بين الحبكة الفنية واللغة المنسدلة في النص السردي، بدهشة القفلة وإبهار التعبير والوصف، خرجت المجموعة القصصية "سحر الكؤوس الفارغة" للقاصة "وجدان أبو محمود" إلى النور لتحمل أكثر من ست عشرة قصة قصيرة بمواضيع متعددة.

مدونة وطن "eSyria"، وبتاريخ 10 شباط 2014، التقت الأديب "موفق نادر" عضو اتحاد الكتاب العرب، فقال عن المجموعة: «تشكل مجموعة "سحر الكؤوس الفارغة" خطوة متقدمة في مشروعها الأدبي، فهي تمتاز بأنها تكتب لغة مبسطة وذات مواضيع واقعية، واتساقات نصية منسجمة مع إيقاعها المركب، حيث تكمن جمالية القصة القصيرة في مجموعتها لأنها تحمل هموم الواقع المتزامن مع الزمن الآني وهي ترتقي بفن القصة القصيرة إلى القول، حينما تجسد تعريفها بأنها فن قولي درامي، وبين المتخيل والمعاش هناك دلالات أدبية وعبور نحو جسر الأدب المتقن بطريقة درامية، وإن كانت تغوص في بحر العنونة بواسع طيف الفضاء، لكنها تحمل مضمراً في كل عنوان إضافي إلى العنوان الرئيس، وفي مجموعتها الأخيرة تقدمت على سابقاتها من المجموعات بميزات تخيلية وأفكار ثقافية ولغة تعبيرية».

ليس سوى إله من يرتب في تأنٍ كؤوسه على رفوف الظمأ فينا، واحداً واحداً، فيشعل الروح وجداً إذ يملؤها، ويتملى بشعلتها الخابية إذ بأنفسنا نخليها مما سكب، ويحزن، تاركاً ضوء عينيه على زجاج كؤوسنا الفارغة

استهلت القاصة "وجدان أبو محمود" الحديث عن مجموعتها بالقول: «ليس سوى إله من يرتب في تأنٍ كؤوسه على رفوف الظمأ فينا، واحداً واحداً، فيشعل الروح وجداً إذ يملؤها، ويتملى بشعلتها الخابية إذ بأنفسنا نخليها مما سكب، ويحزن، تاركاً ضوء عينيه على زجاج كؤوسنا الفارغة».

الشاعر موفق نادر

وفي حوار معها عن مؤلفاتها كانت إجاباتها:

  • ما الدلالة القصصية في إضافة عنوان إلى عنوان ضمن كل قصة من قصص مجموعتك "سحر الكؤوس الفارغة" الجديدة؟
  • الأديبة القاصة وجدان أبو محمود

    ** في الحقيقة لم يكن القصد من وضع عنوان جانبي مرافق لعنوان القصة الأصلي هو إضافة فرعي إلى أساسي أو العكس بما تحتمله مفردة إضافة من معنى، إذ إن الهدف غير المعلن يكمن في موضعٍ ما في إدراج القصص الست عشرة في حبكة قصصية واحدة فرضها العنوان العريض للمجموعة "سحر الكؤوس الفارغة" وذلك ما شرحته التوطئة: "ليس سوى إله من يرتب في تأنٍّ كؤوسه على رفوف الظمأ فينا واحداً واحداً....."، باختصار تم تصنيف النفسي الإنساني وفقاً للروحي الإلهي.

  • بين أعمالك السابقة واليوم ما الجديد في رؤيتك للقصة القصيرة؟
  • العمل المدروس

    ** أنا مازلت أنا، الهاوية، العاشقة لوقع الحرف يدوّي نغماً في صمت الورق، والقصة القصيرة لا تزال عندي جمالاً وفَرادةً ودهشةً ولحظة إبهار تستحق التخليد.

    المتغير الوحيد بعد هذا الوقت هي زاوية الرؤية؛ فكما هو الحال لدى كل الناس تنقلني الخبرة والتغيرات الفكرية والنفسية والعاطفية وتجدد القناعات وتطورها -شئت أم أبيت- من نقطة قلقة في مسار الوجود إلى أخرى مستقرة لا تلبث بحكم اتساع المعرفة أن ترتبك لتدفعني إلى ثالثة أرحب... وهكذا. القصة القصيرة كما كانت لديَّ دائماً إعادة إنتاج المألوف لإخراج الحدث اللا مألوف.

  • بعد أربع مجموعات قصصية ومساهمات أدبية، ماذا أضافت إليكِ "سحر الكؤوس الفارغة"؟
  • ** "سحر الكؤوس الفارغة" بالنسبة إلي خلاصة حياة وتطور وتجديد تماماً كسابقاتها، المختلف فيها أن قيمتها تكمن في منح ثقل أكبر لوجودي الأدبي وأعتقد لولا هذا الأمر لما كنت اعتبرت نفسي أتقدم حيث إن الإنسان "اللا متقدم" من وجهة نظري أو الثابت على نجاح هو بالمحصلة إنسان مفلس، أتمنى ألا أكون من المفلسين يوماً، على الأقل أدبياً.

  • ما تأثير القصة القصيرة على روح السرد والتشكيل في فن القول الدرامي؟
  • ** اللغة بحد ذاتها هي الروح، إنها البصمة والطابع ومرآة تعكس تشكيل الحياة فنياً، ومن المعروف أن اللغة تختلف بشكل ملموس بين الأجناس الأدبية ولا سيما بين فن سردي وآخر، وهنا أعترف أنني ممن لا يؤطرون أنفسهم طويلاً ضمن لغة الجنس الواحد حتى إنك تقرأ في كتاباتي الجمل الشعرية والأخرى الطويلة ذات النفس الروائي.

    وتبقى اللغة في أيِّ حالٍ الغلاف الذي يتولى إخراج الفكرة بالشكل الأكثر إدهاشاً وإقناعاً وإتقاناً، والنبض الذي يُصعِّد في القارئ فورة الحدث، والنَفَس الخفي العالق بمهارة بين خيطان الكلام.