يعدّ الزجل تنافساً أدبياً ضمن الشعر العامي في "السويداء"، ويقوم مجموعة من الشباب بتجديد أنماطه المختلفة بمفردات محلية وصور دلالية مهمة.

حول الأنماط الجديدة، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 أيار 2018، التقت الشاعر الزجلي الشاب "يحيى ورور" صاحب جوقة "المرايا" في "السويداء"، فبيّن قائلاً: «أعمل مع مجموعة من شباب "السويداء" على نشر الزجل، والأهم أننا نقوم بتنافس شريف حامل للإبداع بالصور والدلالات الشعرية وإبراز المواهب؛ وذلك بين عدد لا بأس به من المواضيع الاجتماعية والوجدانية والوطنية والغزلية، ضمن أنماط متعددة له بطريقة الجوقات أو الحفلات أو الأمسيات، خاصة أن للزجل أنواعاً، فهو شعر يحمل العديد من الأنماط، منها: "الميجنا، والموشح، والمعنى، والقرادي، والعتابا، والقصيد، ويا حنينا، وآه يا أسمر اللون، وأوف مشعل، وعاليادي، والموال الشروقي والبغدادي، والندب، والحداء، والروزنا، والغزيل، وأبو الزلف، وعلى الدلعونا، والهوارة، وهيك مشي الزعرورة، والحوربة، ولوة العروس، والزغاريد، والزلاغيط، وأغاني السرير"، إضافة إلى المعنى، وأنواعه؛ المعنى القصيد، المعنى الجناس، المعنى العادي، وهناك "القرادي العادي، والقرادي المخمس المردود، وقرادي المحبوك، المطبق، المغصوب أو المقلوب، كرج الحجل، طرق النمل، المرصع، والمجزوم، والمرصود"، ولكل من هؤلاء نماذج متعددة، لكن نعمل مع جيل الشباب على استخدام هذه الأنماط كي يتم إحياء وخلق نوع خاص بشباب "السويداء" للزجل، وهي مبادرة مهمة جاءت من جمعية الأدب الشعبي وأصدقاء التراث حين تبنت إحياء التراث من جديد بحداثة ورؤية معاصرة جديدة».

يصنف الزجل بين الأشعار العامية الحاملة لتأريخ اللحظة والمواكبة للصورة الدلالية برموز ومعانٍ واقعية، فهو يطرح إشكالية ثقافية واجتماعية، ويتماهى مع المتلقي بالإعجاب والدهشة؛ لما يحمله من انزياحات دلالية وصور رشيقة سريعة، والزجل ذو الحضور الاجتماعي، يشارك المجتمع بهمومه وتطلعاته، ويواكب تطور الحياة بوصفه توثيقياً يربط بين الماضي والحاضر برؤية ثقافية إبداعية، وفي "السويداء" يكمن جماله في أنه يُقدم بروح الشباب وصورهم الجمالية، وللشاعر "بسام حمدان" الذي نال جائزة الدف الفضي ضمن برنامج "أوف" الزجلي، ومن الشباب أيضاً "يحيى ورور"، وغيرهما الكثير دور في إحياء هذا النمط الشعري بأنواعه، ونشر أنماطه بتنافس شريف له إبداع خاص بين الأوساط الاجتماعية والشعرية، حيث نستمع إلى "القرادي، والمعنى، والمقلوب، وكرج الحجل"، وغيرها من الأنواع والأنماط الجميلة، خاصة أنها تؤدى كأغانٍ بأصوات شبابية ومفردات محلية يعرفها أبناء الجبل عامة، كاستخدام مصطلحات محلية تتميز بها "السويداء" عن غيرها من المحافظات؛ يقيناً بأن كل محافظة من المحافظات السورية لها مفردات تتميز بها

أما عن أنماط الشباب في الزجل، فيضيف "يحيى ورور": «من الأنماط التي نعمل عليها "القرادي"، ولها أنواع، منها "العادي"، مثال:

الأستاذ عادل الحكيم

"سورية اللي منعبدها... دخلو الله يسعدها

وعدتنا هيي بالنصر... وما بتخالف موعدها

الشاعر يحيى ورور

سكرنا باب التابوت... وباب الموتى والأكفان

وباب العمر بأحلا بيوت... فتحنا وربحنا الميدان

سورية من الصعب تموت... وحاميها الرب الرحمان

بتعيش بأقوا تالوت... الجيش والشعب وقائدها"

أما "القرادي القلاب"، فهي:

"مرايات الشعر الجذاب... حليت بحروف القلاب

وتايشعو مرايات النور... تمرو بعيون الأحباب

علا جناح الريح تعليت... وما حطيت لضعفي زيح

زيح لضعفي ما حطيت... تعليت علا جناح الريح

بفكر وعرابين وبيت... منبني ببيت الشعر منيح

منيح الشعر منبني ببيت... بعراب وبيتين وفكر

وبيت وفكرين وعراب"

وهناك نوع "كرج حجال"، مثل:

"الكنز مرصود المرصود... من الشعر المرصود انشال

وقالو جود من الموجود... وجود وغني كرج حجال"

و"المرصود":

"خليت الفاني طيب... يشبع من أول كسرة

وبشفار السيف الطيب... وضعت الفتحة والكسرة

ما سرقت الشعر الطيب... وما دقت بعمري الكسرة

وعتقت الحرف الطيب... ودوقت حروفي أجيال"

و"المغصوب":

"جبال من الكلمات عملت... تكللت من الذات بعاج

بعاج من الذات تكللت... شعلت من الأبيات سراج

سراج من الأبيات شعلت... حملت من الردات التاج

التاج من الردات حملت... عملت من الكلمات جبال"

وهناك نوع "الموشح"، مثل:

"غبتي عن عيني وطول... بغيابو الميل

وخليتي شوقي أطول... من نهر النيل

كنت ببوساتي غازل... للعنق وشاح

صرت بنظراتي مغازل... كرم التفاح

وعنك مني متنازل... لو عمري راح

حبك عاقلبي نازل... حفر وتنزيل"

أيضاً هناك "معنى قصيد"، مثل:

"كرهتك أنا مضبوط يا حلمي الجميل... وحرمت عينيي حلاكي يغازلو

ولما لقيت الحب جواتي بخيل... قررت إني رجعو من أولو

بحبي الجديد تأملي كتير وقليل... وشوفي الربيع بأولو ما أجملو

منك سرق زهوة جمالو تا يميل... حتى عيوني بس الله تأملو

سحرك ما بدي قول رابع مستحيل... يما عجيبة تامنة ما منجهلو

فيكي جميع الآلهات بكل جيل... بيتقمصو نعومية الجسم الحلو

حبي لكي واحة ملانة بالنخيل... ووراقها كفوف وأيادي تحولو

وعملو مراوح عاحلا القد النحيل... انعاش وبرودة عليكي بينزلو

حبك لصحرا العاطفة بير وسبيل... وعطشان قلبي وجاي قاصد منهلو

وفيكي لحتى ارتوي قبل الرحيل... زتيت قلبي وقطعت حبل الدلو"

هذه بعض الأنماط التي نعمل بها في حياتنا اليومية والأدبية، وهناك غيرها، مثل: المستحيلات، والشروقي، والقصائد الطويلة، والمعنى، والردات، وغيرها الكثير. نحاول استخدام الصور والمفردات المحلية البيئية القريبة من المجتمع كي تحمل خصوصية زجل شباب "السويداء"».

وحول تصنيف الزجل كحالة شبابية ثقافية، أوضح "عادل الحكيم" عضو مجلس إدارة جمعية الأدب الشعبي وأصدقاء التراث في "سورية" بالقول: «يصنف الزجل بين الأشعار العامية الحاملة لتأريخ اللحظة والمواكبة للصورة الدلالية برموز ومعانٍ واقعية، فهو يطرح إشكالية ثقافية واجتماعية، ويتماهى مع المتلقي بالإعجاب والدهشة؛ لما يحمله من انزياحات دلالية وصور رشيقة سريعة، والزجل ذو الحضور الاجتماعي، يشارك المجتمع بهمومه وتطلعاته، ويواكب تطور الحياة بوصفه توثيقياً يربط بين الماضي والحاضر برؤية ثقافية إبداعية، وفي "السويداء" يكمن جماله في أنه يُقدم بروح الشباب وصورهم الجمالية، وللشاعر "بسام حمدان" الذي نال جائزة الدف الفضي ضمن برنامج "أوف" الزجلي، ومن الشباب أيضاً "يحيى ورور"، وغيرهما الكثير دور في إحياء هذا النمط الشعري بأنواعه، ونشر أنماطه بتنافس شريف له إبداع خاص بين الأوساط الاجتماعية والشعرية، حيث نستمع إلى "القرادي، والمعنى، والمقلوب، وكرج الحجل"، وغيرها من الأنواع والأنماط الجميلة، خاصة أنها تؤدى كأغانٍ بأصوات شبابية ومفردات محلية يعرفها أبناء الجبل عامة، كاستخدام مصطلحات محلية تتميز بها "السويداء" عن غيرها من المحافظات؛ يقيناً بأن كل محافظة من المحافظات السورية لها مفردات تتميز بها».