رافقتنا منذ الطفولة، كانت تحمل أولى جملنا وتعابيرنا البريئة وأفكارنا التي لم تتبلور بعد، وأحلامنا المرسومة على ورق.

لطالما غصت بمشاغباتنا، وطرائفنا واجتهدنا في حشوها برسومنا، وقصائد الشعر المأخوذة من الكتب والمجلات.

أطلق عليها مجلة الحائط من المكان الذي تعلق عليه، ألا وهو الحائط أو الجدار، تعلق عليها المعلومات والطرائف والقصص والمبادرات وجميعها من تحضير ونتاج الأطفال، معلومات هذه الجريدة من الممكن أن تكون عامة، وأحياناً تخصصية، لكن الأغلب في مدارسنا المجلات العامة

جريدة الحائط لعلها لا تحتاج لحديث طويل عنها، جميعنا نعرفها وشاركنا فيها في طفولتنا، إن لم يكن بالنشر والكتابة، فمن المؤكد أنها أخذت من وقتنا الكثير ونحن نتأمل ما كتب فيها.

الإعلامي "سمير فليحان"

الإعلامي "سمير فليحان" تحدث لموقع مدونة وطن "eSyria" عن تجربته مع جريدة الحائط بقوله: «إنه هاجس الكتابة، في السبعينيات من القرن الماضي كنا نبحث عن مكان يستوعب ما نكتب، كنا نكتب أفكارنا على قصاصات صغيرة ونمررها بيننا ليعرض كل منا إنتاجه على الآخرين.

ثم عرفنا أن هناك اختراعاً يسمى مجلة الحائط في المدرسة، ومازلت أذكر أن فقرات هذه المجلة كانت متشابهة في معظم المدارس، حكمة العدد وهل تعلم وطرائف.. إلخ، كلما بدأنا بعدد جديد توقفنا بعده لعدم توافر الإمكانيات من الألوان أو الكرتون الذي نسطر عليه المجلة، وكان هذا العمل يأخذ وقتاً من دروسنا أثناء الدوام في المدرسة، لكن إصدار المجلة كان له وقع السحر علينا.

لا أذكر أنني لعبت في المدرسة في فترات الاستراحة بين الحصص أسوة برفاقي، فقد كانت مجلة الحائط هي شغلنا الشاغل في الاستراحة، وقلما تجد إلا القليل من التلاميذ الذين يتابعون ما أنتجنا، باستثناء بعض المدرسين المهتمين الذين كانوا يثنون على جهودنا، وحده الأستاذ "خضر العيسى" مدرس الفيزياء لم يكن يعجبه الأمر، وذلك بسبب تأخري في إحدى المرات عن حصته أثناء التحضير للجريدة، ثم تطور الأمر وكانت الفرصة التاريخية حين اضطلع الأستاذ "أكرم اليوسف" الصحفي في مجلة الكفاح العربي آنذاك على قصيدة كتبتها مع بداية الانتفاضة الأولى، ومازلت أذكر عنوانها: ((نطق في الضفة الحجر))، فأعجبته وأخذها ونشرها في المجلة وأحضر لي عدداً معه من "دمشق" إلى "حمص" حيث كنت أقيم وعائلتي».

السيدة "إلهام الحلبي" من فرع الطلائع في محافظة "السويداء"، تحدثت عن مجلة الحائط بقولها: «أطلق عليها مجلة الحائط من المكان الذي تعلق عليه، ألا وهو الحائط أو الجدار، تعلق عليها المعلومات والطرائف والقصص والمبادرات وجميعها من تحضير ونتاج الأطفال، معلومات هذه الجريدة من الممكن أن تكون عامة، وأحياناً تخصصية، لكن الأغلب في مدارسنا المجلات العامة».

الجميع يعلمون أن مجلات الحائط تضم معلومات منوعة وطرائف وحكماً وقصائد، ولكن هناك مجلات تخصصية وهي أحد أنواع مجلات الحائط، وعنها أضافت السيدة "الحلبي" بقولها: «هناك مجلات دفترية وهي مصورة، وسميت كذلك لأنها تشبه الدفتر ويمكن تصفحها، ومجلات علمية حيث يتم فرد عدداً كاملاً للحديث عن أحد علماء العرب، الذين تركوا آثارهم من كتب وابتكارات وغيرها.

ورديف هذه الفكرة يأتي في شوارع المعرفة، وهي عبارة عن حديثنا عن شخصيات فكرية أدبية تاريخية، وهذه الفكرة أوجدتها منظمة الطلائع بإحداث مجلات تخصصية وكل لوحة تتحدث عن فكرة أو موضوع معين، ولغاية اليوم قسم من معارض المدارس يخصص لمجلات الحائط؛ لأن الطلاب يعرضون إبداعاتهم ومشاركاتهم وأفكارهم، أما مسألة الاختيار إما تخصصي أو شامل فيعود لإدارة المدرسة».