لعل شجرتي "السرو والكينا" تنشران تأملاً خاصاً في كيفية علاقة الطبيعة والديمومة، وتبعثان الفضول للوقوف أمامهما ككائن حي يعود في تاريخه إلى أكثر من قرن؛ وهو ما يجعلنا نعيش لحظات التاريخ، ونسترجع أحداثاً ووقائع طوت أجيالاً ماضية واستمرت في العطاء والثبات.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 20 تشرين الأول 2014، زارت دار "عرى" العائدة لعائلة "آل الأطرش" في قرية "عرى"، والتقت الأمير "شبلي الأطرش" الذي تحدث عن الشجرتين قائلاً: «يعود تاريخ شجرتي: "السرو والكينا" إلى تاريخ قديم ينوف عن القرن من الزمن، إذ الزائر إلى دارنا أول ما يكون في استقباله شجرة "الكينا" التي تبعث الأمل في النفوس لأسباب عدة أهمها أنها شامخة، وطولها يزيد على خمسة عشر متراً وعرضها فوق الأرض يزيد على المتر، وبالتالي تعكس في روح المشاهد أشياء وتساؤلات عديدة، أهمها الأحداث التاريخية التي خاضتها وعاشت معها دون أن تتأثر بعوامل الزمن، وهي باسقة شامخة، ولعل من يتأمل بها وبأوراقها يشعر بأهميتها لأنها واكبت شخصيات وطنية كالمرحوم المجاهد "شبلي الأطرش" الذي كان منفياً في سجون الأتراك مدة زمنية طويلة؛ وهو الذي تغنى بها في سجون العثمانيين كما تغنى بعادات وتقاليد أهله، والشجرة التي تماهت مع العوامل الجوية لم تنحن يوماً؛ وكأن علاقتها مع الأهل والأجداد جعلتها تكسب الحجارة البازلتية حكاياتها التي كانت شاهدة عليها دون وجل ولا خوف من القادم من السنين، حتى نحن أهل المنزل لا يمكن أن ندخل الدار دون أن نشعر بحفيف أوراق شجرتي "الكينا والسرو"، ولعل صفتهما المعمرة تكسبهما خصوصية في نشر ثقافة الثبات بالمواقف الاجتماعية والإنسانية، فهي تجمع للنحل وعسلها مفيد بشكل كبير للصحة».

وتعد شجرتا "الكينا والسرو" في أبواب تصنيفهما العلمي من الأشجار الحراجية المعمرة التي تحمل علاقة الزمان والمكان، وشجرة الكينا الموجودة في مدخل "دار عرى" التي يقدر عمرها بعمر الدار تعود إلى أكثر من قرن ونصف قرن قدمت للإنسانية خدمات جلّى من فوائد طبية واجتماعية كأن يجلس الناس في ظلها أو يقفون تحت أغصانها وأوراقها، أو يقيمون سهرات اجتماعية ومشاورات، فهي شجرة ذات خصوصية، وشجرة "السرو" التي هي داخل المنزل والواقعة في الحرم أو اصطلاحاً اطلق عليه اسم "حرملك" لكون المكان يعود إلى أكثر من قرن ونصف القرن، والطاغي عليه الأسماء العثمانية، لكن المدهش ارتفاعها الشاهق الذي ينبيك عن مجدها، وجذعها يحمل من القصص والسوالف الأشياء الكثيرة، فحين تقف أمامها وتنظر إليها تشعر كم كانت واسعة الطيف في علاقتها مع الناس، والأهم أجيال تعاقبوا أثرت وتأثرت بهم كثيراً

وتابع الأمير "شبلي الأطرش" بالقول: «وتعد شجرتا "الكينا والسرو" في أبواب تصنيفهما العلمي من الأشجار الحراجية المعمرة التي تحمل علاقة الزمان والمكان، وشجرة الكينا الموجودة في مدخل "دار عرى" التي يقدر عمرها بعمر الدار تعود إلى أكثر من قرن ونصف قرن قدمت للإنسانية خدمات جلّى من فوائد طبية واجتماعية كأن يجلس الناس في ظلها أو يقفون تحت أغصانها وأوراقها، أو يقيمون سهرات اجتماعية ومشاورات، فهي شجرة ذات خصوصية، وشجرة "السرو" التي هي داخل المنزل والواقعة في الحرم أو اصطلاحاً اطلق عليه اسم "حرملك" لكون المكان يعود إلى أكثر من قرن ونصف القرن، والطاغي عليه الأسماء العثمانية، لكن المدهش ارتفاعها الشاهق الذي ينبيك عن مجدها، وجذعها يحمل من القصص والسوالف الأشياء الكثيرة، فحين تقف أمامها وتنظر إليها تشعر كم كانت واسعة الطيف في علاقتها مع الناس، والأهم أجيال تعاقبوا أثرت وتأثرت بهم كثيراً».

الأمير شبلي الأطرش

وحول التصنيف العلمي لشجرتي "الكينا والسرو" وبعض الفوائد والخصائص العلمية لهما؛ تم التواصل عبر الهاتف مع المهندس "أنس أبو فخر" رئيس دائرة الحراج في مديرية الزراعة بـ"السويداء"، فبيّن قائلاً: «تعد شجرة "الكينا" أو "الكافور" من أطول الأشجار في العالم؛ إذ يصل ارتفاعها إلى 100 متر، وأوراقها دائمة الخضرة ذات شكل رمحي متطاول، أزهارها ذات ألوان مختلفة منها بيضاء وصفراء وحمراء، أما ثمارها فهي عبارة عن كبسولات تحتوي على بذور صغيرة الحجم، وأهم ميزاتها النمو السريع وملائمة لأنواع مختلفة من المناخ ومتأقلمة معها، وهي تفوق الأشجار المحلية نظراً لسرعة نموها واستخدام أخشابها في ميادين مختلفة، هناك أنواع متعددة مقاومة للجفاف والبرودة وبعض الأملاح والكلس في التربة، لذلك تكثر زراعتها لأن عمرها الافتراضي طويل، وأهم استعمالاتها في صناعة السليلوز والخشب المعاكس في الصناعة والتجارة، كذلك لتغذية النحل وإنتاج أفضل أنواع العسل والزيوت وصناعة العطور والتفحيم، إضافة لفوائد بيئية عديدة لها، أما شجرة "السرو" فهي تنسب إلى عائلة الصنوبريات دائمة الخضرة، وارتفاعها يزيد على 30 متراً، أوراقها صغيرة ملتصقة بالأغصان، وهي من النباتات الطبيعية المعمرة؛ حيث تتحمل الجفاف ومقاومة للرياح وتستعمل للإنشاء وكمصدات للرياح وحماية المزروعات، خشبية سهل التعامل معها تدوم مدة طويلة، وخشبها ذو رائحة زكية يستعمل في "الموبيليا" والتجارة والأعمدة والإنشاءات، ولهذا ترى البيوت القديمة يكثر فيها زراعة تلك الأنواع من الأشجار، ومنها دار "عرى" بـ"السويداء"».

جزء من شجرة السرو المعمرة
شجرة الكينا المعمرة