من المصل الناتج عن صناعة "الجبن" منزلياً، تنتج "القريشة" بعملية يدوية بسيطة، تحتاج إلى القليل من الوقت والجهد، فتدخل في إعداد أنواع من الحلويات الشرقية، كما أنها تؤكل مباشرة في الموائد فتصبح حلوة أو مالحة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 24 آذار 2015، "ناديا سويد" ربة المنزل، في بيتها الكائن بقرية "رضيمة اللوى"، التي تحدثت عن طريقة صنع "القريشة"، وتقول: «عندما تقرر ربة المنزل صناعة الجبن فإنها تضيف إل الحليب مادة "المسوة" المحضرة صناعياً أو يدوياً، وهي المادة التي تجعل الحليب بعد ساعتين من الزمن قطعة واحدة من الجبن محاطة بالماء الذي نطلق عليه "المصل" ويكون لونه مائلاً إلى الأصفر، وتم فصل الجبن عن "المصل" من خلال قطعة قماش شفافة موضوعة في وعاء كبير؛ يخرج السائل ويبقى الجبن الذي يصفى حتى آخر نقطة من الماء، ويتم كبسه بقطعة حديدية لكي يأخذ شكله الحقيقي ويكون جاهزاً للأكل بعد ساعات.

كانت النساء في الماضي يصنعن "القريشة" من أجل إضافتها إلى حلوى "القطايف" التي يجلب عجينتها الرجال من "دمشق"، أو في صناعة "الكنافة" المنزلية، أي تتم صناعتها فقط عند الحاجة لأن إعدادها يستهلك الكثير من الوقت على الغاز، ولكن عندما استثمار "الهاضم الحيوي" المنتج للغاز بات أمر صناعتها أقل تكلفة، فعند انتهائي من صناعة الجبن أقوم بصنع "القريشة" على الفور، وأقوم بتسويقها رغم أن قيمتها المادية القليلة، وذلك عن طريق أحد التجار إلى أسواق "دمشق" والطلب عليها كبير خاصة أنها تدخل في أكثر من صنف من الحلويات العربيةً

وعندما ننتهي من إعداد الجبن نلاحظ أن المصل الخارج منه يحتوي على بقايا من الحليب ويحمل بداخله خواصه لأننا لم نقم بغليه عند صناعة الجبن، فنقوم بأخذ هذا السائل ووضعه على نار هادئة ونضيف إليه قليلاً من ملح الليمون الذي يعدل الطعم الحار، ونتركه حتى يغلي بصورة خفيفة وتطفو على سطحه طبقات متماسكة من اللون الأبيض فيها كثير من فقاعات الماء ونقوم بتركها حتى تبرد على مهل، ومن ثم نقوم بتصفية السائل فينتج لنا "القريشة" التي أخذت هذا الاسم بصورة لا تعكس قوامها، فهي سلسة وتذوب ببساطة عند أكلها».

"ناديا سويد" مع منتجها من القريشة

وعن المردود الاقتصادي الذي تجنيه من عمل "القريشة" تضيف: «كانت النساء في الماضي يصنعن "القريشة" من أجل إضافتها إلى حلوى "القطايف" التي يجلب عجينتها الرجال من "دمشق"، أو في صناعة "الكنافة" المنزلية، أي تتم صناعتها فقط عند الحاجة لأن إعدادها يستهلك الكثير من الوقت على الغاز، ولكن عندما استثمار "الهاضم الحيوي" المنتج للغاز بات أمر صناعتها أقل تكلفة، فعند انتهائي من صناعة الجبن أقوم بصنع "القريشة" على الفور، وأقوم بتسويقها رغم أن قيمتها المادية القليلة، وذلك عن طريق أحد التجار إلى أسواق "دمشق" والطلب عليها كبير خاصة أنها تدخل في أكثر من صنف من الحلويات العربيةً».

أما "جواد العريضي" صاحب محل لبيع الحلويات الشرقية في مدينة "شهبا"، فتحدث عن أهمية "القريشة" في صنع الحلويات الشرقية بالقول: «من المعروف أنها تدخل كحشوة في عجينة "القطايف" بكل أنواعها، وهي تخضع لذوق الصانع ولطلب الزبون، فهناك من يضع "القريشة" كبديل عن القشطة في صناعة "الكنافة"، وهناك من حاول إدخالها في "زنود الست"، وفي معملنا حاولنا أن نلبي رغبة الزبائن والأخذ برأيهم فيما نصنع، ولذلك فـ"القريشة" مكون أساسي في "القطائف" أو ما يطلق عليها العامة "المغرقات"، ومن المعروف أن "القريشة" تؤكل نيئة في المنازل بعد أن يضاف إليها السكر أو الملح حسب الرغبة من قبل أفراد الأسرة، ومن الحلويات المنزلية البسيطة التي اخترعتها النساء في المنزل ولا تحتاج إلى مواد غالية، وهي أكلة تشبه إلى حد ما "زنود الست" ولكنها مؤلفة من "القريشة" والخبز العادي مضافاً إليهما القليل من الحليب حيث تلف قطعة من الخبز مملوءة بـ"القريشة" ثم توضع بالزيت الحار، وبعدها يتم إغراقها بالقطر، وهي لذيذة جداً».

جواد العريضي
"زنود الست" الشعبية المحشوة بالقريشة