تتميز لغة وأحداث القصة القصيرة في "جبل العرب" بفنية درامية تتكأ على طبيعة المكان والبيئة، ما يجعل درجات الإبداع تسمو بين المتخيل الواقعي والمعيش السردي بلغة منسجمة مع جمال المكان وتأريخ اللحظة بحبكة فنية إبداعية

حول تأثير المكان بالقصة القصيرة في "السويداء"، مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 26 كانون الثاني 2017، التقت الأديب "جهاد الأحمدية" عضو "اتحاد الكتّاب العرب"، الذي بيّن قائلاً: «من ركائز القصة القصيرة المكان، وهو يفرض نفسه وخصوصيته في حيثياتها، وهو حاضر بشكله الواقعي والمتخيل، وقد نجد ذلك بارزاً في قصة "السويداء"، حيث يلعب المكان دوراً مميزاً في فنّ القصة الدرامي؛ فالطبيعة الجبلية من حيث الجغرافية والحالة الاجتماعية تعطي المكان شكلاً خاصاً، وهذا ما نجده موظفاً في القصة القصيرة؛ إذ كثيراً ما يتكئ كتّاب القصة على المكان ويحملونه أكثر مما يجب، وفي بعض الأحيان يكون مادة غنية في إثراء عملية القص، وهذا المكان يتغير في لعبة "الزمكنة"، من تقنية القصة القصيرة، وقد لا يبدو تأثير المكان الواقعي واضحاً في المكان المتخيل، ومع ذلك نستطيع تلمسه في ثنايا القصة التي يكتبها أدباء "السويداء"، خاصة أن هناك أدباء أكدوا على المكان بالعتبة النصية للأعمال الأدبية التي قدموها، أو العنوان، مثل: "سلاماً يا ظهر الجبل"، وهناك الكثيرون ممن جعلوا المكان الشخصية المحورية في العمل السردي».

من ركائز القصة القصيرة المكان، وهو يفرض نفسه وخصوصيته في حيثياتها، وهو حاضر بشكله الواقعي والمتخيل، وقد نجد ذلك بارزاً في قصة "السويداء"، حيث يلعب المكان دوراً مميزاً في فنّ القصة الدرامي؛ فالطبيعة الجبلية من حيث الجغرافية والحالة الاجتماعية تعطي المكان شكلاً خاصاً، وهذا ما نجده موظفاً في القصة القصيرة؛ إذ كثيراً ما يتكئ كتّاب القصة على المكان ويحملونه أكثر مما يجب، وفي بعض الأحيان يكون مادة غنية في إثراء عملية القص، وهذا المكان يتغير في لعبة "الزمكنة"، من تقنية القصة القصيرة، وقد لا يبدو تأثير المكان الواقعي واضحاً في المكان المتخيل، ومع ذلك نستطيع تلمسه في ثنايا القصة التي يكتبها أدباء "السويداء"، خاصة أن هناك أدباء أكدوا على المكان بالعتبة النصية للأعمال الأدبية التي قدموها، أو العنوان، مثل: "سلاماً يا ظهر الجبل"، وهناك الكثيرون ممن جعلوا المكان الشخصية المحورية في العمل السردي

القاص "إياس الخطيب" أوضح ارتباط الفن الدرامي بالجغرافية والأدب القصصي، قائلاً: «نرى تأثير البيئة والطبيعة الجغرافية والاجتماعية طاغية على أعمال الأدباء والمؤلفين الذي انطلقوا من هذه البقعة الجغرافية، وباعتقادي، فقد لعب عاملان أساسيان دوراً مهماً في ذلك، الأول: أن منطقة "جبل العرب" غنية بما تحتويه من مشاهد متعددة وممتعة بذات الوقت، من جبالٍ وسهولٍ وخضرةٍ وجمال طبيعة، ولهذا تأثيرٌ كبيرٌ في نفس الأديب عادةً، فينصرف بذلك عن التصنع في المعنى والتكلف في توظيف الكلمة، ونرى أدباً جميلاً يتميز بسلاسة الطرح والوصف؛ إذ إنّ صفاء الذهن بمنزلة نقطة الارتكاز الرئيسة في عملية التفكر لدى الإنسان. وهذا الصفاء ينعكس من البيئة المحيطة بالإنسان، التي يستلهمها من حواسه، وعلى رأسها البصر والسمع. وهنا أيضاً نذكر مثالاً: أنّ الإنسان في الماضي ما كان يرى إلا نصف يومه، فتساهم فترة الليل التي يتعطل فيها البصر في تقويم البصيرة؛ وهي ما يستعيض عنها برسم لوحات أدبية تجسد الأفكار والمشاعر، ولا يعني ذلك أنه في وقت النهار يضجر البصر من رؤية الجدران والسيارات والتلفاز وغيرها، بل يسترسل في السهول ليصطاد معه شوارد الذهن وأوابد الأفكار؛ وهذا هو تفسير الراحة النفسية التي ينعم الإنسان بها عند الجلوس أمام البحر أو على الأرض المنبسطة، حيث ينطلق الطرف بلا ارتداد، ويمكن قياس ما سبق على السمع أيضاً».

الأديب جهاد الأحمدية

وتابع "الخطيب" بالقول: «لذلك، فلا عجب أن تتميز نصوص هؤلاء الأدباء بأنها نصوص متماسكة تستجمع المعاني بأقل الألفاظ، ونذكر من بين هؤلاء الأدباء، القاص والروائي "وهيب سراي الدين". أما العامل الثاني -برأيي- فيتعلق بالغنى أيضاً، لكن هنا ننتقل من الغنى الذي تحمله طبيعة "جبل العرب" بسهولها وأنهارها وجبالها، إلى غنى وأصالة العادات الاجتماعية التي تتمتع بها هذه الرقعة الجغرافية؛ إذ نجد أيضاً عند معظم القاصين، بل ربما كلهم تأثير هذه العادات التي ولدوا وهم يعايشونها ويلمسونها بكافة حواسهم، ونرى تأثيرها بأعمالهم بوجه مباشرٍ أو غير مباشر، ليخرج العمل الأدبي مفعماً بالكثير من الشحنات العاطفية والدفقات الوجدانية التي تخرج من قلم المبدع، نظراً إلى ما عايشه في سنواته السابقة، التي سبقت بداية كتابته لعمله الأدبي والقصصي على وجه الخصوص؛ إذ إنّ القصة والرواية عادة تتسع لما يودّ المؤلف البوح به، فتحمل الكثير من الوصف، شرط أن يوظّف القاص هذا الوصف لخدمة النص».

القاص إياس الخطيب