ينبت بين صخور "اللجاة" القاسية والجروف السحيقة كأنه سهم يخترق البازلت، وتجده يزحف حتى يتمكن من التسلق بحرفية نادرة، وتعد جذوره وثماره وأزهاره ثروة وتجارة مهدورة لعدم معرفة أهالي المنطقة بفوائده المادية والغذائية الكبيرة.

الفريق الاستكشافي في مدونة وطن "eSyria" التقى الأستاذ المتقاعد "فايز شلغين" من أهالي قرية "صميد" التي تعرف بأنها قلب "اللجاة"، يوم الإثنين الواقع في 10 آب 2015؛ الذي تحدث عن معرفته بهذا النبات بالقول: «يعرف في المنطقة باسم "شرش العليق" لأن أغلب الأهالي المصابين بـ"الديسك" يستخدمون جذوره في معالجة أوجاعهم عن طريق وضع جذور القبار على المكان المصاب، وهي عملية خطيرة نوعاً ما لأن الحرارة الناتجة عن الجذور تحرق المكان المستهدف بصورة كبيرة، و"القبار" نبات تجده في كل الأمكنة، وهو متكاثر بصورة كبيرة وينبت بكثافة بين الصخور وفي الجروف، وهو جميل المنظر، والأهالي يأكلون زهره لطعمها شديد الحلاوة، أما ما يذكره فريق الاستكشاف عن فوائده الأخرى والاستخدامات الغذائية والطبية فلا نعرفها هنا، وهو أمر مفاجئ لنا لكون هذا النبات لا نهاية لوجوده».

يعرف في المنطقة باسم "شرش العليق" لأن أغلب الأهالي المصابين بـ"الديسك" يستخدمون جذوره في معالجة أوجاعهم عن طريق وضع جذور القبار على المكان المصاب، وهي عملية خطيرة نوعاً ما لأن الحرارة الناتجة عن الجذور تحرق المكان المستهدف بصورة كبيرة، و"القبار" نبات تجده في كل الأمكنة، وهو متكاثر بصورة كبيرة وينبت بكثافة بين الصخور وفي الجروف، وهو جميل المنظر، والأهالي يأكلون زهره لطعمها شديد الحلاوة، أما ما يذكره فريق الاستكشاف عن فوائده الأخرى والاستخدامات الغذائية والطبية فلا نعرفها هنا، وهو أمر مفاجئ لنا لكون هذا النبات لا نهاية لوجوده

وقد أجرى عضو فريق الاستكشاف "جمال مهنا" الكثير من الأبحاث والاستفسارات التي استقاها من المعالجين في الطب البديل عن فوائد "القبار"، وقال: «اكتشفت أن هذا النبات الموجود في كل مكان في منطقة "اللجاة" له الكثير من الاستعمالات، وهو منتشر في أماكن كثيرة من العالم، وأن السوريين في المنطقة الوسطى و"حلب" و"إدلب" قد استخدموه كمخلل، ويدرّ على جامعيه مبالغ كبيرة، ومطلوب كثيراً، ويطلق على "القبار" في تلك الأماكن "الشفلح" ويستخدم طبياً في معالجة حالات تصلب الشرايين ومنشط لعمل الكبد، وتناوله يؤدي إلى تحسين الدورة الدموية، ويمكن أن يستخلص من جذوره مواد طبية تستخدم لمعالجة حالات فقر الدم والاستسقاء والتهاب المفاصل وداء النقرس؛ وهي الحالة التي يعرفها الناس في "جبل العرب"، وقد سمعت أنه يدخل في المستحضرات التجميلية، ويرى اختصاصيو الطب البديل أن نبات "القبار" يأتي في مقدمة النباتات الطبية التي يجب أن يهتم بها ويحرص على تكاثرها لفوائده الكبيرة غير المكتشفة، وقد دهشت من كثرة المعلومات التي حصلت عليها، والفوائد الاقتصادية المهدورة، مع أنها بمتناول الجميع».

جرماني ومهنا وشلغين في قلب اللجاة.

أما عن الوصف النباتي لـ"القبار أو الشفلح"، فقد تحدث عضو فريق الاستكشاف المهندس الزراعي "عادل الجرماني" عنه بالقول: «هو نبات ينمو في حوض البحر الأبيض المتوسط والجدران وفي الصخور، وهي معمرة وشائكة دائمة الخضرة، وتعد من الخشبيات الزاحفة المتسلقة الشبيهة بالجذور، أما أزهارها فهي بيضاء كبيرة تتميز بوجود عدد كبير من الأسدية البارزة ذات اللون البنفسجي الفاتح، وأوراقها خضراء شاحبة، وثمارها كثيرة يتراوح طولها ما بين 2 إلى 5سم، وهي ذات لون أخضر داكن، وعندما تنضج تنشطر كاشفة عن اللب الأحمر الذي يتميز بوجود عدد كبير من البذور، والميزة في الأزهار أنها تتكون باستمرار وتنضج بوجه متتابع وتتحمل الظروف المناخية القاسية، ويعد عسل القبار المستخرج من رحيق الزهر مقوياً جنسياً فعالاً وعلاجاً طبيعياً في كثير من دول العالم، أما ثماره فهي مخلل شهي ويعطي نكهات متميزة وخاصة الحبات الصغيرة منه التي تعد غالية الثمن نظراً لظروف جمعها المتعبة، ومن الأشياء التي اكتشفناها قدرة "القبار" على خرق الصخر البازلتي القاسي والخروج من وسطه، ولا تفاجأ إذا رأيت في "اللجاة" نبات القبار يخرج مع شجر اللوز ليشكل معه لوحة بهية، وإذا أدرك الناس ما لهذا النبات من فوائد لا تحصى فهم يضيفون دخلاً معقولاً إليهم؛ وخاصة تلك التي تتعلق بصناعة المخللات، فجمعه أمر بسيط وسهل لأن النبات منتشر حول القرى بكثرة، وأعتقد أن هذا النبات الوحيد الذي يستفاد من كل مكوناته، وبأغلب مراحله».

القبار الخارق للصخر.
أزهاره للعسل والطعم الحلو المذاق.