تجد لغته الشاعرية الشعرية بصور وانزياحات واضحة في مسارها السردي، فقد أغنى الأديب "باسم عبدو" المكتبة العربية بالعديد من المجموعات القصصية والروايات، إضافة إلى مقالاته النقدية والفكرية، وهو يستأثر بالتجريب في الأجناس الأدبية التي يكتبها من قصة ورواية.

حول التجريب عند الأديب "باسم عبدو"؛ مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 20 تشرين الأول 2014، التقت الناقد والكاتب الدكتور "عاطف عطا الله البطرس"، فبيَّن قائلاً: «أحد الحوامل التي تقوم عليها مجموعة تورق ذاكرتي لـ"باسم عبدو" إضافة إلى محاولات التجريب المقنونة التي لا تخرج به إلى فضاءات تحطيم أسس ومقومات النوع، كما يذهب بعض القصاصين تحت مسمى الحداثة وما بعد الحداثة، وهم بعيدون عنهما، أما الحامل المميز في هذه المجموعة فهو استخدام خاصية من خصائص لغة الشعر في السرد، وما يمكن أن يطلق عليه "شعرنة" السرد، وهذه الظاهرة تأتي في سياق عملية تجريبية مرجعيتها النظرية تداخل الأجناس، حيث يستضيف الكاتب أحد العناصر البنائية من جنس أدبي ويدخلها في جنس آخر، وهذا العمل يجمل الجنس ويجعل صدره أرحب لتقبل التنوع، ولكن الخطورة في هذه العملية هي أن تتماهى الحدود الفاصلة بين الأجناس لأن القصة قصة والشعر شعر، فاستضافة "باسم عبدو" في مجموعته "لغة الشعر" لم تتجاوز حدود العملية التي تقتضيها بنية القصة بمعنى أنه حافظ على مقومات العملية السردية».

أحد الحوامل التي تقوم عليها مجموعة تورق ذاكرتي لـ"باسم عبدو" إضافة إلى محاولات التجريب المقنونة التي لا تخرج به إلى فضاءات تحطيم أسس ومقومات النوع، كما يذهب بعض القصاصين تحت مسمى الحداثة وما بعد الحداثة، وهم بعيدون عنهما، أما الحامل المميز في هذه المجموعة فهو استخدام خاصية من خصائص لغة الشعر في السرد، وما يمكن أن يطلق عليه "شعرنة" السرد، وهذه الظاهرة تأتي في سياق عملية تجريبية مرجعيتها النظرية تداخل الأجناس، حيث يستضيف الكاتب أحد العناصر البنائية من جنس أدبي ويدخلها في جنس آخر، وهذا العمل يجمل الجنس ويجعل صدره أرحب لتقبل التنوع، ولكن الخطورة في هذه العملية هي أن تتماهى الحدود الفاصلة بين الأجناس لأن القصة قصة والشعر شعر، فاستضافة "باسم عبدو" في مجموعته "لغة الشعر" لم تتجاوز حدود العملية التي تقتضيها بنية القصة بمعنى أنه حافظ على مقومات العملية السردية

مدونة وطن "eSyria" التقت أيضاً الكاتب الروائي والقاص "باسم عبدو" عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب، فكان الحوار التالي:

الناقد الدكتور عاطف عطا الله البطرس

  • كيف يصف الروائي والقاص "باسم عبدو" المشهد الثقافي اليوم؟
  • ** في الحروب تتكاثف الغيوم ويزداد هبوب العواصف، كما يجري الآن ومنذ ثلاث سنوات ونصف السنة في "سورية" والمنطقة. والثقافة في ظل ما هو قائم لا تبتعد كثيراً عن السياسة، بل هي الوجه الآخر المعبّر عما يجري. وإن إفرازات الأزمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية خلطت الكثير من الأوراق، وأدَّت إلى تشابكات في هذا النسيج المعقد.

    الأديب باسم عبدو

    إن المشهد الثقافي الآن يختلف عما كان عليه قبل الأزمة، فقد أصيب بالوهن والارتباك لأسباب عديدة منها: التبدلات الديمغرافية في "سورية"، والتداخل السكاني والمجتمعي الجديد، وانقسام أصحاب الأقلام، وعدم القدرة على فصل الحَبَّ الصافي عن الزّؤان عند بعض "المتنرجسين"، إضافة إلى الوضع الأمني في البلاد وانقطاع الصلات بين الجهات الأربع، وإن الوصول إلى أية منطقة كان مغامرة ولا يزال في بعضها يمثل صعوبة ومخاطرة.. ورغم تعدد المعوقات، تشهد المراكز الثقافية في مناطق ومدن عدة نشاطات ثقافية يومية تقريباً، لكن قلة المشاركة من الكتاب والجمهور يعود للأسباب المذكورة وغيرها. وللإنصاف وقول كلمة حق، نفَّذت وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب ومؤسسات أخرى حزبية وثقافية نشاطات تسجل لها، من الندوات والحوارات والمحاضرات والمشاركة الجيدة من جمهور سياسي ومن الكتاب والصحافيين والمهتمين، شارك في معظمها كتاب وباحثون وأدباء من دول عربية شقيقة.

  • صدرت لك مجموعة قصصية بعنوان "تورق ذاكرتي" وهي صادرة عن اتحاد الكتاب العرب عام 2013، ماذا تقول عنها؟
  • من مجموعاته القصصية

    ** لاقتْ هذه المجموعة الاستحسان من كتاب ومتلقين وهي تحتل الرقم سبعة، يضاف إلى هذا الرقم أربع روايات، ونشر عنها مقالات وقراءات نقدية عديدة في المجلات والصحف السورية، وأقيمت أكثر من ندوة حولها في المراكز الثقافية بـ"دمشق". ورأى كتاب ونقاد أنها تضمّ قصصاً ترتكز على عناصر بنائية حديثة، من حيث اللغة الشعرية الكثيفة المعبرة ووجود الرمز والنهايات المغايرة والدلالة.. وعليك كصحفي وكاتب أن تتابع ذلك لأنني لا أستطيع أن أقدم لك أكثر من ذلك عن مجموعتي، خوفاً من اتهامي بمن يحمد نفسه أو يصفني بالكاتب المغرق بالذاتية أو الغارق بالنرجسية.

    إن 23 قصة قصيرة، و8 قصص قصيرة جداً، في 180 صفحة من القطع الوسط، عبَّرت عن واقع الناس وحياتهم وهمومهم وأحلامهم، وعما يجري في الوطن، وعن معاناة الشعب الفلسطيني والصراع داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه، وقضايا اجتماعية وفكرية كثيرة وأدبية وسياسية.

  • أنت عضو مكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب، ما زالت إصدارات اتحاد الكتاب مستمرة رغم الضائقة الاقتصادية؟
  • ** في الحقيقة اتحاد الكتاب العرب مؤسسة ثقافية ونقابية لها شخصية اعتبارية، تدير نفسها بنفسها بعيداً عن التدخل المباشر في شؤونها الداخلية، مضى على تأسيسه 45 عاماً، وهو يموّل نفسه وله موازنته السنوية وميزانيته وخطته الشاملة في التنظيم والنشاطات والإصدارات لجميع الأجناس الأدبية.

    ويسير الاتحاد على خطة سنوية على جميع المستويات، ويقوم المكتب التنفيذي بمراجعتها وتقويمها، وكذلك تعمل الفروع الأربعة عشر في المحافظات، وعنده طاقم واسع من الموظفين والعاملين في المركز والفروع، وعنده استثمارات توقف بعضها وبعضها تراجع مردوده بسبب الأزمة، ولكن الاتحاد يمتلك ركائز مادية شبه ثابتة لتغطية حاجاته، من أجور ورواتب للعاملين والمتقاعدين ومخصصات النشاطات؛ وليس لهذا مثيل في اتحادات وروابط الكتاب العرب، وحتى في الدول المتقدمة.

    ورغم الأزمة ونتائجها المدمّرة، يصدر الاتحاد 50 أو 60 كتاباً كل سنة، من الروايات والدراسات والقصص والمجموعات الشعرية، وكتب للأطفال والترجمة، والكتب النقدية، عدا سبع دوريات أسبوعية وشهرية وفصلية لم تتوقف أبداً خلال هذه الفترة.

  • أنت كأديب معاصر ومتنور وتعمل في مختلف ميادين الأدب، هل ترى التجريب ضرورة؟
  • ** التجريب أساسي في العملية الإبداعية كي يكتمل الإنتاج الأدبي في الرواية والقصة والشعر، وهو يعني أن يأتي الأديب دائماً بالأفضل وأن يضيف إلى فنّ أي جنس إبداعي عناصر جديدة تضفي على النص الجمال وتجعله يزداد غنى وتطوراً، وبدوري أحاول في نتاجي أن أبحث عن إضافات في تقنيات القصة والرواية، واكتشاف ذلك من مهمة النقاد من خلال قراءاتهم النقدية ومقارنتهم بين هذه المجموعة أو تلك من إصدار أول مجموعة لي عام 1991 حتى "تورق ذاكرتي"، وأيضاً بين هذا القاص وذاك في "سورية"، وفي بعض البلدان العربية، وإجراء مقاربة في البناء الفني لمعرفة هذه الإضافة من جهة، ومن جهة ثانية للموازنة بين القديم والجديد. والسؤال: هل الأديب يواكب التطور الثقافي والفكري والمعرفي، أم لا يزال يسير في الطريق نفسه قبل ربع أو نصف قرن؟

  • هل من كلمة تعبر بها عما يختلج في داخل الأديب "باسم عبدو"؟
  • ** سخونة الحالة الثقافية، واختلاط الدماء بحبر الكتاب، يستدعي من الأدباء وأصحاب الأقلام، ألاَّ يكتفوا بمراقبة ما يجري في ساحات المدن والقرى، وعليهم ألاَّ يصرخوا كثيراً دون تحقيق أية فائدة؛ فالصراخ في ظل ما يجري من عدوان على "سورية"، وتحالفات دولية وإقليمية، وهابية، إخوانية، ظلامية، لا يحقق ما تحتاجه "سورية" الحبيبة التي يحاول هؤلاء أن يذبحوها من الوريد إلى الوريد إن استطاعوا، لكنَّ جيشنا الباسل وشعبنا الأبي الصابر يصدّ العدوان ويطارد فلول الإرهابيين ويواجه الدول الداعمة لهم. وقد أفشل الكثير من مخططاتهم القديمة الجديدة التي خرجت من أرشيفهم الهدَّام بهدف التخريب والتفتيت والتقسيم.