مازال الزي التقليدي للنساء في "جبل العرب" حاضراً في المناسبات الاجتماعية في "سهوة بلاطة"، وهو ما جعل خياطة "البدلة العربية" مهنة مستمرة، تتقنها نساء اشتهرن بالمهارة والذوق، فتقصدهن سيدات من قرى مختلفة.

مدونة وطن "eSyria" رصدت بتاريخ 1 نيسان 2015، عدداً من نساء القرية واطلعت على رؤيتهن لهذه المهنة التي تعني الكثير لكبيرات السن خاصةً، ولسيدات المجتمع اللواتي يفصلن "البدلة العربية" مع جهاز العروس، ولم يغيرن ذلك مع مرور الزمن، ليكون لهذه البدلة جمالها المرهون بمهارة الخياطة وقدرتها على تفصيل قطعة جميلة وراقية، كما حدثتنا السيدة "مجد حاتم" مديرة روضة "السعادة" من أهالي قرية "سهوة البلاطة"، وقالت: «لكل نساء القرية علاقة مع هذا الزي الجميل، ولم تكن لدينا الرغبة بالاستغناء عنه في المناسبات الاجتماعية لأنه يشي بالوقار والحشمة، وقد لا تخلو خزانة سيدة أو شابة من المتزوجات حديثاً من "البدلة العربية"، وبالنسبة لي فقد ارتديت في الليلة الثانية بعد الزواج "بدلتي" التي خاطتها لي إحدى خياطات القرية المشهورات بمهارتهن على مستوى "جبل العرب"، وهي من أجمل الألبسة التي اقتنيتها وأحتفظ بها حتى الآن».

بالنسبة لكبيرات السن فهناك تفصيلة واحدة ومحددة؛ حيث أخذنا نختصر من مساحة العروض أي مساحة القماش المستخدمة في القسم السفلي من الفستان، لتكون البدلة خفيفة الوزن وتتمكن السيدة من حملها، وإلى جانب ذلك فإننا نخيط ما يسمى فستان البيت، ليكون فستاناً طويلاً مع "الكشكش" حيث تشتري السيدات قماشاً متوسطاً بألوان هادئة، كذلك نخيط اللباس الأسود ويكون بكم طويل و"تنورة" واسعة تلاقي الأرض

وتضيف: «إن حاجة المجتمع إلى هذا النوع من الأزياء بقي الدافع لاستمرار عمل الخياطات، لنجد في قرية "سهوة البلاطة" ما يقارب الخمس سيدات متخصصات في خياطة "البدلة العربية"، ويستقبلن نساء من "السويداء" والقرى المجاورة لمهارتهن وتميزهن الواضح في خياطتها، التي لم يتغير تصميمها، وبقيت عبارة عن عشرة أمتار من القماش تقص على شكل قطعتين بكسرات عريضة تغطي جسد المرأة، وتعطي شكلاً جميلاً مقترناً بالحشمة كقيمة يعززها المجتمع».

السيدة مجد حاتم

الخياطة "زكية حسن العزمي" عملت في هذه المهنة أكثر من عشرين عاماً، وهي اليوم من أشهر الخياطات على مستوى القرية، وقالت: «سنوات طويلة عملت فيها في خياطة "البدلة العربية" للنساء، هذه "البدلة" التي تتغاوى بها العرائس وترتديها كبيرات السن في كل المناسبات، ونجد متوسطات العمر يحرصن على امتلاك أكثر من بدلة تخصص للمشاركات الاجتماعية، مثل عشاء العروس والأفراح بوجه عام وفي مناسبات العزاء، حيث تفصل "بدلات" خاصة باللون الأسود وبذات التصميم "للبدلة العربية" الملونة.

خياطة "البدلة العربية" صعبة لكونها تحتاج إلى الدقة، خاصة عملية ما يسمى تكسير العروض في الجزء السفلي من الفستان لتشكل القطعة الكبيرة، ومن بعدها نضيف "الكشكش" وهي القطعة التي تمثل نهاية الفستان، ليكون طويلاً يلامس الأرض».

الخياطة زكية العزمي

ألبست من نتاج يديها نساء القرية أجمل الفساتين المزركشة والسوداء إلى جانب الزي التقليدي العادي، كما أخبرتنا "رمزية البحري" من أقدم الخياطات في القرية، وقالت: «الخياطة مهنة متعبة لكن لمن هن بعمري فأنا في بداية عقدي السابع، إلا أن الخياطة بالنسبة لي أصبحت عادة، ورغم مشكلة ضعف البصر لكن لغاية هذا التاريخ ليس لدي رغبة بالتوقف عن العمل الذي باشرته عام 1962، وبذات الوقت هو عمل يشغل وقتي من خلال السيدات اللواتي يقمن بزيارتي يومياً، هنا نلتقي وأتعرف الزائرات أعرف ما يطلبن من تفصيلات لتزين الصدر ولطريقة التنجيد التي بدأت تضاف إلى "البدلة"، وتساعدني ابنتي بأخذ المقاسات التي أعتمد عليها لإنتاج قطعة ترضي السيدة، وقد أصبحت هذه الخياطة مربحة ومطلوبة أكثر مما كانت عليه سابقاً».

وعن أنواع "البدلة العربية" تقول: «بالنسبة لكبيرات السن فهناك تفصيلة واحدة ومحددة؛ حيث أخذنا نختصر من مساحة العروض أي مساحة القماش المستخدمة في القسم السفلي من الفستان، لتكون البدلة خفيفة الوزن وتتمكن السيدة من حملها، وإلى جانب ذلك فإننا نخيط ما يسمى فستان البيت، ليكون فستاناً طويلاً مع "الكشكش" حيث تشتري السيدات قماشاً متوسطاً بألوان هادئة، كذلك نخيط اللباس الأسود ويكون بكم طويل و"تنورة" واسعة تلاقي الأرض».

الجدير بالذكر، أن أجرة خياطة "البدلة العربية" تبدأ من ثلاثة آلاف ليرة سورية، وقد تتجاوز الخمسة آلاف ليرة سورية في بعض القرى.