ترتبط أدوات القهوة العربية بالعادات والتقاليد العربية؛ حيث تماهت دلالة تلك الأدوات مع الكرم العربي، ومزجت الحياة الاجتماعية مع الحياة اليومية بأباريق قهوة لها أسماء اجتماعية ودلالات عديدة.

عن أدوات واستعمال القهوة العربية؛ مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 22 آذار 2015، التقت الشاعر الشعبي "معضاد أبو خير" الذي اختزن أدوات القهوة في منزله، فبيّن قائلاً: «من أدوات القهوة العربية "المحماسة، والمبردة، والمهباج أو المهباش وبعضهم يسمونه الجرن أو النجر"، ويقول "ابن منظور" في معجمه "لسان العرب":

تعود تسميتها بالقهوة إلى الشيخ "أبا بكر بن عبد الله الشاذلي" الملقب بـ"العيد روس" لأنها تُقهي الإنسان عن الزاد والنوم وتساعده على السهر والعبادة، وقد برع في إعدادها وتقديمها مشفوعة بالمعاني حتى انتشرت ضمن العادات في الصحراء العربية وبادية الشام، ويرجع انتشار القهوة العربية في "دمشق" إلى عام 1540 ميلادي؛ حين قدم إليها الشيخ "علي بن محمد الشامي" وأخذ يبيت جانب قبر الشيخ "محي الدين بن عربي" ويشهر القهوة بين أهالي دمشق آنذاك، ومنذ القرن السادس عشر ميلادي أصبحت القهوة مشروباً شعبياً واسع الانتشار. الفارس والشاعر العربي "راكان أبو الحثلين" أظهر للقهوة تأثيراً ساحراً حين قال: "يا ما حلا الفنجان مع سيحة البال... في مقعدٍ ما به نفوسٍ ثجيلة هـذا ولـد عمٍ وهذا ولـد خال... وهذا رفيجٍ ما ندوّرْ بديلـة". وأضاف الشاعر "عبد الله بن محمد الناشئ" عن تناول القهوة إنه طيب وازدياد خلق بقوله: "إذا ما انتشى الحُرُّ مـن كأسِـها... دَعَتُـهُ إلى الخلُقِ الأفضل". والعرب يقولون: "إن خير القهوة من الحديد على الحديد ولا تلامسها كفوف العبيد". أيضاً: "خيار القهوة لا ملموسة ولا منغوسة"

"إن هَبَشَ وهَبَجَ تعني طرق الخشب بالخشب"،

زيد النجم

ومنها جاء الاسم، وبعضهم يسمونه "المهراس"، والآخر بدلاً من المهباج يسمونه "جرناً نحاسياً" يدعى "الهاون"، و"الدلال" مفردها دَلَّة؛ وهي مجموعة من الأباريق النحاسية أشهرها البغداديات والصالحاني الدمشقية؛ وهي تقسم إلى ثلاثة أقسام: الأولى "المصب" أو "البكرج" أو "الغلاية" التي تحوي قهوة البكر المضمخة بحب "الهال" تقدم للضيوف، والثانية "الطباخ" وهو أكبر من المصب توضع فيه القهوة المحمسة المهروسة مع البكر، والثالثة ما يتبقى في الطباخ يضاف إليه ماء فيسمى "التشريبة"، أما الفناجين فقد كان شرب القهوة في فناجين من الخشب ثم من النحاس والفضة حتى شاع استخدام الخزف بأشكالٍ متعددة وأفضلها ما صنع في الصين، حيث يقول الشاعر:

"قم سوي ما يجمد على الصين يا عيد... بدلال يشـدن البطـوط الردافِ

مضاد أبو خير مع المهباج ودلال القهوة

صُبَّهْ على وجوه الرفاقـة الأجـاويد... وعن النذل لو تنحرف ما ينافِ".

واستمرت القهوة تقدم من دون ثمن حتى جاء الأتراك وأضافوا إليها السكر حتى أصبحت تعرف بالقهوة التركية، وافتتحوا لها المقاهي وبدؤوا بيعها باسم القهوة الحلوة».

عن علاقة القهوة بالتراث العربي الشعبي وأصلها بيّن الباحث "زيد سلمان النجم" قائلاً: «إن الشرق العربي اعتاد أن يبدأ يومه بفنجان قهوة بصحبة أحبته وأصدقائه، حتى إذا ما أراد أن يحل مشكلة ما مع شخصٍ ما يقول له: "سوف نشرب عندك فنجان قهوة"، وبالتالي لا يستطيع رفض الطلب، فعند شرب القهوة تهدأ الأعصاب ويتم التوصل إلى حل يرضي المتخاصمين، ومع عبق القهوة وأريجها يسود الوئام والتسامح وينتفي الخصام والعداوة، وتعد القهوة باعثة الفكرة وملهمة الشاعر والمبدع ومعها يتجلى الإبداع بأحلى صوره وأشكاله وألوانه، ويعود تاريخ القهوة العربية واكتشافها إلى أهل اليمن في جنوب شبه الجزيرة العربية، عندما كان أحد الرعاة في عدن يحتطب أغصان شجرة البن اليابسة من أجل الدفء؛ صدرت منها رائحة زكية منعشة تشرح الصدر وتجدد النشاط وتطرد النعاس، وحتى إذا ما تناول قطيع الراعي من تلك الشجرة "البن" ازداد نشاطه وحيويته.

احتلت القهوة عند العرب مكانة مميزة وصلت إلى مقام السيف والرمح والفرس، وأكبر عقوبة معنوية للرجل عدم شرب قهوته، ومن يظهر بطولة وبسالة في معارك الشرف والكرامة والذود عن الأرض أول من يقدمون له القهوة تكريماً وتشجيعاً له، أما إذا فجع العربي بوفاة أحد غواليه فإنه يكفأ بدلال القهوة فوق رماد النفيلة تعبيراً عن حزنه، وعندما رثى الشاعر والفارس "عبيد بن الرشيد" شيخ قبيلة "شمر" ابنه الذي توفي في ريعان الشباب، قال:

"يا بو الغَلا... تبكيك بيض الدلالي... وتبكيك عذرا ترقم النيل بخـدود

وتبكيـك صفـرا لون أم الغزالـي... صفرا تهش الذيل والراس مشدود".

ومن المعروف أن القهوة تقدم في المآتم بالمدن الكبيرة، وهناك مجموعة من الواجبات التي يجب أن يتقيد بها المضيف للمستضيف أثناء تقديمه القهوة العربية، وتلك العادات والتقاليد والأعراف ملتصقة بأفعال العرب».

وحول تسميتها بالقهوة تابع الباحث "زيد النجم" بالقول: «تعود تسميتها بالقهوة إلى الشيخ "أبا بكر بن عبد الله الشاذلي" الملقب بـ"العيد روس" لأنها تُقهي الإنسان عن الزاد والنوم وتساعده على السهر والعبادة، وقد برع في إعدادها وتقديمها مشفوعة بالمعاني حتى انتشرت ضمن العادات في الصحراء العربية وبادية الشام، ويرجع انتشار القهوة العربية في "دمشق" إلى عام 1540 ميلادي؛ حين قدم إليها الشيخ "علي بن محمد الشامي" وأخذ يبيت جانب قبر الشيخ "محي الدين بن عربي" ويشهر القهوة بين أهالي دمشق آنذاك، ومنذ القرن السادس عشر ميلادي أصبحت القهوة مشروباً شعبياً واسع الانتشار.

الفارس والشاعر العربي "راكان أبو الحثلين" أظهر للقهوة تأثيراً ساحراً حين قال:

"يا ما حلا الفنجان مع سيحة البال... في مقعدٍ ما به نفوسٍ ثجيلة

هـذا ولـد عمٍ وهذا ولـد خال... وهذا رفيجٍ ما ندوّرْ بديلـة".

وأضاف الشاعر "عبد الله بن محمد الناشئ" عن تناول القهوة إنه طيب وازدياد خلق بقوله:

"إذا ما انتشى الحُرُّ مـن كأسِـها... دَعَتُـهُ إلى الخلُقِ الأفضل".

والعرب يقولون: "إن خير القهوة من الحديد على الحديد ولا تلامسها كفوف العبيد". أيضاً: "خيار القهوة لا ملموسة ولا منغوسة"».