أوانٍ فخارية كبيرة الحجم تضاف لباقة كبيرة من المعدات التي خصصت لحفظ المؤن، زينت فيها دار "عرى" التي عرف عنها الكرم وإغاثة الملهوف، لتبقى قيد الاستخدام لغاية هذا التاريخ.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 27 كانون الأول 2014، السيدة "ليندا القلعاني" "أم زيد" زوجة الأمير "سليم الأطرش"؛ التي تحدثت عن الفخاريات التي كانت تستخدم سابقاً في "دار عرى" وخاصة في "الحرملك" أي الجزء الداخلي من الدار، وفيه تظهر الوسائل القديمة التي خصصت لتقديم الطعام للضيوف، وتقول: «لم يكن يوماً لزوار هذه الدار عدد قابل للعد أو الإحصاء، وقد لا يخلو يوم من مرور عابري الطريق من التجار والمحتاجين، عهود جميلة مرت على هذا المكان وكان الطعام لكل من دخلها وافر وواجب يقدمه أهل الدار، ومن بعدهم بقيت أوانٍ كبيرة كان لها استخدامات مختلفة منها النحاسيات، وهي ثروة لا تقدر بثمن، وتضاف لهذه الثروة قطع فخارية كبيرة الحجم وصغيرة تنتشر في الغرف القديمة، كانت تستخدم لحفظ "السمن العربي" و"الزيت" و"الدبس"، حيث لم تكن كمية قليلة من السمن لتفي بحاجة الدار، فتخصص لتلك المواد آنية كبيرة فخارية نظيفة ومغطاة تحل مكان مخازن المؤن».

لأننا نقر للماضي بما فيه من جمال وخير، وننتمي لتاريخ هذه الدار وقصصها وتاريخ أهلها بقيت معداتها في الدار محفوظة تزين الغرف القديمة، لأنه وفي هذا العصر والحمد لله الدار عامرة بالأهل والكرم، لكن هناك بدائل جديدة بتنا نستخدمها وبات التعامل معها أسهل لكننا لم نستغنِ عن القطع الفخارية الكبيرة والصغيرة لنستخدمها بتخزين المؤن الناشفة مثل البرغل والطحين وأنواع أخرى من الحبوب، ونحرص أن تغطى بصحون القش المتنوعة والملونة؛ وهي صناعة نسائية بقيت رائجة في منطقتنا لنختار لكل وعاء قطعة مناسبة، وكل عام نتفقدها ونعود لنخزن المؤن الجديدة

وتضيف: «هذه الأواني حملت اسم "البياطس"، و"البيطس" هو وعاء مصنوع من الفخار ومتعرض للشوي حتى يكون غير قابل للرطوبة إضافة إلى كونه متقن الصنع، ليحافظ على ما بداخله من السمن في الأغلب فيحافظ على نكهته طوال العام، وكان دليل الغنى والجاه في ذلك الزمن يقاس بعدد "البياطس" وعدد الضيوف والولائم التي تقام بالاعتماد على المؤونة المحفوظة فيها، ليكون لدار "عرى" فرصة لتعبئة هذه "البياطس" مرات ومرات في العام الواحد ليتمكن أهل الدار من القيام بتكريم الضيوف، وكان من مهام النساء في تلك الفترة الاعتناء بهذه الأواني والمحافظة عليها في مكان مناسب، بمساعدة الرجال الذين ينقلونها لكبر حجمها من مكان لآخر كي لا تتعرض للكسر».

أم زيد ليندا القلعاني

وعن الاستخدام الحالي والبدائل لهذه "البياطس" تضيف "ليندا" بالقول: «لأننا نقر للماضي بما فيه من جمال وخير، وننتمي لتاريخ هذه الدار وقصصها وتاريخ أهلها بقيت معداتها في الدار محفوظة تزين الغرف القديمة، لأنه وفي هذا العصر والحمد لله الدار عامرة بالأهل والكرم، لكن هناك بدائل جديدة بتنا نستخدمها وبات التعامل معها أسهل لكننا لم نستغنِ عن القطع الفخارية الكبيرة والصغيرة لنستخدمها بتخزين المؤن الناشفة مثل البرغل والطحين وأنواع أخرى من الحبوب، ونحرص أن تغطى بصحون القش المتنوعة والملونة؛ وهي صناعة نسائية بقيت رائجة في منطقتنا لنختار لكل وعاء قطعة مناسبة، وكل عام نتفقدها ونعود لنخزن المؤن الجديدة».

ويتحدث السيد "سليم الكريدي" مختار قرية "عرى" عن حالة تتكرر في هذه الدار وعدة دور كبيرة في القرية، ويقول: «لم تكن دار مثل دار "عرى" المشهورة لتكفيها وسائل بيوت أخرى التي يتم الاعتماد عليها في حفظ المؤن، فكان هناك حالة خاصة في استقبال الضيوف والكرم، وتلك الحالة بحاجة لمعدات ضخمة تحفظ مؤونة الدار، ليكون فيها ما يفيض عن حاجة الضيوف، ومن تلك المعدات "البياطس" لحفظ "السمن" أو "الدبس" أو "الزيت"، التي كانت في الأغلب تستقدم من "دمشق" والمحافظات المجاورة، وهي من الأشياء التي تتوارثها العائلات، وخاصة في الدور الكبيرة مثل "دار عرى" و"دار الفريحات"؛ حيث كانت تستخدم "البياطس" بأحجام مختلفة، وما بقي منها اليوم عدد قليل من القطع محدودة الاستخدام، ولا يوجد ما يوازي القديمة منها من حيث الجمال وجودة الصنع».

مختار قرية عرى سليم الكريدي
"البيطس" يحفظ مؤونة المنزل