يجده الريفيون بلا زراعة في الأراضي القاسية، يتميز بحجمه الكبير ووزنه الخفيف، لطعمه المرّ فوائد طبية كثيرة، لكن لا يمكن أكله نيئاً، وقد دخل اليوم في قائمة مواد المؤونة المفرّزة.

مدونة وطن "eSyria" التقت المزارع "هنيدي درويش" من أهالي قرية "رضيمة الشرقية" بتاريخ 25 نيسان 2015، الذي تحدث عن نبات "الدردار" وأماكن وظروف إنباته، ويقول: «يعد "الدردار" نباتاً برياً بامتياز، ولم يُشاهد من قبل مزروعاً في مساكب أو بساتين، وله أماكن خاصة ينبت فيها، وعادة ما تكون أراضٍ ذات تربة قاسية، فلا يمكن أن تجده مثل غيره من البناتات البرية كـ(الكزبرة والخبيزة والمشّى) في أرض مفلوحة أو منبسطة، وأغلب الأوقات ينبت في بقع صخرية أو في الأراضي ذات التربة البركانية وفي سفوح التلال، لذلك فجذره غليظ وأوراقه عريضة ينبت عليها زغب بيضاء تتحول بعد مدة إلى أشواك ناعمة وتصبح الأوراق قاسية جداً، وهو يلاحق الرطوبة ويحتاج إلى مياه كثيرة لا تتوافر له على الأغلب، ولهذا تظهر مرارته بشدة، ولا يمكن أكله نيئاً كباقي النباتات البرية».

من أهم فوائد "عصّورة الدردار" قدرته على إدرار البول بصورة كبيرة، وهو ما يساهم في غسيل المجاري البولية، وأعتقد أن الطعم المرّ الموجود في هذا النبات هو السبب في ذلك، وأثبتت الدراسات الطبية أن ورق "الدردار" مهدئ عصبي فعال، ويساهم في علاج التهابات القصبة الهوائية، وكذلك يدخل في علاج بعض الأمراض الجلدية من خلال تنظيف لحاء الجذر وتجفيفه وصنع مراهم منه، ومكونات الأكلة بوجه عام مفيدة جداً وسهلة الهضم

وعن طريقة طبخه حتى يتحول إلى ما يطلق عليه بالعامية "عصّورة الدردار" تحدثت ربة المنزل "أمل أبو طافش" المقيمة في قرية "بارك" عن هذه التفاصيل بالقول: «أكلة شعبية خفيفة وسهلة التحضير، تقدمها ربة المنزل كطبق مرافق للطبخة الرئيسة على الغداء أو على الإفطار، فبعد جلب النبات من الأرض يتم التخلص من الجذور الكبيرة، ثم فرمه إلى قطع متوسطة الحجم، فلا تحتاج إلى وقت طويل لتقطيعها، وبعد ذلك يتم غسلها بالماء جيداً للتخلص من الأتربة العالقة عليها، ثم تسلق على نار هادئة للحصول على الطراوة والتخفيف من حدّة المرارة الموجودة فيه، وبعد السلق يمكن غسله مرة أخرى بالماء للتأكد من خلوه من أي شائبة.

"العصورة" بعد السلق

أما "التتبيلة" فهي خفيفة على المعدة وذات فوائد كبيرة، وتتألف من الليمون الحامض والثوم والملح والزيت فقط، وكل هذه المكونات تعطي "الدردار" نكهة لذيذة ولا تخفي طعمه الأساسي، فبعد أن نعصر النبات جيداً للتخلص من المياه نقوم بهرس الثوم ووضعه مع سائل الليمون الحامض والملح الصخري، ونضعه على "عصّورة الدردار"، ومن ثم نضيف زيت الزيتون حسب الحاجة لتكون "العصّورة" جاهزة للطعام.

وقد باتت "عصوّرة الدردار" واحدة من الأصناف التي تخزن كمؤونة في الثلاجات مثل: (الفول، والبازيلاء، والذرة الصفراء، وغيرها) لكي يتم تناولها وقت الحاجة».

المزارع "هنيدي درويش"

لنبات "الدردار" أنواع عديدة، ومنها شجر "الدردار" الذي يصل طوله في الغابات الاستوائية إلى ثلاثين متراً، أما "الدردار" البري فقطر أوراقه لا يزيد على 30سم، وجذره ضارب في الأرض ويحتاج إلى قوة حتى يخرج، وله فوائد كثيرة، عنها يقول المعالج بالزيوت الطبية "وفيق الصحناوي": «من أهم فوائد "عصّورة الدردار" قدرته على إدرار البول بصورة كبيرة، وهو ما يساهم في غسيل المجاري البولية، وأعتقد أن الطعم المرّ الموجود في هذا النبات هو السبب في ذلك، وأثبتت الدراسات الطبية أن ورق "الدردار" مهدئ عصبي فعال، ويساهم في علاج التهابات القصبة الهوائية، وكذلك يدخل في علاج بعض الأمراض الجلدية من خلال تنظيف لحاء الجذر وتجفيفه وصنع مراهم منه، ومكونات الأكلة بوجه عام مفيدة جداً وسهلة الهضم».

"الدردار" الجاهز للأكل