بعد عمل وقراءات علمية وقياس مواصفات شكلية وكفاءة إنتاجية لأكثر من عقدين في محطة بحثية بالسويداء، تم اعتماد سلالة جديدة من الماعز الخليط تحمل مواصفات إنتاجية جيدة وقدرة على التأقلم والرعي بشكل مميز.

فقد أنجز العمل وفق منهج البحث العلمي وأصوله للوصول إلى قطيع من الماعز الجبلي صافي السلالة وراثياً لأهميته وقدرته على مقاومة الأمراض وعوامل البيئة الجبلية، وحققت محطة بحوث "عرى" المعنية بالتحسين الوراثي لقطيع الماعز الجبلي إنتاج هجين وراثي يجمع بين صفات الماعز الجبلي والماعز الشامي في المحطة المذكورة، وبيّن الباحث المهندس "جواد طراد شرف" القائم بالبحث لموقع مدونّة وطن "eSyria" أنه: «بدأ العمل منذ عام 1994 من قبل الزملاء في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية على خطين من التلقيح أو التهجين، فكان الخط الأول من ماعز جبلي إناث مع ذكور شامية، والخط الثاني من ماعز شامي إناث مع ذكور جبلية، لإنتاج الجيل الأول بكلا الخطين F1 والذي يتميز بنسبة خلط 50% جبلي +50% شامي بحيث تم الانتخاب للبنات الأفضل من الناحية الإنتاجية والشكلية وباتجاه اللون الأسود والأنف المحدب قليلاً ثم تم تزاوج تلك البنات رجعياً مع آبائها بكلا الخطين لتكوين الجيل الثاني F2، ثم تم الانتخاب للصفات المرغوبة من الإناث والذكور في كلا الخطين وتم التلقيح ما بين الخطوط الأول والثاني F2 لإنتاج الجيل الثالث F3 والحامل لنسب خلط وراثي هي 50% جبلي+50% شامي والمعروف بقطيع الـ SF و الموجود حالياً في المحطة وهو موضوع البحث، وشكلت المبررات العالمية ذلك إذ على الصعيد العالمي فإن منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا تشتمل على مراكز الاستئناس للعديد من الأنواع الحيوانية الرئيسية الأبقار والأغنام والماعز، وبالتالي فإن تلك الأنواع أكثر من غيرها امتلاكاً لتنوع وراثي ثمين وفريد، إضافة لتباين بشكل كبير حسب مناخ المناطق والبيئات الإنتاجية، ويشمل العديد من البيئات القاسية الجامعة بين ارتفاع درجات الحرارة والظروف القاحلة التي تعطي السلالاتُ في المنطقة ميزة نسبية في مقابل السلالات الغريبة الأجنبية المدخلة بهدف الإنتاجية الأكثر، لذلك كان لا بد من التوجه الى القواعد الوراثية الأصيلة في المنطقة والمتأقلمة عبر آلاف السنين مع الظروف المناخية والبيئية فيها للعمل على تحسين إنتاجياتها بالعمل التربوي الصحيح».

ما تم إنجازه في المحطة المذكورة يعدُّ منجزاً علمياً ذا خصوصية وتعود فائدته وطنياً، وذلك بغية تحسين واقع الإنتاج الحيواني وزيادة في إنتاج الحليب واللحم والسلالة التي تم اعتمادها بحضور فعاليات علمية متخصصة وجهات مختصة ورسمية واعتماد تلك السلالة من قبل السيد وزير الزراعة والإصلاح الزراعي، بعد التأكيد من العمليات العلمية والقراءات التحليل الهام التي جرت التي حققت ريعاً انتاجيا وعلمياً تحسب للسويداء لأول مرة في "سورية" وتحسب لسورية كمنجز علمي تفردت به عالمياً

وتابع الباحث المهندس "جواد شرف" بالقول: «كان ذلك من خلال أولاً الانتخاب داخل هذه السلالات والعروق للصفات الأفضل إنتاجياً، ثانياً القيام بعمليات الخلط الوراثي للسلالات المحلية ذوات الصفات المميزة حسب كل سلالة ليتكون لدينا ناتج يجمع بين صفات تلك السلالات حسب نسبة الخلط المتبعة بخطة إنتاج هذا الحيوان، لذلك كانت رؤية الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية العمل على قطيع الماعز الجبلي في محطة بحوث "عرى" لإنتاج هجين ما بين سلالة الماعز الجبلي المتصفة بصفات السلالة النقية والمتأقلمة مع البيئات الجبلية الوعرة والظروف المناخية الصعبة والمتصفة بقدرتها العالية على الرعي بمختلف الظروف ومقاومة الأمراض، مع سلالة الماعز الشامي الذي يعدُّ عالمياً من أهم السلالات ثنائية الغرض على صعيد المؤشرات الإنتاجية مثل نسبة الولادات التوءمية، وكمية الحليب خلال الموسم، وكتلة الميلاد، وكتلة الفطام، وكان الهدف الاستراتيجي الاستفادة من التباين الوراثي بين تلك السلالتين "الشامية والجبلية"، ومن الصفات الإنتاجية المهمة في الماعز الشامي بما يقابلها من صفات التأقلم والمقاومة للأمراض والظروف البيئية والمناخية في الماعز الجبلي، والتربية الخليطة هي الطريقة البديلة لتحسين السلالة وراثياً للفوائد الكبرى التي يمكن أن تجنى منها مقارنة بالتربية الأصيلة كونها الأسرع وخلال أمد أقصر تحقق التحسين الوراثي المخطط له، وتحتاج لسنوات أقل من مثيلاتها من طرق التربية، فيمكن استخدامها في الخلط المستديم لإنتاج حيوانات خليطه بصفة مستمرة للاستفادة من قوة الهجين الموجودة في الجيل الأول والتي لا تورث وبالتالي الاستفادة منها اقتصادياً في سوق اللحوم، أو تغيير السلالة المحلية بواسطة التدريج كما حصل في مشروع تدريج الأبقار المحلية لعرق الفريزيان السوري، أو عمل سلالة جديدة مركبة تجمع بين صفات مرغوبة من سلالتين أو أكثر كأبقار "السانتاجرترودس" الناشئة عن "الشورتهورن + البراهما" وأغنام "الكولمبيا" الناشئة عن "الرامبولييه + اللنكولن" وأبقار "الفريزيان الأوروبي" الناشئ من أكثر من خمسة أو ستة عروق أوروبية.

الباحث المهندس جواد شرف

كما عملنا في محطة بحوث "عرى" لإنتاج حيوانات ثنائية الغرض باحتياجات مقبولة وإنتاج يعدُّ ممتازاً بالنسبة للقطعان المحلية السرحية في المحافظة والقطر».

وأوضح المهندس "علي هوارين" رئيس محطة بحوث "عرى" بالسويداء قائلاً: «لقد حقق عمل الفنيين والباحثين خلال عقدين ونيف بالمحطة عملاً علمياً توج باعتماد السيد وزير الزرعة والإصلاح الزراعي، والهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، ومركز البحوث العلمية الزراعية بالسويداء، سلالة الماعز الخليط SF كأول عرق خليط في الجمهورية العربية السورية، ليدخل الساحة التنافسية العلمية والعملية بحيث خلص العمل إلى مجموعة من التوصيات والمقترحات والتي من أهمها اعتماد قطيع الخليط في محطة بحوث "عرى" ليضاف إلى المجموع الوراثي للعروق المحلية في "سورية"، واعتبار القطعان السرحية في المحافظة مجمعاً وراثياً قائماً بذاته بحاجة ماسة إلى التحسين باتجاه الصفات الإنتاجية وذلك لانخفاض المتوسط العام لديها، واستبعاد ذكور التلقيح البلدية عند المربين خلال موسم التلقيح واستبدالها بذكور الماعز الشامي المحسن أو الجبلي المحسن أو الـ SF المحسن، ضمن استراتيجية مدروسة لتغيير الواقع الحالي للقطعان السرحية باتجاه تدريجها للجبلي أو الشامي أو الخليط SF، وإنشاء محطات رديفة للتربية في مناطق توزع وانتشار القطعان البلدية والمحلية في المحافظة والمحافظات الأخرى مستفيدة من القواعد الوراثية الأصيلة والمنتخبة في محطات التربية والتحسين الوراثي في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية لتحسين واقع الماعز المحلي في تلك المناطق أولاً والمحافظة عليه في بيئات مختلفة ثانياً».

المهندس علي الهوارين

وأشار الباحث الدكتور "وسيم محسن" رئيس مركز البحوث العلمية الزراعية بالسويداء بالقول: «ما تم إنجازه في المحطة المذكورة يعدُّ منجزاً علمياً ذا خصوصية وتعود فائدته وطنياً، وذلك بغية تحسين واقع الإنتاج الحيواني وزيادة في إنتاج الحليب واللحم والسلالة التي تم اعتمادها بحضور فعاليات علمية متخصصة وجهات مختصة ورسمية واعتماد تلك السلالة من قبل السيد وزير الزراعة والإصلاح الزراعي، بعد التأكيد من العمليات العلمية والقراءات التحليل الهام التي جرت التي حققت ريعاً انتاجيا وعلمياً تحسب للسويداء لأول مرة في "سورية" وتحسب لسورية كمنجز علمي تفردت به عالمياً».

جرى اللقاء في محطة بحوث "عرى" بتاريخ 31 آذار 2021

الباحث يأخذ القراءات