ثقفت نفسها منذ نعومة أظفارها من مكتبة والدها، كتبت الشعر بمحاولات عفوية، المرأة والوطن أهم ما دونت في كتاباتها، هي الشاعرة "سناء الصباغ".

عنها قالت الأديبة "سعاد مكارم": «تعتبر من القاصات الشابات لمست بها النبوغ عندما كانت تلميذتي في المرحلة الابتدائية؛ حيث تميزت صورها أكثر من زميلاتها، تمت متابعتي لها من خلال مسابقات الرواد حيث استطاعت الحصول على مراكز متقدمة، الآن كتاباتها تتميز بقراءات للمرأة وإظهارها كإنسانة قوية وليست ضعيفة، فهي تريد من خلال كتاباتها أن تبين القدرات الفكرية للمرأة، وكمثال يظهر ذلك من خلال قصيدة "لبوة الحرف"، هي مجتهدة تحاول أن تتطور دائماً، وتجدد نفسها، هي دائماً متفوقة حتى على ذاتها».

تعتبر من القاصات الشابات لمست بها النبوغ عندما كانت تلميذتي في المرحلة الابتدائية؛ حيث تميزت صورها أكثر من زميلاتها، تمت متابعتي لها من خلال مسابقات الرواد حيث استطاعت الحصول على مراكز متقدمة، الآن كتاباتها تتميز بقراءات للمرأة وإظهارها كإنسانة قوية وليست ضعيفة، فهي تريد من خلال كتاباتها أن تبين القدرات الفكرية للمرأة، وكمثال يظهر ذلك من خلال قصيدة "لبوة الحرف"، هي مجتهدة تحاول أن تتطور دائماً، وتجدد نفسها، هي دائماً متفوقة حتى على ذاتها

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 3 نيسان 2014 الأديبة "سناء الصباغ"، وكان الحوار التالي:

سناء صباغ

  • متى كانت بداياتك مع الشعر؟ وهل تذكرين أول شيء خطه قلمك؟
  • ** بدايتي مع الشعر كانت محاولات لشعرنة قصصي القصيرة، وكنت أحمّل قصصي الوجدانية كثيراً من الصور والمجازات في قوالب شعرية، أول مقطع بسيط كتبته لم أتوقع أن يسمى شعراً كانت محاولة عفوية بسيطة، فكتبت:

    من إصداراتها.

    "في لحظات أرق

    أحد دواوينها الشعرية

    نفدت أسراب النجوم كلها ولم أنم

    ونما عشب الانتظار على وسادتي مروياً بدمي

    رحت أعجن الوقت وأطحن الثواني برحى ألمي

    فلا السهاد هاجر مقلتي ولا أسفر عن نجمة الصبح حلمي".

    الفضل الأول بالمخزون اللغوي المحفوظ في اللا وعي عندي يعود إلى قراءاتي المبكرة من مكتبة والدي رحمه الله الضخمة والقيمة، فقد كان يحفزني على القراءة حتى قرأت كتباً أكبر من عمري آنذاك، كرواية "الحصن" الروسية الضخمة بجزئيها والتبغ، ومجموعة "الملهاة الإنسانية" لبلزاك، و"نجيب محفوظ"، "إحسان عبد القدوس"، وغيرهم الكثير.

    * بماذا تعرفين الشعر؟

    ** الشعر هو حالة وجدانية سامية لا يصل إليها كل من حمل قلماً، الشعر هو حالة انفصال عن الواقع، وتحليق في سماء الأبجدية بجناحي الحرف والمشاعر الإنسانية، ولما كان الشعر كلمة مشتقة من الشعور؛ فوظيفته زرع أحاسيس معينة في قلب المتلقي، وجعله يعيش الحالة ويشعر بها.

  • أي نوع من الشعر تكتبين؟ وما الأسلوب الذي تعتمدينه في كتابتك؟
  • ** أكتب قصيدة النثر وأحياناً قليلة أعتمد التفعيلة، أفضل لقصيدتي أن تكون متحررة من كل القيود، متمردة على الأوزان والقافية، تقفز فوق بحور الشعر، أفضل أن يكون بطل قصائدي هو الحرف، وبراعة الصورة وقوة اللغة، لا أعتمد أسلوباً معيناً للكتابة ولا وقتاً محدداً؛ أنتظر الحالة لتأتي وحدها على جناحي قصيدة، فتنزف حروفي ذات حلم لتشظي بياض الصفحة.

  • ما هي أهم الأمور التي تركزين عليها في كتاباتك؟
  • ** أركز غالباً في كتاباتي على المرأة والوطن رغم أني لا أرى فاصلاً بينهما، فالمرأة هي الوطن بالنسبة إلى آدم زوجاً كان، أم ابناً، أم أباً، أم حبيباً.

  • الوطن ماذا يعني لك؟ وهل كان له نصيب ضمن كتاباتك؟
  • ** لا شعر من دون الوطن، ولا أدب من دون حروف الوطن، ومن لا وطن له لا هوية له ولا لحروفه.

  • ما هي أهم إصداراتك وماذا تضمنت؟
  • ** أصدرت مجموعة قصصية بعنوان "إلى آدم فقط" سلطت فيها الضوء على نماذج من آدم السلبي، ولمن اتهمني بالانحياز إلى المرأة، فقد نوهت في قصصي للمرأة العشيقة التي تخطف الزوج من عائلته، رغم تحمله لجزء كبير من الذنب، وأيضاً ذكرت الأم مربية وصانعة "سي السيد"، وكتبت عن بعض العادات السلبية في مجتمعنا وعن موروثنا الخاطئ في بعض القيم والأمور "خلفة البنات" كمثال، أصدرت أيضاً مجموعتي الشعرية الأولى "لبوة الحرف"، تحدثت فيها عن المرأة ودعوتها إلى التمرد على تفكير مجتمعنا الذكوري بامتياز، كقصيدة "رسالة إلى أنثى" كتبت فيها:

    "دعينا نمزق عتم شرانقهم

    ونطير إلى اللا منتهى بأجنحة من نور

    لنخرج من سجن التفاحة

    ونقطع ورقة التوت".

    وكتبت عن آدم بحالاته المتعددة "إلى جنتل مان، فارس بلا لون"، صورت العلاقة الجميلة الروحية بين آدم وحواء، وحالات الصد والرد والحب والشوق والكبرياء "لبوة الحرف"، أيضاً لم أنس الوطن المتمثل بكل الحروف، فكتبت "إلى سورية".

  • ماذا عن أهم مشاركاتك الأدبية؟ وما هي الجوائز التي حصلت عليها؟
  • ** شاركت في العديد من الأمسيات والمهرجانات الأدبية على مستوى "سورية"، كمهرجان "أم الربيعين" في "صافيتا"، ومهرجان "نيسان الثقافي" في "الرحيبة" مع الشاعر الكبير "عمر الفرا"، ومهرجان "رابطة الخريجين الجامعيين" في "حمص" 2008، مهرجان "ق.ق.ج" في "حلب" 2010، وأمسيات عديدة في "السويداء" و"دمشق وريفها"، حصلت على جائزة مهرجان دمشق للأدباء الشباب 2005 في القصة، وجائزة "مهرجان ربيع الأدب الرابع" 2008 في اليرموك.

  • كيف تنظرين إلى الكتابة؟ وهل لك خصوصية ما بطريقة التعامل معها؟
  • ** ليست خصوصية بقدر ما هي مزاجية حادة، فأنا أعترف بأنني مقلة جداً بالقراءة هذه الأيام وكسولة في الكتابة، لا أسعى وراء الحرف ولا أغري القصيدة بالقدوم، أدع القصيدة هي التي تسعى نحوي، فلم يحدث يوماً أن أمسكت قلمي وشنقته على بياض الصفحة وقررت أن أقترف القصيدة.

  • إلى أي حد تعتقدين أن مواصفات الشاعر لها خصوصية في مساعدته على لعب دور ما في الواقع والمجتمع؟
  • ** بالتأكيد للشاعر دور ومسؤولية تجاه مجتمعه بما يقدمه من حروفه التي تعكس تطلعاته وتوجهاته، وصدق انتمائه وقيمة مبادئه، وحروف الشاعر التي يحارب بها دفاعاً عن قضاياه الوطنية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، هي أضعف الإيمان، وأحياناً تكون كلماتنا كالرصاص تقتل بلا صوت، أو كالترياق تشفي الروح.

  • ما هي طموحاتك المستقبلية بالنسبة إلى عالم الكتابة؟
  • ** لا يوجد بصراحة طموحات معينة، أكتب كلما داهمتني حالة الكتابة، وإن لم تأتِ القصيدة وحدها لا أكترث للأمر، وكلما أصبح لدي مخزون من الحروف الشعرية أحفظها في خزنة صغيرة ملونة تدعى "ديوان"، وأستمتع بآراء القراء من مدح وقدح، وأحاول الاستفادة من بعض الآراء القيمة.

  • هل من إصدارات جديدة قيد الإنجاز أو قيد الإصدار؟ وعن ماذا تتحدثين فيها؟
  • ** لدي مجموعة جديدة قيد الطبع بعنوان "شظايا أنثى شظايا وطن"، أتحدث فيها ببعض المقاطع الشعرية والنصوص النثرية، من وحي الواقع الأليم الذي نعيشه، على جميع المستويات، تحدثت عن المرأة، الحب، الوطن، الياسمين، القهوة، صباحات الأمل، ومساءات الخيبة، عن شظايا أحلام الروح، وشظايا الياسمين الذي يمثل المرأة والوطن معاً.

    مختارات من بعض ما كتبت:

    "أحمق من يفرط بأنثى سكبت حروف ضعفها في سلة قوته على هيئة وردة اسمها أحبك

    أنا أنثى الحرف يا سيدي، فهلا سألت عصافير القصيدة عني؟!

    أنا أنثى الشعر رغم أنف قوافيك ورجولة بحورك في ديوان التمني...

    لوطني ذاكرة من ياسمين

    وللياسمين عطر من وطن".

    يذكر أن الشاعرة "سناء الصباغ" من مواليد "السويداء".