من أكثر أنواع النباتات التي تجلب أثناء "التسليق"، ينبت في أغلب المناطق الوعرة والسهول، له أربعة أنواع، ويصلح للأكل نيئاً أو يطبخ كأي نبات، خفيف على المعدة وله فوائد طبية على الجسم.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 7 نيسان 2015، "رندة الريشاني" (ربة المنزل) في مدينة "شهبا"، التي تحدثت عن مكان وجود نبات "المشّاء" وأنواعه، وتقول: «نطلق عليه اسم "المشىّ" بالعامية وكل أنواعه برية المنشأ، فهي لا تزرع كبذور في الحدائق أو الحواكير كباقي النباتات، وتتواجد في كل مكان من الأرض في مثل هذه الأيام من السنة وتستمر في النمو حتى أيار، حيث تصبح قاسية وغير مناسبة للأكل، حيث تتواجد في الأرض البور القاسية وتكون جذورها كبيرة وأوراقها عريضة ويطلق عليها "مشّى الخيل" لأن الخيول كانت تبحث عنها في هذه الأماكن لكي تأكلها، وفي السهول المزروعة ينمو "المشّاء" ذو الجذور الصغيرة والسيقان الرفيعة الطويلة الأكثر رغبة للناس بين المزروعات الحقلية من "شعير وقمح وحمص"، ويتمتع بالطراوة ويكون مناسباً للطبخ والأكل لسهولة مضغه وهضمه.

يقوم الكثيرون من الناس بأكله في البرية من دون غسيل اعتقاداً منهم أن أمطار السماء قد غسلته، وأن التراب الموجود على جذره يساهم في غسيل الكلى عند شرب الماء معه، وفي المنزل طريقة صنعه سهلة وبسيطة جداً، فهو يقطع إلى قطع صغيرة ويسلق على نار هادئة، وعندما تنضج الأوراق بصورة ظاهرة نأتي بالبصل الأخضر أو اليابس، لتحضير "القلية" العادية، ونضيف إليه الكزبرة البرية أو اليابسة حسب الموجود، وبعد أن نصفّي الماء من "المشّى" نضيفه إلى (القلية) حتى ينضج بصورة كبيرة، ويمكن أيضاً أن يطهى مع البيض. هناك ربات بيوت كثيرات يقمن بسلقه قليلاً وتخزينه في الثلاجات ليصار إلى أكله في الشتاء كـ"عصورة" مثل "الدردار" بعد إضافة الليمون الحامض والملح إليه، وهو في كل الحالات سهل الهضم وخفيف على المعدة، وكثيرون يعتقدون أنه علاج ناجع للسمنة

يعد من أهم منتجات الأرض النباتية، وتسعى كل العائلات في الجبل للحصول عليه من الأرض لفوائده على جسم الإنسان، وكثيرون من الناس جعلوا منه مورداً مهماً للرزق؛ حيث يحملونه من الأراضي الريفية في الصباح الباكر إلى ساحات المدينة لبيعه».

منصور أبو لطيف مع عربته لبيع المشاء

البائع "منصور أبو لطيف" التقيناه عند طريق المتحف في مدينة "شهبا" يقول: «يعد "المشّى" من النباتات الحلوة المذاق، وهي بسيقانها الخضراء الكبيرة مصدراً للرزق لكونها سهلة المنال ولا يوجد صعوبة في (تحويشها) وجلبها طازجة للزبائن، حيث تتواجد في كل مكان من الأرض، وترافق أغلب النباتات التي تؤكل، وأنا اعتدت قطفها منذ سنوات لتكتمل تشكيلة الأعشاب البرية التي أحرص على بيعها في مثل هذه الأيام مع "الهندباء والعكوب والخبيزة والكزبرة وقرص العنا"، وغيرها مما تجود الأرض به.

لـ"المشّى" مكانة خاصة لدى الناس لكونه يؤكل نيئاً أو مطبوخاً، وله أربعة أنواع: الأول ينبت في الأرض الوعرة ويسمى "مشى الخيل" وهو ذو أوراق عريضة وجذر كبير وقاسٍ نوعاً ما، ويتميز بأنه سريع الإزهار حيث تكون أزهاره صفراء كبيرة وجميلة المنظر، ويطلق عليه الفلاحون اسم "القلحون" حيث يقومون بأكله نيئاً اعتقاداً منهم بفوائده الطبية للجسم. والثاني "المشاء" الأخضر الفاتح الذي ينبت بين المزروعات، وهو طري جداً وجذره رفيع وسهل التعامل معه، وأكثر الزبائن يطلبونه لاستخدامه في الطبخ، ويسمى محلياً "مشى الأوادم". والثالث هو ما يطلق عليه "ذبح" أوراقه عريضة ولكنها ليست كبيرة، وهو موجود بكثرة. أما الرابع فيعد أغلى الأنواع وهو "المشى" الذي يتوسط أوراقه خيط أبيض، ولكنه لا يوجد بكثرة، وله أماكن محددة ينمو فيها ولا أعرف السبب».

نهى أبو زهرى التسليق في أماكن وعرة

وفيما يتعلق بطريقة طبخه تحدثت ربة المنزل "نبال درويش" المولودة في قرية "الرضيمة الشرقية"، وتقول: «يقوم الكثيرون من الناس بأكله في البرية من دون غسيل اعتقاداً منهم أن أمطار السماء قد غسلته، وأن التراب الموجود على جذره يساهم في غسيل الكلى عند شرب الماء معه، وفي المنزل طريقة صنعه سهلة وبسيطة جداً، فهو يقطع إلى قطع صغيرة ويسلق على نار هادئة، وعندما تنضج الأوراق بصورة ظاهرة نأتي بالبصل الأخضر أو اليابس، لتحضير "القلية" العادية، ونضيف إليه الكزبرة البرية أو اليابسة حسب الموجود، وبعد أن نصفّي الماء من "المشّى" نضيفه إلى (القلية) حتى ينضج بصورة كبيرة، ويمكن أيضاً أن يطهى مع البيض.

هناك ربات بيوت كثيرات يقمن بسلقه قليلاً وتخزينه في الثلاجات ليصار إلى أكله في الشتاء كـ"عصورة" مثل "الدردار" بعد إضافة الليمون الحامض والملح إليه، وهو في كل الحالات سهل الهضم وخفيف على المعدة، وكثيرون يعتقدون أنه علاج ناجع للسمنة».

المشاء المطبوخ مع البيض