الملخص : على إيقاع الحب ضبطت قلمها لتنسج من حرقة الوجع فصلاً جديداً تعدّه "جهينة العوام" محطة في مشوار عشقها للرواية التي حملت الأمل والحلم بلا حذر.

في روايتها الأولى "تحت سرة القمر" تتفاعل مشاعر الخوف وترانيم اليأس لتقودنا إلى أيقونة الحب والأمل النابعة من روح أنثوية عامرة بالحنين لا تعرف الركون لواقع السواد، كيف كانت روايتها ابنة الواقع وما حملت من رسائل عناوين لحوار أجرته مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 كانون الأول 2013 للإضاءة على تجربتها الروائية والأدبية.

"تحت سرة القمر" رواية تكشف عن ذات أنثوية ذاهبة إلى مساحات لا نستطيع الذهاب إليها كل يوم وذلك عبر نسيج لغوي منفتح على تعاطي مرهف الإحساس مع الكلمة ومجازاتها، امرأة تفتح قلبها للحزن والحب والأمومة والفقد والخوف والدمار الذي تلحقه بنا الحروب ليس على الأشياء المادية فحسب بل على ذواتنا الإنسانية واللافت أن "تحت سرة القمر" هي الإطلالة الأولى لقمر روائية قادمة بقوة هي "جهينة العوام"

  • قيل إن بين النساء والرواية حالة من التزواج لأنهن بطلاتها بالضمير الحاضر أو الغائب، كيف اتجهت إلى هذا الفن بعد الشعر؟
  • الروائية جهينة العوام خلال حفل توقيع روايتها تحت سرة القمر

    ** الحب هو بطل كل الروايات وما المرأة إلا مولوده المدلل أعتقد أن التزاوج حاصل بين الإنسان والجمال والرواية، أما مبررات اتجاهي إلى الرواية فقد يكون بفعل شعوري بأن لدي المساحة لكل ما أريد قوله في الرواية تستطيع أن تخلق كل قصائدك دفعة واحدة، ولنقل إن الرواية هي وسادتك، صندوقك الأسود، لوحتك أغانيك، في الرواية يتمسرح الواقع بلغة الحرف ويصبح الكاتب سيد مسرحه فيستطيع أن يوجه حركة الواقع بلغة الحلم ويعيد خلقه من جديد.

  • الرواية عالم من الأحلام المنسية ينسدل مع أول حادثة تحاكيها الرواية هل كانت بالنسبة لك على هذا الحال؟
  • الروائي جهاد عقيل

    ** بل الرواية هي السماء التي ننتظر أن تقدم لنا أفق الرؤية علنا نرى المطر وقد سكبه الله في هذا الطين الذي يحتاج إلى هذا الدفق الحي فالحلم كما الأمل لا يجدر بهما الحذر.

  • الانعتاق من سجون الفكرة وحواجز اليأس فكرة عبرت عنها "سناء" بطلة روايتك ماذا حمّلتِ "سناء" من رسائل؟
  • روايتها تحت سرة القمر

    ** رسائل "سناء" كانت مطوبة للجمال والحب والياسمين والوطن والألوان لتقول: «من قال إن للألوان سن يأس؟ من شرّع وحكم بالموت على الأسود ليعلنه لون الحداد؟ من قال إن الأحمر والزهري والأصفر والأزرق ألواناً محكومة بنفاد الصلاحية؟ ومن أجاز النعتَ بالجهالة على كل لون يرتديه من تخطى عمره حاجز الخمسين؟ كأنما شرط العقلاء أن يجّردوا ذرات اللون المشعة ليرشح خالياً من الحياة، بارداً كالشيخوخة، مطروداً من الشغف، لماذا نستهجن مطلقةً ملونة؟ أرملة ملونة؟ لا تتشبهي بالحياة كوني الحياة، لك ولكل ما حولك».

    رسائل "سناء" كانت وصية كل أم لابنها أو ابنتها: "لا تتشبهي بالطفل، كوني الطفولة، لا تحاولي التشبه بالحب، بل كوني الحب، انزياح قارة عن إحداثياتها أقل كارثية من انزياح الإنسان عن إنسانيته، إياكِ أن تسمي مواعيد عشقك بفهارس الحروب، إياكِ أن تتذكري المدن بمجازرها لا تضعي ورداً على القبر بل ازرعي إلى جانبه ياسمينة وأرغمي الحياة على المرور".

    ** مزجت بين دراما الأحداث السورية وعلاقات إنسانية تتسع دوائرها وتضيق على ترانيم الحرب كيف عبرت إلى خيار المحبة، ولماذا؟

    ** خوفي على بلدي لا يجعلني أنكفئ بل يدفعني إلى مواجهة هذا الظلام بكل ما أوتيت من حب ومن الرواية اقتبس: «هذا الإثم الذي تنشره الحروب لا يمحوه إلا الجمال والخير والحب حين شفّ الألق على وجه أمه، جاب الياسمين المدن بحثاً عن عطر، وترك أصابعه في "دمشق" تدق مسامير الدهشة في رئة الشحوب، ترمم الأمل المقصوف بالتهم، هم المنحدرون من أفخاذ قبائل القتل، من بطون الجياع ووجهك شهي القضم، كثيف الغواية، مشبع السحر محلى بالجنون، مثخنة أنت يا"شام" بأنات الرحيق، منذ عرفناك ونحن المكلفون استسقاء الشجن ثمة اقتباس منذور بين وجهك والقصيدة، نأيتِ بشمسك إلى حيز الطفولة وابتكرتِ حروبك للحياة يا "شام" يا سكينة الصاعقة اطمئني لن أخونك في الغياب أدخلي تحت جلدي لن يطال جبينك المارقون، اتلي على مسامعنا بيان انتصار فالصبر حجة العاجزين، والتصفيق كمين الأكفان خلف الكواليس يا أبناء "الشام" يا أبناء الحياة،لا تليق بكم خيام المشردين الفلاش صياد جوائز، وأنتم أمامه طريدته الأشهى لا نبض على الخط الفاصل بين العتم والعتم جذّف بإيمانك وما تستحق، فالوهم نزيل أقبية الطغاة، ومدائن الجناة تتواطأ مع سواطير التشفي لتروي غليلها من دم الأبرياء، تحت خط النظر خلقنا، كأننا زلة خطيئة، لن تحرفوا ناصية السفينة بما أرقتم من غدنا، فبين فكيّ الليل تتنزه الأحلام تحت سرة قمر دمشقي الهوى، اقرضيني يا "شام" كأس توت، هكذا يطيب لذاكرتي الهلاك بكِ" أيها الموت كفاك بيننا حياة».

  • "تحت سرّة القمر" روايتك الأولى هل كانت أولى ظهوراتك الأدبية الروائية أم هناك إنتاجات سابقة لم تطبع؟
  • ** "شال الياسمين"هو كتابي الأول صدر في "بيروت" يقع في ثلاثة أجزاء: شعر، خواطر، حوارات بين "ديموزي وعشتار".

    ذات أنثوية ونسيج لغوي منفتح تناوله الروائي "جهاد عقيل" في حديث محوره روايتها تحت "سرة القمر" وقال: «"تحت سرة القمر" رواية تكشف عن ذات أنثوية ذاهبة إلى مساحات لا نستطيع الذهاب إليها كل يوم وذلك عبر نسيج لغوي منفتح على تعاطي مرهف الإحساس مع الكلمة ومجازاتها، امرأة تفتح قلبها للحزن والحب والأمومة والفقد والخوف والدمار الذي تلحقه بنا الحروب ليس على الأشياء المادية فحسب بل على ذواتنا الإنسانية واللافت أن "تحت سرة القمر" هي الإطلالة الأولى لقمر روائية قادمة بقوة هي "جهينة العوام"».

    "جهينة علي العوام" مواليد "السويداء" درست في كلية الحقوق جامعة "دمشق" كتبت في مجلة "أوروبا والعرب"، و"بورصات وأسواق"، و"البناء اللبنانية".