لعبة شعبية تراثية مازالت منتشرة وخاصةً بين المسنين، تحتاح إلى عقل حسابي، وطابع تفكيري في رسم الخطط، لها شروط للوصول إلى الصف الأخير الذي يعد بوابة لتحقيق الفوز.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 24 آذار 2015، "عادل أبو سعد" من أهالي قرية "حبران" أحد لاعبي لعبة "الضاما" الشعبية، ويقول: «لعبة تحتاج إلى خطط ذكية، حيث يجب أن يتمتع اللاعب بعقل رياضي حسابي، ليتمكن من حساب الحركات المتعددة وأبعاد كل حركة، ليصل إلى "الضاما" التي يسمح لها بالحركة في كافة الاتجاهات وتناول جميع الأحجار التي تأتي منفردة بطريقها وبالتالي الفوز.

تعود هذه اللعبة إلى زمن قديم، وكانت تعرف باسم "الدامة" وربما جاء تسميتها من مصادر تركية وجمعها "دامات"، وقد ازداد الاهتمام بها وصدرت مؤلفات خاصة عنها، فهي لعبة شعبية ورياضية وعقلية محبوبة ولها مشجعون من أعمار ومستويات مختلفة، ووصفت هذه اللعبة بأنها لعبة الذكاء والدهاء وقريبة من لعبة الشطرنج

لعبة تحمل بين طياتها أشياء جميلة وطريفة، إذ يجتمع حولها أربعة أشخاص وربما أكثر لتشجيع طرف على حساب آخر، ويطلقون ألقاباً على الفائز والخاسر، وتمثل حالة اجتماعية مميزة وخاصة بين المسنين لما فيها من تسلية وفائدة».

عادل أبو سعد

وعن مكانة اللعبة قديماً وحديثاً بيّن "صالح مرشد" أحد المسنين من أهالي القرية، الذي يتميز بخططه في هذه اللعبة، ويقول: «للعبة "الضاما" مكانة بين الألعاب الشعبية، فقد كان المسنون يعدونها نوعاً من التسلية الوحيدة التي يمارسونها في وقت الفراغ وهي جزء من تراثنا وتاريخنا، لأن معظم الألعاب التراثية التاريخية ذهبت واختفت وغلبها الزمن أو يخشى عليه من الضياع، بينما استمرت "الضاما" وبقيت منتشرة في "جبل العرب" لما لاقته من اهتمام من قبل اللاعبين».

ويتابع: «تعود هذه اللعبة إلى زمن قديم، وكانت تعرف باسم "الدامة" وربما جاء تسميتها من مصادر تركية وجمعها "دامات"، وقد ازداد الاهتمام بها وصدرت مؤلفات خاصة عنها، فهي لعبة شعبية ورياضية وعقلية محبوبة ولها مشجعون من أعمار ومستويات مختلفة، ووصفت هذه اللعبة بأنها لعبة الذكاء والدهاء وقريبة من لعبة الشطرنج».

لعبة الضاما

وعن طريقة اللعب والفوز بها أشار الباحث التراثي "هايل القنطار" بالقول: «تتألف هذه اللعبة من 64 خانة مربعة متساوية المساحات، على قطعة إما خشبية أو رخامية أو بلاستيكية مربعة الشكل، ولكل لاعب 16 حجراً أو قطعة لا على التعيين بلون مختلف عن اللاعب الآخر، فإذا كان اللاعب الأول حجارته سوداء، تكون حجارة الخصم بيضاء، وتبدأ اللعبة بتوزيع الحجارة بدءاً من الصف الثاني وعلى صفين، يقوم اللاعب الأول بالحركة الأولى بتحريك الحجر أو القطعة المختارة الملونة لمربع واحد إلى الأمام، وعليه أن يختار نقله من بين ثماني نقلات ممكنة في بداية اللعبة، ثم يستمر اللعب حركة واحدة لكل لاعب تباعاً، وباتجاه اللعب مربع واحد إلى الأمام، واتجاه أكل الحجارة مربع واحد بعد مكان الأكلة سواء باتجاه الأمام أو اليمين أو اليسار، إلى أن يصل الحجر إلى الصف الأخير (وهو الأول للخصم) وهنا يكون قد حقق "الضاما"، فيصبح الحجر قادراً على الحركة في جميع الاتجاهات والمسافات، ويتم تغير لونه ليصبح مميزاً عن بين باقي الأحجار، وهدف اللعبة رسم خطة استراتيجية بكيفية نصب فخ للخصم بغية أكل أكبر قدر من الأحجار وإيصال حجر واحد على الأقل إلى أي مربع بالصف الأخير من مربعات الخصم ليتحول هذا الحجر إلى "ضاما"، وتنتهي اللعبة في حال فوز أحد اللاعبين بجميع أحجار خصمه، حينها يعلن الفوز».

صالح مرشد