انتقلت من الساحل غراس للتجربة والاختبار تابعها أهالي "السويداء" لتبشرهم بخيرها الوفير، حبّات صفراء لذيذة المذاق لتضاف "الأكدينيا" إلى قائمة الأشجار المثمرة في "السويداء".

مدونة وطن "eSyria" تجولت في المدينة للتعرّف إلى دوافع المزارعين للاهتمام بهذه الشجرة الحاضرة في الحدائق المنزلية بانتشار لافت، وكانت الزيارة إلى حديقة الخالة "أم أيمن عدلة النمر" من مدينة "السويداء"، بتاريخ 5 شباط 2015؛ التي حدثتناعن ثمار لذيذة المذاق ومطلوبة بالنسبة للعائلة والصغار من أفرادها، وقالت:

من حيث الشكل والأوراق الكبيرة وشكل الثمار نجد اختلافاً كبيراً بينها وبين الباقة النباتية والأشجار المثمرة في منطقتنا، وبفعل تأثرها بالأجواء الباردة فقد كان انتشارها في مدينة "السويداء" في الحدائق المنزلية الضيقة، ونجحت بوضوح في المناطق المحمية، ونلاحظ حضورها الكبير في القرى الغربية مثل: "الثعلة"، و"المزرعة"، وغيرها من القرى الغربية لكون درجات الحرارة أكثر ميلاً إلى الاعتدال. وبالنسبة لفكرة تطعيم الشجرة فقد اختبرتها وحسب التجربة فهي من أصعب وأخطر عمليات التطعيم التي تحتاج إلى الدقة لسماكة اللحاء وصعوبة التعامل مع الأغصان القاسية، لذا فإن زراعتها بالاعتماد على البذرة فكرة تتحقق لها فرص النجاح أكثر من التطعيم، مع العلم أن البذرة تنتج غراساً بمزايا الشجرة الأم ومتطابقة تماماً؛ وهذا ما سهل عملية الانتشار

«لا ننكر أن التفاح منحة "السويداء" لكن علاقة الأهالي وارتباطهم القوي بالزراعة بوصفها النشاط المرغوب بالنسبة لهم والقادر على منحهم المنتج المغذي والمفيد، لذا فإن انتقال الغراس بطريقة غير منظمة من خلال العائلات التي عاشت خارج المحافظة لعدة سنوات لغاية العمل وغيرها أمر وارد ومحبّب، هذه الغراس تجاوزت الاختبار بسرعة لكونها انتشرت خلال العقدين الماضيين وتسلّلت إلى الحدائق المنزلية بوجه انسجم مع حالة الفلاح الغيور أو المقلد، فوجود شجرة منتجة دفع الكثر إلى البحث عن الغرسة والحصول عليها لتضاف إلى الحديقة المنزلية وتقدم لها الرعاية اللازمة.

الخالة عدلة النمر

هذه الغرسة زرعتها منذ خمسة عشر عاماً، وهي من الغراس التي لا تحتاج إلى رعاية مميزة، وبفعل امتلاكي لخبرة زراعية وجدتها مقاومة وجيدة يمكن المحافظة عليها، لكن الخطر الأكبر الذي يعترض مواسم الحصول على ثمار في أعوام متتالية يتمثل في الصقيع، لكن نسب التأثر تختلف من عام لآخر وفق مواعيد الإزهار؛ ففي الأوقات يباغتها الصقيع بعد عقد الأزهار، فتكون الخسارة أقل من آثار الصقيع عليها قبل العقد، وهذا عندما يهاجمها في شهري كانون الأول وكانون الثاني.

والمعروف أنها من الثمار التي تنضج وتكون مؤهلة للسقوط كما ترغبها الطيور، وعليه فهي تحتاج إلى قطاف سريع لكون ثمارها تنضج بمراحل متقاربة ومتفاعلة مع حرارة الشمس، لذلك يضطر بعض المزارعين لبيع جزء من الثمار باكراً كي لا تتعرض للتلف، وبوجه عام فإنها فاكهة مرغوبة فالأطفال لديهم رغبة كبيرة بها يطلبونها وينتظرونها لجمال شكلها وطعمها الذي ينتقل من الحامض إلى الحلو».

البذرة تتحول إلى شتلة بانتظار الزرع

نبتة غريبة لكنها قدمت حالة من الانسجام في المدينة والقرى الغربية كما حدثنا الأستاذ "علي شاهين" الخبير الزراعي الذي زرعها واختبر طرائق تطعيمها، وبيّن النتائج بالقول: «من حيث الشكل والأوراق الكبيرة وشكل الثمار نجد اختلافاً كبيراً بينها وبين الباقة النباتية والأشجار المثمرة في منطقتنا، وبفعل تأثرها بالأجواء الباردة فقد كان انتشارها في مدينة "السويداء" في الحدائق المنزلية الضيقة، ونجحت بوضوح في المناطق المحمية، ونلاحظ حضورها الكبير في القرى الغربية مثل: "الثعلة"، و"المزرعة"، وغيرها من القرى الغربية لكون درجات الحرارة أكثر ميلاً إلى الاعتدال.

وبالنسبة لفكرة تطعيم الشجرة فقد اختبرتها وحسب التجربة فهي من أصعب وأخطر عمليات التطعيم التي تحتاج إلى الدقة لسماكة اللحاء وصعوبة التعامل مع الأغصان القاسية، لذا فإن زراعتها بالاعتماد على البذرة فكرة تتحقق لها فرص النجاح أكثر من التطعيم، مع العلم أن البذرة تنتج غراساً بمزايا الشجرة الأم ومتطابقة تماماً؛ وهذا ما سهل عملية الانتشار».

الأستاذ علي شاهين

انتشرت على أطراف الكروم بفعل مقصود من المزارعين لكن عوامل النجاح كانت محدودة في المناطق المرتفعة؛ كما بيّن المهندس "نايف السنيح" وقال: «حضور هذه الشجرة في الكروم تبعاً لرغبة الفلاح في الاختبار لكن التجربة لم توفق في كل الأماكن، ففي منطقة "ظهر الجبل" النجاح محدود بفعل الارتفاع ومواسم الصقيع، بينما كانت أشجار المدينة والقرى المجاورة غزيرة الإنتاج ليتحول منتج "الأكدينيا" إلى منتج محلي يضاف إلى "الخوخ" و"الدراق" و"المشمش" بوصفها ثماراً صيفية، لكن ميزتها النضج المبكر في بداية شهر نيسان حيث تكون سابقة لقائمة الفاكهة الجبلية، وهو ما يمكننا من بيعها بأسعار جيدة يدعمها جمال شكل الثمار ولذة مذاقها.

وخلال السنوات الماضية ظهرت أصناف مختلفة من حيث حجم الثمرة وعدد البذور فيها، وبات أمام المزارع فرصة للاستفادة وتحسين الأصناف، ونجد من الأهالي من قام بتبديل الأشجار من الأصناف القديمة بأصناف جديدة لرغبة في المحافظة على هذه الشجرة التي تعد ضيفة الحدائق المنزلية وأهم الفواكه المطلوبة فيها».

وفي الختام، نقول: إن شجرة واحدة من "الأكدينيا" تحمل ما بين 70كغ والمئة كيلو غرام، وفي السنوات التي كانت فيها الأجواء معتدلة ظهرت طفرات وحققت أرقاماً إنتاجية عالية.