تنبت في الجيوب الصخرية العميقة على مساحات واسعة في منطقة "اللجاة"، تتجدد جذورها على الرغم من ظروف الجفاف والتقطيع الجائر، تتجاوز كل الأمراض لتنتج زيتاً كثيفاً من نواة تشبه حبة الشعير.

مدونة وطن "eSyria" وضمن رحلة الاستكشاف التي تستمر بها للكشف عن كنوز "اللجاة" المخبوءة، التقت بتاريخ 4 تموز 2015 المزارع "إسماعيل عامر" (الموجه الأول لمادة الفلسفة في المحافظة)، الذي تحدث عن "الزيتون البري" النابت بالقرب من منزله في قرية "السويمرة" بالقول: «طول جذر الزيتون "الروماني" أو "البري" لا يقل عن المترين ونصف المتر، وهو نابت من داخل خربة رومانية عمرها مئات السنين، فاخترق جذرها الأرض الصلبة من الأعلى وخرج إلى النور بصورة غريبة، ومنذ أن وعيت على الدنيا وهذه الأشجار تعطي بلا حساب، فورقها كثيف، وسيقانها ناعمة ملساء، وثمارها صغيرة وغزيرة الإنتاج، ولا تحتاج إلى الكثير من الماء لكون جذرها صاعداً من الأرض الرطبة البعيدة، وكل سنة تنتج زيتاً كثيفاً فكل ثلاثة كيلوغرام زيتون تعطي كيلوغراماً واحداً من الزيت الصافي والكثيف، وطعمه رائع، وأشجار الزيتون البرية لا تتأثر بالظروف الجوية وهي تنتج سنوياً بعكس الأشجار الدخيلة، وأنصح كل المزارعين بتطعيم أشجارهم من الزيتون البري الذي لا يحتاج إلى أي علاج أو دواء لأنه خالٍ من الأمراض».

حاول سكان القرى حماية الزيتون من الأذى؛ مثل تعميرها بالحجارة لمنع اقتراب الحيوانات منها، وهناك الكثيرون منهم ممن اكتشفوا عظمتها وبدؤوا زراعتها والمحافظة على وجودها في المنطقة، ومن عجائب الشجرة قدرتها على النمو داخل الجروف الصخرية، ونمو الجذر الذي تعرض للقطع من جديد بصورة غريبة، فتجد الجذر وكأن لحاه ينبت حول الجذر، وفي "اللجاة" يلاحظ أن الجذر من لون الصخر، وينبت عليه "حنت قريش" الذي يدل على قدم الشجر

وفي لقاء مع عضو فريق الاستكشاف المهندس "عادل الجرماني" تحدث عن مكان توزع أشجار "الزيتون البري"، ويقول: «يوجد الزيتون "الفرعوني" أو "البري" منذ مئات السنين على مساحات واسعة في منطقة "اللجاة"، ويمتد من قرية "ولغا" في حدود "اللجاة" الجنوبية الغربية، و"لبين" و"حران" إلى "عريقة" في منطقة "الجاج" التي تعدّ أهم موقع للزيتون، وصولاً إلى "داما" وديرها في منطقة يطلق عليها "المدورة"، كما يصل انتشار الزيتون إلى قرية "وقم" في الشمال، وينتشر بكثافة على كتف وادي "اللوى" في "أم الزيتون" و"السويمرة" و"المتونة" وصولاً إلى "خلخلة" التي بدأ سكانها يعرفون قيمة هذه الشجرة ويستغلون وجودها لإنتاج الزيت النقي الكثيف».

المهندس عادل الجرماني

ويتابع "الجرماني": «حاول سكان القرى حماية الزيتون من الأذى؛ مثل تعميرها بالحجارة لمنع اقتراب الحيوانات منها، وهناك الكثيرون منهم ممن اكتشفوا عظمتها وبدؤوا زراعتها والمحافظة على وجودها في المنطقة، ومن عجائب الشجرة قدرتها على النمو داخل الجروف الصخرية، ونمو الجذر الذي تعرض للقطع من جديد بصورة غريبة، فتجد الجذر وكأن لحاه ينبت حول الجذر، وفي "اللجاة" يلاحظ أن الجذر من لون الصخر، وينبت عليه "حنت قريش" الذي يدل على قدم الشجر».

ويعدد ميزات هذه الشجرة بالقول: «حتى اللحظة لم يتم العمل على كشف ميزات هذه الشجرة في المراكز والبحوث الزراعية العلمية لمعرفة تصنيفها الشكلي والوراثي، وهناك أكثر من نوع يعرف من شكل الشجرة، وهو الأقرب إلى النوع "الصوراني" ولكن لونها فاتح، وساقها ملساء، وأوراقها صغيرة وكثيفة، وثمارها تشبه "الصوراني" أو "أبو شوكي" ولكن نواتها صغيرة، وهناك نوع يأخذ ثماره شكل حبة الشعير الكبيرة وهو يتميز بإنتاجه الغزير للزيت الذي يتميز أيضاً بالكثافة، ومن الأشياء المهمة التي يجب أن يعلمها المزارعون أن شجرة "اللجاة" لا تصيبها الآفات والأمراض، وتتكيف مع كل الظروف المحيطة ومقاومة لكافة العوامل الجوية، وهي قاسية جداً عند التقليم، ويجب أن يعلم الذين يفكرون بقطعها أنه لا فائدة ترجى من تحطيب جذورها، وعليهم بدل ذلك أن يقوموا بزراعتها من جديد وحمايتها».

طرائق لحماية الشجرة من العبث
القدرة على التكيف