تفيض الطبيعة موسمياً بالعديد من الأعشاب متعددة الاستعمالات، في جولة بين قرى "السويداء" وجدنا منها الطبية والعطرية، مثل: "البانونج، وإكليل الجبل، والشيح"، وغيرها الكثير.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 12 أيار 2015، جالت في "برّية الجبل" والتقت "وحيد محمد عزام" من أهالي مدينة "السويداء"؛ وهو مهتم باستخدام النباتات الطبية في علاج العديد من الأمراض، يقول: «تكثر هذه الأعشاب في قرى جبل العرب، الصخرية منها والسهلية وبين الحدائق المنزلية وعلى جوانب البساتين والحيازات الزراعية وبين حنايا الطبيعة، إذ هناك الكثير من النباتات الطبية التي لها فائدة على صحة الإنسان.

هناك محال تجارية متنوعة تعمل على تسويق تلك النباتات، وهناك أناس يبحثون بين حنايا الطبيعة عن تلك النباتات المهمة، والأمر ليس متوقفاً على فرد أو مجموعة أشخاص، فقد أصبح هناك شركات تعمل على الاستفادة من النباتات الموجودة بالفطرة في أراضينا، فتأخذها وتصنع منها الأدوية والعقاقير، وأرى أنه لا بد من تسويق ثقافة التداوي بالأعشاب تجارياً وإعلامياً، ومعرفة فوائدها والاستفادة منها في الحياة اليومية

فالطبيعة تجود علينا بنباتات لا أحد يعلم قيمتها الطبية وفوائدها، منها: "إكليل بو قيصي، والشمرة، وعصا الذهب، فجل الخيل، وزال، لامبيون".

الشيخ وحيد عزام

حتى البصلة، يمكننا استخدامها صحيحة من دون أن تقشر، إذ يحشى بداخلها نوى البلح المحمصة "مثل القهوة المطحونة" وبعد ساعة من الحشو تؤكل البصلة مرة واحدة، ولمدة أسبوع، وهذه الوصفة ساعدت في شفائي من التهاب حوض الكلى، والقائمة تطول كثيراً، فالأرض السورية عموماً غنية بالأعشاب الطبية المتنوعة والمهمة، وهي تحتكم للمواسم أيضاً، ولو أحسنّا استخدامها لكانت لنا العلاج والشفاء».

وأضاف "عزام" حول التسويق قائلاً: «هناك محال تجارية متنوعة تعمل على تسويق تلك النباتات، وهناك أناس يبحثون بين حنايا الطبيعة عن تلك النباتات المهمة، والأمر ليس متوقفاً على فرد أو مجموعة أشخاص، فقد أصبح هناك شركات تعمل على الاستفادة من النباتات الموجودة بالفطرة في أراضينا، فتأخذها وتصنع منها الأدوية والعقاقير، وأرى أنه لا بد من تسويق ثقافة التداوي بالأعشاب تجارياً وإعلامياً، ومعرفة فوائدها والاستفادة منها في الحياة اليومية».

المهندس الزراعي كمال العيسمي

وعن خصوصية أعشاب جبل العرب؛ بيَّن المهندس الزراعي "كمال العيسمي" الباحث في الإنتاج النباتي قائلاً: «التداوي بالنباتات الطبية يعود إلى أنها مصدر آمن أكثر من العقاقير الكيميائية في وقت بات لهذه العقاقير آثار جانبية وتراكمية، ولها أفعال لاحقة قد نعرف عنها شيئاً وقد لا نعرف، كل هذا وغيره سبب عزوفاً جزئياً أو كبيراً عن التداوي بالعقاقير الكيميائية وتوجه الكثيرون نحو التداوي بالنباتات الطبية، لذلك شهدت الفترة الماضية منذ أواخر القرن العشرين وحتى الآن موجة كبيرة من النظريات ذات الإدعاء العلمي، إضافة إلى معرفة غير دقيقة للجواهر الفعّالة للنباتات الطبية واستخدامات غير دقيقة وغير صحيحة وأحياناً فيها الكثير من الشعوذة، وهناك الكثيرون ممن بحثوا في بيئة جبل العرب ونباتاته، أهمهم الأب "موتيرد" في كتابه "فلورا جبل الدروز" الذي مازال باللغة الفرنسية والذي يتضمن وصفاً وتحديداً لمواقع أكثر من 800 عشبة، تمثل أكثر من 40% من التنوع النباتي السوري، هذا إضافة إلى تعدد بيئات الجبل ففيه بيئات سهلية وجبلية، ومرتفعات ووديان، وهو ما يجعل التنوع كبيراً وواضحاً في بيئاته الإقليمية، ويسهل على المهتمين والباحثين أعمال الرعاية والصيانة والترميم لكثير من المواقع النباتية».

وأضاف "العيسمي": «من النباتات العطرية والطبية نبات "العطرفان" من الفويات "روم ريبوس" الذي بقي موجوداً في موقع واحد وصغير جنوب قرية "امتان"، وقبل 20 عاماً كان يوجد أيضاً شرق بلدة "ملح" غرب الشعاب، وحالياً غادر هذا الموقع، و"العطرفان" يعرف لدى العشابين بـ"شرش الروباص" يكثر قطعه وبيعه ويتراجع كل عام أكثر من الذي قبله، كذلك "الزعيترة" تشتم رائحتها عندما تخرج في يوم ربيعي إلى الجبل إن قصدت ظهره أو سفوحه، و"زعرور البري"، وهناك الكثير منها على سبيل الذكر: "الألماسة، الخلة، الجليلة، الجعدة، الشيح، القيصوم، السماق، القميحة، العكوب، الحلوز السكري الأصل البري للتوليب، السبانخ البري، البابونج البري"، وغيرها الكثير».

إكليل الجبل