هي أصل وجود الكثير من القرى في "جبل العرب"، يمتد عمر بعضها إلى مئات السنين، محافظةً على شكلها والخدمات التي تقدمها، وما أهمل منها يتم حالياً إعادة إحيائه.

مدونة وطن "eSyria" التقت الموظف المتقاعد "سعود ناصر الدين" من سكان قرية "الجنينة"، بتاريخ 21 أيار 2015؛ الذي تحدث عن أهمية البئر الريفية في حياة الناس، فقال: «في القرى التي بنيت منذ آلاف السنين وما زالت مسكونة حتى الآن نجد "البئر المنزلية" محفورة في الصخر ومصنوعة بعناية خاصة، ومبنية من الحجر البازلتي المشجّب والمسقوف بالربد الكبير، وهناك آبار كثيرة في ريف المحافظة ما زالت حتى اللحظة تخدم البيوت بطرائق شتى، فمنها الآبار التي تعتمد على مياه الأمطار وتتصل بقنوات خاصة لتعبئتها، فتستخدم من أجل سقاية المزروعات المنزلية وإرواء الماشية، وهناك الآبار التي نظفها أصحابها جيداً واعتمدت كمياه للشرب مثل بئر كنيسة "البثينة" الرومانية التي حافظت على شكلها الأصلي حتى الآن، إضافة إلى الآبار المنزلية المنتشرة على طول وادي "اللوى" ضمن البيوت المسكونة، وكلها تتميز بدور مهم، وعلى الرغم من قدمها كانت ولا تزال مصدراً مهماً لحياة أهل الجبل، وسبباً لبقاء الكثيرين في المنطقة».

كنا نعتمد في كل أشغالنا على مياه البئر أو ما يسمى الخزان، سواء في مياه الشرب أو الغسيل وحتى في إرواء مزروعات "الحاكورة" التي تضم الخضار وبعض الأشجار المثمرة، وتتميز مياهها بالصفاء والبرودة، ولكن اليوم لم تعد تأخذ مياهها من الأمطار كالسابق، فبات معظم السكان يعتمدون على المياه التي تقدمها مؤسسة المياه. وفي المدة الأخيرة عاد الجميع إلى التفكير بإحياء الآبار المنزلية القديمة تحسباً للظروف التي يمر بها البلد، وكثيرون ممن أغلقوا الآبار الرومانية عادوا لتنظيفها من جديد كما كان يتم في السابق، وفتحوا المجاري المائية وعدلوا مزاريب السطوح لتصب من جديد في آبارهم

حافظت البئر على مكانتها على الرغم من كل التطور في أشكال البناء، يقول "نجيب السيد" مختار بلدة "شقا" عن حالة الآبار الحديثة: «في الماضي القريب كانت الآبار المنزلية مشتركة بين عدة بيوت، لكون القسمة والاستقلالية لم تكن قد دخلت بعد في نشاط السكان، والمشتركون في العادة إخوة وأبناء عمّ، فكانت تلك الآبار تحمل اسماً واحداً وما زالت حتى اللحظة معروفة للجميع، مثل بئر "أبو خرزة" أو بئر "أبو قناطر"، وتقتصر مهمة المستفيدين منها بالمحافظة على نظافتها ونظافة (المداعي) أي قنوات المياه التي ترفدها في فصل الشتاء، وعندما كثر المستفيدون بدأت تظهر المشكلات بين الإخوة والأقارب، فانتقل العديد منهم إلى أماكن أخرى وبنوا آبارهم الخاصة، حيث يتأسس المنزل الريفي انطلاقاً من بئر أرضية كبيرة فتعد اللبنة الأولى للبناء، ثم يضيف صاحب البيت ما يريد من غرف و"مضافة" وديكورات أخرى، ويمكن أن يحدد مكان البئر شكل المنزل وموضعه، ففي العادة تكون أمام "المضافة" ولا يبنى فوقها شيء».

بئر في قلب بيت روماني

أما ربة المنزل "جليلة العريضي" من قرية "الجنينة"، فتحدثت عن فوائد "البئر المنزلية" وقالت: «كنا نعتمد في كل أشغالنا على مياه البئر أو ما يسمى الخزان، سواء في مياه الشرب أو الغسيل وحتى في إرواء مزروعات "الحاكورة" التي تضم الخضار وبعض الأشجار المثمرة، وتتميز مياهها بالصفاء والبرودة، ولكن اليوم لم تعد تأخذ مياهها من الأمطار كالسابق، فبات معظم السكان يعتمدون على المياه التي تقدمها مؤسسة المياه.

وفي المدة الأخيرة عاد الجميع إلى التفكير بإحياء الآبار المنزلية القديمة تحسباً للظروف التي يمر بها البلد، وكثيرون ممن أغلقوا الآبار الرومانية عادوا لتنظيفها من جديد كما كان يتم في السابق، وفتحوا المجاري المائية وعدلوا مزاريب السطوح لتصب من جديد في آبارهم».

سعود ناصر الدين
بئر رومانية قديمة بجوار المنازل