طائر ليلي بامتياز ومن الصعوبة اكتشافه في النهار، يتميز بكثرة حركته، وله أسماء متعددة، قصصه لا تنتهي مع الرعيان وأغنامهم، لديه قدرة مدهشة في القضاء على عدوّه.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 28 حزيران 2015، الصياد "زياد زهر الدين" من بلدة "شقا"؛ الذي رافق فريق الاستكشاف في المدونة إلى منطقة "اللجاة"، وتحدث عن طائر "ملهي الرعيان" وقصصه مع الرعاة ويقول: «جاء اسمه من كونه يحط بين الأغنام والماعز في محاولة منه لتعطيل الرعاة عن عمله، فعندما يراه الراعي يحاول صيده برمي الحجارة عليه، وهنا يكون الطائر كأنه نصف نائم حيث يفتح عيناً ويغمض الأخرى، فيرى الحجر ويتمكن من القفز بعيداً عن الحجر، فيحاول الراعي مرة أخرى فيبتعد الطائر أكثر، وتتكرر المحاولات ويتكرر ابتعاد الطائر والراعي يلحق به فيشغله عن أغنامه، وهذه الحالات تتكرر دائماً مع جميع الرعاة من دون أن يعرفوا شيئاً عن هذا الطائر اللعوب، غير أنه يصدر صوت صرير لحماية نفسه، ومع ذلك يعد طائر "ملهي الرعيان" صديقاً محبباً للرعاة على الرغم من كل التعب الذي يسببه، لكنه يسليهم في عملهم الطويل، وخاصة في أيام الربيع، كما يعدّ هذا الطائر زائراً صيفياً ينشط ليلاً خصوصاً في أوقات الغسق».

يوجد "السّبد" جانب حظائر الأغنام والماعز لكثرة الحشرات المتواجدة هناك، ولا يعتمد كثيراً على شرب الماء حيث يستعيض عنها مما يجده من رطوبة في أغصان النباتات وبعض الحشرات

وفي لقاء المهندس "وجيه القنطار" باحث في مجال الطيور، يقول: «هو واحد من الطيور التي تأقلمت مع تضاريس ومناخ "اللجاة"، واسمه العلمي طائر "السبد" الذي تم رصده في الشهر التاسع من عام 2010 على الرغم من صعوبة رؤيته بوضح النهار، يدعى "ملهي الرعيان" باللهجة الدارجة لقصصه الممتعة مع رعاة المواشي، ويسمى أيضاً "صرّار الليل" لأنه يطلق صريراً أثناء الليل أو صوتاً مثل الفأس لذلك يسمونه أحياناً "طائر الفأس" أو "النجار"، كما يسمونه "الساهر" لأنه يسهر في الليل وينام في النهار، وله تسميات كثيرة منها: "مساح الرياض"، "أبو النوم"، و"مسالم"؛ لأنه لا يؤذي غير الزواحف التي تعدّ خطراً حقيقياً على حياته».

باحث الطيور وجيه القنطار

ويتابع «طوله من رأس المنقار إلى نهاية الذيل 24-28سم، ومن نهايات الأجنحة 52-59سم أثناء الطيران؛ أي إن حجمه بحجم "اليمام" أو أصغر قليلاً، رأسه كبير ورقبته قصيرة ومنقاره قصير لكن فتحة فمه كبيرة، أما رجلاه فهما قصيرتان، وذيله طويل يحركه للأعلى والأسفل، وله شاربان على جانبي الرأس يساعدانه على حفظ التوازن أثناء الطيران، ويتميز برشاقته أثناء الطيران ومناوراته البارعة يساعده في ذلك ذيله لتغيير اتجاهاته السريعة وطيرانه المعقد، أما على الأرض فحركته بطيئة.

لونه بني غامق مائل إلى الأحمر والرمادي الباهت، يتخلل الريش نقاط بيضاء، وأحياناً يكون الريش بين الأبيض والأسود فيساعده على التخفي بين الصخور والأشجار فلا يُرى أثناء النهار حيث يرقد مستظلاً بالأشجار أو الصخور أثناء الحر الشديد، والبقع البيضاء التي على ريشه وعيونه تعطيه أثناء الطيران ما يشبه الإضاءة أثناء الليل كالفوسفور».

الراعي وقصصه مع الطائر

ويضيف "القنطار": «يوجد "السّبد" جانب حظائر الأغنام والماعز لكثرة الحشرات المتواجدة هناك، ولا يعتمد كثيراً على شرب الماء حيث يستعيض عنها مما يجده من رطوبة في أغصان النباتات وبعض الحشرات».

ومن الأشياء التي تدعو للدهشة في طبيعة هذا الطائر الصغير قدرته المدهشة في القضاء على عدو خطير حتى على الإنسان، وفي طريقة حمايته لبيوضه، حيث يقول "القنطار": «إن طائر "السبد" لديه القدرة في القضاء على "عضاءة الورل" في الصحراء التي هي من أخطر العضاءات المفترسة التي تعيش في الصحراء وتمثل خطراً كبيراً على كل أنواع الزواحف والقوارض حتى الإنسان الذي لا يقوى على مواجهته، فيقوم "السّبد" بنقرها على رأسها فتحدث ندبة صغيرة وهي إشارة لباقي طيور "السبد" الذين يبدؤون النقر على نفس النقطة وهم يرفرفون بأجنحتهم حتى يتم نخر الدماغ فتموت "العضاءة"، وتضع أنثى "السّبد" بيضها في فصل الصيف في أماكن مكشوفة كالصخور والأماكن القاحلة والأراضي المحروثة ويكون شكل البيض بيضوياً منقطاً، وتقوم بحمايته بصرف انتباه العدو عن مكانه فتهرب من مكان العش وتتظاهر بالعرج والارتعاش وترفرف بجناحيها وتطير بعيداً».

الصياد زياد زهر الدين