من دقيق القمح الكامل تحضر شرائط العجين التي تضاف إلى العدس مع نكهات مختلفة، لتكتمل الأكلة التراثية الشتوية التي تعدها ربات البيوت من مواد موؤنة المنزل، والتي مازالت تنتشر في ريف ومدينة "السويداء".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 7 نيسان 2015، "ابتسام الحجار" ربة منزل وموظفة من قرية "شنيرة"، التي تحدثت عن طريقة تحضير "المقصصة" وسبب التسمية، وقالت: «يعود سبب تسمية "المقصصة" إلى عملية قص العجين كشرائط رقيقة تقطّع لتصبح كقصاصات، وهي من الأكلات المرغوبة في قريتنا وتطبخ في موسم الشتاء، وكما العديد من الأكلات الريفية كـ"المجدرة"، و"شوربة العدس"، و"البرغل" تمثل "المقصصة" وجبة غنية ومغذية بما تحتويه من مكونات طبيعية بالكامل.

عندما أعدتها والدتي على الحطب استمتع أولادي بفكرة رقع العجين ليكون طبقة رقيقة، وكيف قصته الجدة شرائط واستكملت إضافة المكونات، بمحاولة منها للتذكير ببعض الأكلات التراثية التي غابت عن ذاكرتنا، بفعل الاعتماد على منتجات عصرية، وانتقاء أكلات سريعة التحضير لا تستهلك الكثير من الوقت، وبناء على هذه التجربة أولادي يطلبونها لأعدها لهم عدة مرات خلال الشتاء، مع فارق أن لإعدادها على الحطب نكهة ألذ لكونها تنضج على نار هادئة؛ وهي الطريقة القديمة التي تعودتها كبيرات السن في "جبل العرب"

بالنسبة لطريقة التحضير؛ يتم تحضر العجين وحسب رغبة ربة المنزل بتخميره، أو الإعداد وفق التعبير الدارج "عويص" أي من دون إضافة "الخميرة"، مع العلم أننا نعد أكلات متعددة من العجين "العويص" لكونه مرغوباً وسريع التحضير، ثم نقوم برق العجين باليد أو بمساعدة "الشوبك" ونقصه على شكل شرائط، ومن بعدها نسلق العجين بالماء، ويتم سلق العدس في وعاء آخر، ثم نضيفه إلى العجين المسلوق، ونحضر ما يسمى بـ"القلية" أي قطع البصل المفرومة المقلية مع اللحم أو الدهن والسمن، ونضيفها إلى العدس وقطع العجين المسلوقة، وتصبح الأكلة جاهزة بعد إضافة البهارات لتقدم ساخنة بوصفها أكلة شتوية تمد الجسم بالطاقة».

ابتسام الحجار

وفي لقاء مع "أميمة حمزة" التي تعلمت إعداد "المقصصة" من والدتها، قالت: «عندما أعدتها والدتي على الحطب استمتع أولادي بفكرة رقع العجين ليكون طبقة رقيقة، وكيف قصته الجدة شرائط واستكملت إضافة المكونات، بمحاولة منها للتذكير ببعض الأكلات التراثية التي غابت عن ذاكرتنا، بفعل الاعتماد على منتجات عصرية، وانتقاء أكلات سريعة التحضير لا تستهلك الكثير من الوقت، وبناء على هذه التجربة أولادي يطلبونها لأعدها لهم عدة مرات خلال الشتاء، مع فارق أن لإعدادها على الحطب نكهة ألذ لكونها تنضج على نار هادئة؛ وهي الطريقة القديمة التي تعودتها كبيرات السن في "جبل العرب"».

أما "مها الجغامي"، فقالت: «يطلب أولاد إخوتي هذه الأكلة عدة مرات في فصل الشتاء، حيث أعدها بطريقة تختلف عن الطريقة التي اعتمدتها جدتي في الماضي، حيث يضاف اللبن الجامد المحفوظ على شكل أقراص، وهنا تتغير النكهة بالكامل، كما أضيف كمية من الحمص المنقوع في اليوم السابق والمسلوق جيداً، ويكون العجين محضراً على شكل قطع متوسطة الحجم من القمح الكامل؛ وهو ما نستحضره من قرية "تل اللوز" شرق مدينة "السويداء"، ونحفظه كمؤونة للخبز وللأكلات التراثية المختلفة التي نطبخها باستمرار.

رق العجين وتحضيره للتقطيع

ويمكن اعتبار "المقصصة" من الأكلات التي تعتمد على مؤونة المنزل فقط من حبوب وطحين، وهي قضية جديرة بالاهتمام في منطقتنا، وحالة من النظام المنزلي الذي يعد مسؤولية ربة المنزل، ليكون بين يديها كل ما يساعد على تحضير هذه الأكلات في أي وقت ولأي عدد قد يوجد في ضيافتها، خاصة عندما تتغير الظروف الجوية ولا يتوافر الخبز وتظهر صعوبة الوصول إلى الأفران، تكون هذه الأكلة وغيرها بديلاً مناسباً يكون غداء العائلة ليومين».

مها الجغامي