يعدونه للموائد بنكهات غير معتادة، هنا يمزج النبات البري بنكهات الحبوب والتوابل للحصول على مادة طبيعية غذائية سليمة، يمكن لربة المنزل إعدادها في كل المواسم.

«بالاعتماد على نبتة "الزعيتري" البرية التي درج استخدامها كنوع من الزهورات، السيدة "تهاني الزيلع" أعدت الزعتر المنزلي بنكهة جديدة ومميزة، ليكون من بين الأغذية المفضلة للأطفال»؛ بهذا القول تحدث الأستاذ "عصام حمادي" نائب رئيس جمعية "أبناء الجولان" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 26 آب 2014، الذي اختبر المادة وبين أهمية إدخال النباتات البرية في الغذاء اليومي، والاستعاضة عن تركيبات التوابل غير المعروفة وواضحة المصدر، وتابع: «من خلال المهرجان السنوي المتضمن معارض المنتجات الطبيعية اطلعنا على هذا النوع من "الزعتر" بمذاق مميز تظهر فيه النكهة الطبيعية للزعتر، وقد لاحظنا حجم الإقبال عليه من قبل الزوار، وتعرفنا على مكوناته من خلال السيدة "تهاني" وقد اعتدنا توافره في المنزل، ليكون من الوجبات المفضلة بوصفه مكوناً من عدة مواد طبيعية؛ وبذلك يحمل ميزة تجعله خال من النكهات الصناعية والمواد غير معروفة المصدر، ويمكن لربة المنزل تحضيره بالوسائل المنزلية البسيطة كما كانت في السابق، والعودة إلى الطرق المنزلية القديمة التي تعني بالنسبة لنا الصحة والتغذية السليمة».

بالاعتماد على نبتة "الزعيتري" البرية التي درج استخدامها كنوع من الزهورات، السيدة "تهاني الزيلع" أعدت الزعتر المنزلي بنكهة جديدة ومميزة، ليكون من بين الأغذية المفضلة للأطفال

السيدة "تهاني الزيلع" صاحبة الخلطة قالت: «من اهتمامي الكبير بالأعشاب البرية وعملي المستمر لتقديم هذه النباتات لكل من يحتاجها مجففة وحاضرة للاستخدام تعرفت فوائد "الزعيتري"، وكونت خلطة لزعتر الطعام المفيد بنكهة مميزة، وعندما نقترب من عالم النباتات البرية نعرف أن فائدتها تتعدى الزهورات والنكهات التي تضاف إلى بعض الوجبات، وعلى سبيل المثال فإن نبتة "الزعيتري" -وهي نوع من الزعتر البري أو ما يسمى "الزعتر الفارسي" التي تشكل المادة الأساسية في الزعتر المنزلي الذي حضرته- هي من أكثر النباتات المقاومة للسرطان والمقوية للدم والمضادة للالتهابات ومقوية للثة، ولا بد لنا من الاستفادة منها في الغذاء اليومي لنستفيد من قيمها الصحية.

السيدة تهاني الزيلع

وفي كل عام أجمع مع زوجي كميات كبيرة من "الزعيتري"، وأقدمها للزبائن وفي الأغلب هم من المرضى الذي تعرفوا فوائدها، وقد وجدت في هذه الخلطة وسيلة لتناول كميات أكبر منها، ولتكون من بين الأغذية التي يرغبها الأطفال ويطلبونها بشكل كبير».

طريقة التحضير بسيطة وبإمكان ربة المنزل تطبيقها، كما أوضحت، وأضافت بالقول: «لا نحتاج إلى مواد كثيرة لكننا هنا نعتمد على ذوق ربة المنزل وأي النكهات ترغب لتكون متوافقة مع رغبة الأطفال وأفراد الأسرة، وبالنسبة لي فقد قمت بطحن أوراق "الزعيتري" المجففة بالظل، وكمية مناسبة من القمح المحمص أو الذرة لمرضى سوء الامتصاص، وأضفت نباتي "الشمرا"، و"السماق" بوصفهما من النباتات البرية التي تكثر في منطقتنا، ومنها نحصل على نكهة الحامض المرغوبة مع الزعتر، وكمية من البهارات مثل "الكراوية"، لتشكل الزعتر بلون بني جميل وبنكهة قوية ومميزة، وقد لاحظت أن النكهة لا تختلف عن أفضل أنواع الزعتر المتوافرة في الأسواق.

السيد عصام حمادي

ومن خلال المعارض حرصت على تعليم عدد من السيدات على طريقة التحضير، ليكون بالإمكان تحضير كميات صغيرة، وليبقى الزعتر حديث الصنع ويحافظ على الرائحة والطعم المطلوبين، ولهذه الغاية لم أستخدم المطاحن الكهربائية بل استخدمت الهاون وهو الجرن النحاسي لتحافظ الحبوب على الألياف وما يكتنز بها من فوائد وعناصر مغذية».

النبتة التي تجمع خلال شهر آب تنتشر على أطراف البساتين في منطقة "ظهر الجبل" ومناطق مرتفعة، كما حدثنا السيد "زياد البريحي" المتخصص في الأعشاب البرية، وقال: «من أكثر النباتات البرية انتشاراً، وكانت تتوافر بكثرة قبل مشاريع تطوير واستصلاح الأراضي، لهذه النبتة فوائد كبيرة حيث نجمعها خلال شهر آب، ونقوم بتجفيفها في الظل ولا يتم سحنها إلا قبل تحضير الخلطة لتحافظ على رائحتها وطعمها المميز، وقد جمعنا هذا الشهر كميات منها نحتفظ بها لتحضير الزعتر الذي طلب منا بشكل كبير من خلال المعارض ومن خلال المنزل».

السيدة تهاني الزيلع وزوجها زياد البريحي

الجدير بالذكر أن النبتة تأخذ شكل نبتة الزعتر من حيث شكل الأوراق، لكنها تظهر باللون المغبر وأوراقها صغيرة الحجم، وقطعة صغيرة منها تكفي لتعطير المكان فمن رائحة الزعتر الحقيقية تأتي لذة المذاق.