجربة هذا النوع مع علمي بفارق غزارة الأمطار ودرجات الحرارة التي قد ترتفع عن تلك المنطقة.

عائدة سليم

هذه الغراس التي زرعت منذ ما يقارب عشر سنوات بقي إنتاجها متواضعاً، لكن خلال هذه السنوات حاولت التعرف أكثر إلى طرائق رعايتها من سقاية ومبيدات وحراثة، وكان اللافت تأثر هذه الأشجار بنسب الأمطار؛ وهذا ما يجعل الأمل موجوداً بنجاح التجربة، ففي بستاني اعتمدت طريقة الري بالتنقيط، لتكون الكستناء من أهم الأنواع التي أحاول من خلالها استكمال باقة من الأصناف لتكون بجانب الزيتون وباقي الأشجار المثمرة التي تشغل المساحة الأكبر في بستاني، ومن خلال هذه الأصناف نحاول استدراك مشكلة نقترب منها؛ وهي فشل زراعة الزيتون المستهلكة للوارد المائي».

انتشار متواضع يظهر في القرية وفق ما أكده، وتابع: «بجوار بستاني أخذ بعض المزارعين تكرار التجربة، لكن للإنصاف أعتقد أن التجربة لم تدخل بعد طور الإثمار والإنتاج، وهي عبارة عن كميات بسيطة، وفي سنوات كانت الأشجار تزهر فيها ولا تثمر، وهذا العام نتوقع الخير من هذه الأشجار لعلها تفي بحاجتنا كمزارعين للحصول على ثمار تكفي حاجة المنزل وتثبت زراعة جديدة في هذه القرية التي أخذت تتجه إلى أصناف جديدة، منها الفستق الحلبي والخضار بأنواعها للحصول على وارد غذائي جديد نحتاج إليه».

المزارع عماد الجباعي

مركز البحوث الزراعية في "السويداء" يقر أن الكستناء شجرة في طور التجربة، وللمركز رؤية في هذه التجربة يوضحها الدكتور "مشهور غانم" مدير المركز بالقول: «شجرة الكستناء مع باقة من الأشجار المثمرة التي تطبق عليها تجارب زراعية من خلال المركز، لكنها لغاية هذا التاريخ في إطار التجربة، وقد ترافقت تجارب "مركز البحوث الزراعية" مع تجارب لعدد ليس بالقليل من المزارعين في منطقة "ظهر الجبل" و"سيع"، لكن الموضوع يحتاج إلى قرائن جديدة لإثبات أن الشجرة نوع يمكن اعتماده كنوع منتج، ففي الوقت الحالي لدينا "الكستناء" و"جوز البيكاما" وأنواع أخرى تحتاج إلى أبحاث إضافية لتكون مؤهلة لتبنيها كزراعة لها مستقبل، وقد لا ننسى هنا التغيرات المناخية الحالية، لكن البحث الأولي أفاد أنها قادرة على التأقلم ومنسجمة بوجه مقبول مع درجات الحرارة، لكن في مواسم البرودة الشديدة هناك مجموعة من الملاحظات لا يمكن تجاهلها، وعليه فالدراسة مستمرة والمقارنة مع تجارب الفلاحين الواردة لمعلومات جديدة قد تكون بداية جيدة لنشر هذه الزراعة أو تحديد مناطق الانتشار وفق رؤى استراتيجية لا بد منها».

شجرة الكستناء