من عصائر التفاح والعنب والدراق أنواع من الحلويات تبتكرها السيدات في بلدة "قنوات"، لتكون مؤونة للشتاء تضاف إلى "الزبيب" والتين المجفف، ولهذه الحلويات في "قنوات" حكاية جميلة.

مدونة وطن "eSyria" جمعت خلال زيارتها للبلدة بتاريخ 28 تشرين الأول 2014، معلومات عن طرائق تعتمدها ربات المنازل اللواتي ابتكرن هذه الأكلات، لكفاية المنازل من الحلويات المصنعة منزلياً من عصائر الفواكه التي تنتجها هذه البلدة بكميات كبيرة، لتكون هذه الحلويات كافية لموسم الشتاء القارس في هذه البلدة الجبلية.

تذوقت "الملبن" و"النوغة" من تصنيع "أم ضياء" وهي ربة منزل لديها رغبة بتطبيق وابتكار أكلات من منتجات البستان من فواكه متنوعة، وقد أعجبني المذاق ووجدتها طريقة مناسبة للاستفادة من الفواكه المختلفة التي بين أيدينا وتشتهر بها قريتنا. وقد حاولت معها تطبيق هذه الوصفات التي وجدتها سهلة، وقد أعددت هذا العام كميات منها لتضاف إلى مؤونة المنزل من دبس العنب و"الزبيب"، وأنواع مختلفة نعدها نهاية موسم الصيف لتكون "تحلاية" الشتاء في أجواء الثلج والبرد القارس

السيدة "أم ضياء إلهام فرحات" أتقنت هذه الأكلات مثل نساء كثيرات في البلدة، وأخذت تدرب النساء من جاراتها وأقاربها، كما حدثنا الدكتور "حسين زريفة" رئيس "جمعية العاديات" الذي أظهر أهمية العودة إلى الطبيعة واستثمار المنتج المحلي بطريقة تدعم عملية التغذية الطبيعية التي يتبعها الأهالي، وقال: «في معارض الجمعية وأنشطتها نقدم جانباً من أنشطة المجتمع وما تقدمه نساء القرية اللواتي يعتمدن الغذاء الطبيعي من منتج نقي من حقول ممتدة للتفاح والعنب وثمار مَنّ بها علينا الخالق، واسم السيدة "أم ضياء" يدرج ضمن المشاريع النسائية المنزلية المجدية، التي تخلق فرصاً للاستفادة من منتج محلي اقترن اسمه باسم القرية، وهي حلويات لذيذة المذاق يمكن اعتمادها كبديل من حلويات مصنعة من جهة، وهي تعزيز للمنتج الزراعي الذي تعتمد عليه الشريحة الأكبر من أبناء "قنوات"».

السيدة أم ضياء إلهام فرحات

من عصير التفاح والدراق وكل الفواكه التي تفيض عن الحاجة، وقد يكون شكلها غير مناسب للبيع تنتج "أم ضياء إلهام فرحات" عصائر لتصنيع حلوياتها المنزلية وتصنع منها ما لذ وطاب، للاستفادة منها في غذاء صحي وسليم، كما قالت: «من يعيش في قريتنا يعلم بالخيرات الكبيرة التي تفيض من حقول يغسلها الفلاحون بالعرق لتنتج أنواعاً طيبة من الثمار تفيض عن حاجة الأسرة، وتبقى مهمة النساء الاستفادة منها وعدم خسارتها، ولأن أهلنا القدماء ابتكروا الدبس والمجففات وطرائق نكررها من بعدهم لغاية هذا التاريخ، فما المانع من التفكير بما هو جديد من طرائق غذائية؟

وكانت لدي فرصة خلال موسم الصيف في سنوات مضت للتجربة حيث أعددت من عصير التفاح أنواعاً تشبه "النوغة" و"الملبن"، وتأخذ من خواص "قمر الدين" من حيث المذاق الحلو وحاولت التجربة بأنواع أخرى من العصير، وقد كانت طريقة ناجحة أعجبت أفراد أسرتي وكل من تذوقها.

غلي عصير التفاح وإضافة الطحين

ولأنني أعشق العمل المنزلي أخذت أكرر التجربة ولاحظت أنه بالاستفادة من حرارة الشمس والتخلص من السوائل مع المزيج نتمكن من حفظ كميات كبيرة منها بطعم مميز ودون الحاجة إلى التبريد».

طريقة تصنيع منزلية لا تتطلب مستلزمات من خارج المنزل، ويمكن لربة المنزل إنتاج عدة أنواع جميلة الشكل ومفيدة لغذاء الأطفال بأنواع من الفواكه على مدار العام، كما أخبرتنا بالقول: «في الريف يتوافر الدقيق من القمح الذي يزرع بلا أسمدة ويبقى طبيعي النكهة، وما علينا إلا إضافة مقادير من هذا الدقيق أو النشاء للعصير بنسب مختلفة، لعصير التفاح أو الدراق أو العنب، ونعرضها للنار ونتعامل مع أوعية سميكة، ونحرص ألا يصل المزيج إلى درجة الغليان، لنقوم بنقل المزيج بعد إضافة السكر إلى أوعية واسعة نعرضها تحت أشعة الشمس بعد تغطيتها بقماش رقيق وشفاف لحمايتها من الحشرات ويكون على السيدة تقليبها يومياً.

الخليط عندما يعرض للشمس

ويكون للوعاء أثر في انتقاء الشكل فقطع "الملبن" و"النوغة" تكون بسماكة أكبر، ونتقصد ذلك لتكون مناسبة للضيافة والتقديم بشكل أنيق، ويمكننا تزيينها بالمكسرات المختلفة كاللوز البلدي والفستق؛ فتصبح جاهزة وقابلة للحفظ لعام قادم، ويمكننا التحكم بالشكل والحجم في كل هذه الأنواع، وهذا ما جعلها حلويات مطلوبة تعلمتها نساء كثيرات وهن اليوم قادرات على التموّن منها كل حسب ذوقها، وحسب مذاق الأبناء الكبار والصغار».

السيدة "هيفاء جادو زريفة" التي أخبرتنا عن مذاق مميز ونكهة طبيعية لأنواع متعددة تحتاجها ربة المنزل لإطعام الأطفال، كانت خلف إقبالها لتعلم الطريقة، وقالت: «تذوقت "الملبن" و"النوغة" من تصنيع "أم ضياء" وهي ربة منزل لديها رغبة بتطبيق وابتكار أكلات من منتجات البستان من فواكه متنوعة، وقد أعجبني المذاق ووجدتها طريقة مناسبة للاستفادة من الفواكه المختلفة التي بين أيدينا وتشتهر بها قريتنا.

وقد حاولت معها تطبيق هذه الوصفات التي وجدتها سهلة، وقد أعددت هذا العام كميات منها لتضاف إلى مؤونة المنزل من دبس العنب و"الزبيب"، وأنواع مختلفة نعدها نهاية موسم الصيف لتكون "تحلاية" الشتاء في أجواء الثلج والبرد القارس».