تفاجئك عناقيد "الفستق الحلبي" الوردية اللون متدلية على أغصان خضراء كبيرة، وجذع شجرة "بطم" بعمر الزمن، والسر يكمن في يد فلاح يتقن التطعيم فيربح ثروة مجانية بثلاث سنوات فقط.

فريق الاستكشاف في مدونة وطن "eSyria" يوم الأحد 2 آب 2015 جال في منطقة "اللجاة" بحثاً عن كنوزها الدفينة، والتقى الفلاح "جدعان شلغين" من أهالي قرية "صميد" والبالغ من العمر 84 عاماً؛ الذي تحدث عن زراعة "الفستق الحلبي" في القرية بالقول: «أزرع الفستق الحلبي عن طريق التطعيم منذ 12 سنة فقط، وقد اكتشفتها عن طريق المصادفة، ومن المعروف أن أشجار البطم منتشرة في منطقة "اللجاة" بصورة كبيرة، وهي متجذرة في الأرض منذ آلاف السنين على الرغم من التحطيب الجائر والجفاف والرعي، ومن الملاحظ أنها لا تهتم كثيراً بقلة الأمطار والجفاف لأن جذورها عميقة في الأرض، ومنذ سكنت القرية والأشجار منتشرة بين البيوت حيث كنّا نصنع منها الزيت، وعندما علمت بقصة التطعيم من أحد المهندسين الزراعيين الذين زاروا القرية سعيت إلى تطعيم الأشجار القريبة من منزلي، وعلمت أن الفستق الحلبي يحتاج إلى ذكر وأنثى من أجل التلقيح وخلق بيئة جيدة للشجرة».

كانت السنة الأولى من التطعيم جيدة حيث نجح الغصن المطعّم، وقاوم كل الظروف المحيطة به، وفي السنة الثانية امتدت الأغصان عالياً وأصبحت قوية ولكن بلا إثمار، وفي السنة الثالثة كانت التباشير الأولى للثمار تشي بأن هذه الشجرة يمكن أن تعطي الكثير، وخلال هذه السنوات لم أقدم لها شيئاً يذكر، كنت أراقب نموها ولم أشعر بأنها تحتاج إلى العناية حتى بنقطة ماء غير تلك التي تهطل عليها في الشتاء، وها هي بعد 12 سنة تعطيني بلا حدود

وتابع: «كانت السنة الأولى من التطعيم جيدة حيث نجح الغصن المطعّم، وقاوم كل الظروف المحيطة به، وفي السنة الثانية امتدت الأغصان عالياً وأصبحت قوية ولكن بلا إثمار، وفي السنة الثالثة كانت التباشير الأولى للثمار تشي بأن هذه الشجرة يمكن أن تعطي الكثير، وخلال هذه السنوات لم أقدم لها شيئاً يذكر، كنت أراقب نموها ولم أشعر بأنها تحتاج إلى العناية حتى بنقطة ماء غير تلك التي تهطل عليها في الشتاء، وها هي بعد 12 سنة تعطيني بلا حدود».

المزارع إسماعيل عامر مع المهندس الجرماني

أما المزارع "إسماعيل عامر" المولود في قرية "السويمرة"، فقد أوضح: «بنيت منزلي بجوار شجرة بطم عملاقة كنت أستمتع بمنظرها وفيئها أمام المنزل في فصل الصيف، وعندما علمت بموضوع الفستق الحلبي جربت بنفسي عملية التطعيم من خبرة السنوات التي قضيتها مع الأشجار المثمرة، وبعد ثلاث سنوات كانت تباشيرها جيدة، وعلى الرغم من الجفاف الذي لحق بالأرض إلا أنها لا تحتاج أكثر من 150مم فقط لكي تنتج بلا حدود، وفي السنة الماضية أنتجت 15 كيلوغراماً من البذار المخصص للأكل، وقد بعت منه في المحمصة وجلب لي مبلغاً معقولاً من دون أن أخسر ليرة سورية واحدة عليها، وللعلم هناك الكثير من المزارعين الذين تعلموا الطريقة، وهي عملية سهلة ولا تحتاج إلى أي تعب بعكس باقي الأشجار المثمرة، وأعتقد أن الأشجار المنتشرة في "اللجاة" لو تمت المحافظة عليها والعناية بها لأنتجت كميات كبيرة جداً، وهو معروف بغلاء ثمنه».

عضو فريق الاستكشاف المهندس الزراعي "عادل الجرماني" أوضح: «تعد شجرة الفستق الحلبي من الأشجار المهمة والملائمة للمناطق الجافة وشبه الجافة، وهي تمتاز بمقاومتها الشديدة للجفاف وتعمق جذورها في التربة للحصول على الماء والغذاء، كما تقاوم انخفاض الرطوبة الأرضية، وإن كميات مطرية ما بين 200-300مم تعد كافية لإنتاج اقتصادي مربح لذلك تسمى هذه الشجرة بالشجرة الذهبية، كما أن شجرة الفستق الحلبي تنمو في مختلف الأراضي الفقيرة والغنية، وتقاوم ارتفاع نسبة الكلس والملوحة في التربة، لذلك تعد الشجرة الغنية في الأرض الفقيرة، وتعد من الأشجار المقاومة لبرودة الشتاء وحر الصيف، إضافة إلى بقائها حية في ظروف الجفاف، وهي معمرة تعيش مئات السنين فهي شجرة الأجداد والأحفاد لذلك للحفاظ على قوة نمو هذه الشجرة ولتحسين إنتاجها كماً ونوعاً ولأطول مدة ممكنة يجب الإلمام بكافة التقنيات المختلفة لهذه الشجرة؛ ومنها عمليات الخدمة الزراعية من تسميد وحراثة وتقليم وري، وتطعيم الفستق الحلبي من شجرة البطم المعمرة في "اللجاة" الأرض الخيرة هو كنز مجاني للمزارعين بكل التفاصيل، ولا تحتاج هذه الشجرة هنا إلى الكثير من العمل لكون أشجار البطم تنمو في ظروف جغرافية معقدة قد تجدها بين الصخور، ولهذا التعامل معها سهل».

فستق صميد
عناقيد الفستق الحلبي