بدأ الشاعر "باسم عمرو" الشعر العامي مبكراً، ونال العديد من الألقاب والجوائز داخل القطر وخارجه، وبات الشاعر الذي يرغب بسماعه الكبار والصغار لتمكنه من الكلمة والصوت الذي جعل منه "أمير الشعراء العرب". درس الاقتصاد، ويحضر للدكتوراه بالعلاقات العامة، ليكون الشاعر الدبلوماسي.

حول مسيرته العلمية والأدبية، مدونة وطن "eSyria"، وبتاريخ 25 كانون الأول 2017، التقت الشاعر "باسم غسان عمرو" ليتحدث عن نشأته بالقول: «ولدت ضمن أسرة كلفة بالعادات والتقاليد، ومحبة الأهل والأجداد، وتعزيز التراث الشعبي والحياة الاجتماعية، وقد عرفت بأنها الجامحة على حفظ الأدب العامي وقصائد الأقدمين، وقد حرصت على الحضور في مجالس الكبار مذ كنت في المرحلة الابتدائية، فأستمع إلى أحاديثهم، والوقائع التي جرت معهم من خلالهم، وعن لسان غيرهم، وهي أحاديث ذات شجون كبيرة تنمّ عن مصداقية الأحداث التاريخية.

منذ طفولتي كان جلّ اهتمامي كتابة الشعر النبطي، وشاركت في العديد من الدول العربية، وأقمت أمسيات شعرية كثيرة، ثم أصدرت ثلاثة دواوين شعرية، وهي: "السيف"، و"البيرق"، "الكحيلة"، كما قمت بتأليف قصائد مسلسل تلفزيوني بدوي بعنوان: "العنود"، وشاركت في تحكيم عدة مهرجانات للشعر النبطي، ومؤخراً كانت لي مشاركة في مهرجان أدبي لاتحاد الطلبة في "حلب"، وكنت ضمن لجنة التحكيم، لكن فرحتي العارمة تكمن في أنني منحت وسام الاستحاق من المرتبة الأولى، وهذه الجوائز جعلتني أحمل مسؤولية الشعر والكلمة، وأبحث عن الصورة والدلالة في براكين اللغة المتفجرة في أعماق كل عربي سوري أصيل

في هذا الجو العابق بالهدوء والسكينة، كانت ولادتي في 21 من شهر أيار عام 1983، وبعد أن درست المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية بمدينة "السويداء"، كانت رحلتي مع الشعر الشعبي المبكرة قد أخذت طريقها، وكوّنت مخزوناً كبيراً من المحفوظات، ووجدت نفسي أكتب الشعر بأنماط مختلفة من الأدب الشعبي المعروف في "جبل العرب"، بلا شك كان لي تشجيع كبير من الطاعنين في السن المحبين للتراث من شاب في مقتبل العمر يقرض هذا النمط الشعري البدوي، لكن إصرار الأسرة والأهل والمحبين أن تكون شهادتي العلمية سياج موهبتي؛ لهذا طرقت باب جامعة "دمشق"، لأتخرج فيها بشهادة دبلوم في إدارة الأعمال والعلاقات العامة، وربما فتحت لي الجامعة الطموح الأكبر لأقوم بدراسة الماجستير في "روسيا"، واليوم أقوم بالتحضير لشهادة الدكتوراه، وأستعد للدفاع عنها في ذات البلد. وخلال متابعتي للدراسة قمت بافتتاح أول شركة إعلان مرئي في المنطقة الجنوبية صبغت بتقنية عالية. وخلال السنوات السبع الماضية تم تغيير نمط العمل واختلف الأسلوب والتقنية، ليتم افتتاح استوديوهات خاصة في "دمشق" لتطوير العمل والأداء؛ الأمر الذي دفعني إلى حضور العديد من المؤتمرات الاقتصادية في "سورية" و"لبنان" و"الأردن"، وغيرها».

عمر صالح الصالح

أما عن الجانب الأدبي والجوائز التي نالها، فأضاف: «منذ طفولتي كان جلّ اهتمامي كتابة الشعر النبطي، وشاركت في العديد من الدول العربية، وأقمت أمسيات شعرية كثيرة، ثم أصدرت ثلاثة دواوين شعرية، وهي: "السيف"، و"البيرق"، "الكحيلة"، كما قمت بتأليف قصائد مسلسل تلفزيوني بدوي بعنوان: "العنود"، وشاركت في تحكيم عدة مهرجانات للشعر النبطي، ومؤخراً كانت لي مشاركة في مهرجان أدبي لاتحاد الطلبة في "حلب"، وكنت ضمن لجنة التحكيم، لكن فرحتي العارمة تكمن في أنني منحت وسام الاستحاق من المرتبة الأولى، وهذه الجوائز جعلتني أحمل مسؤولية الشعر والكلمة، وأبحث عن الصورة والدلالة في براكين اللغة المتفجرة في أعماق كل عربي سوري أصيل».

"عمر صالح الصالح" رفيق دربه، أوضح قائلاً: «عرفت الأخ والصديق الشاعر "باسم غسان عمرو" منذ مدة طويلة، ومع بدايات وجوده كطالب في المدارس، كان يلقي القصائد الوطنية والرجولية التي هي من فيض موهبته، لكن ما يلفت الانتباه أن صوته وحضوره المسرحي يجعل المتلقي في استقطاب، ويجعله يعيش بين حروفه وكلماته، حيث جاءت انطلاقته مع انتشار أجهزة الاتصال المتعددة، لهذا قلما تجد الآن طفلاً لا يحفظ قصائده ويرددها، وبدوره قام بتصوير العديد من قصائده، حتى خاض تجربة كتابة الأغنية الشعبية، وقدم لعدد من الملحنين أغاني وطنية جميلة، إضافة إلى وجوده بين الأوساط الثقافية، وعلى مسارح العديد من المحافظات السورية والدول العربية. يبحث دائماً عن الفكرة ذات القيمة المضافة التي تواكب اللحظة الراهنة في شعره، لذا نجد صوره الشعرية مبنية على تموجات وجودية بين اللحظة المواكبة للحدث، وبين الانفعال الذاتي لتصوير واقع ما، وربما هذا ما دفعه إلى البحث عن مفردات كثيرة في جوانح اللغة وبطون مراجعها.

جانب من جوائزه

يقول في إحدى قصائده:

الشاعر باسم غسان عمرو

"مـا كل من شـد القوافـي تـأدب... ولا كل من لف العمامة غدا شيخ

ولا كل من حاز القناعة تعصب... ولا كل من علا وصل للشماريخ

ولا كل كامـي بين ربعـه تعذرب... ولا كل نجمٍ لو سطع بات مريخ

ولا كل من شـهد المعامـع تعذب... ولا كل طيرٍ لحمه يطيب بالسيخ

ولا كل سيفٍ لو هوا من الدما غب... ولا كل رجلٍ تذكرنّـه تواريخ"

وربما لا أكون مبالغاً إذا قلت إنه موهبة شعرية وطاقة شبابية مهمة، في زمن قياسي حقق الحضور واكتسب الصفات التي يحملها من أراد الاستمرار في بحر الأدب والعلم معاً».