ولد في بلد الزجل "لبنان" وعاش طفولته في منطقة جبل الشيخ وبالتحديد في "عين الشعرا"، وتميز من الصغر بصوته الجميل ومع تأثره بشعراء المنطقة والبيئة من حوله نظم شعر الزجل.

الشاعر "بسام حمدان" شاعر زجل متميز، قدم إلى محافظة "السويداء" للعيش فيها منذ عام 2007م واختلط مع شعراء منطقتنا وشكل مع بعض الشعراء ثنائيات شعرية أدهشت الحضور في حفلاتهم وسهراتهم.

الزجل برأيي شعر وليد الكلمة يعتمد على وجود الند، وقد عانيت فترة من عدم وجود شعراء زجل لحفلات التحدي في المحافظة، التقينا مصادفة في إحدى الحفلات وكوّنا فيما بعد ثنائياً، وشاركنا في برنامج "أوف" في لبنان وهو تابع ووصل إلى النهائيات. في الجبل السائد هو الشعر النبطي ونحن قمنا بشيء جديد مع عدد من الشعراء، ومن خلال حفلاتنا عرفنا الناس شعر الزجل واستطعنا تكوين جمهور ذواق

مدونة وطن "eSyria" في لقاء مع الشاعر "بسام حمدان" بتاريخ 19 كانون الأول لعام 2013، أضاءت على أبرز محطات حياته من خلال اللقاء التالي:

الشاعر "بسام حمدان"

  • قبل أن نبدأ الحديث عنك، حبذا لو حدثتنا عن تاريخ الزجل في منطقة "جبل العرب"؟
  • ** مع توافد الشعراء من "لبنان وفلسطين"، وتوافد القبائل العربية إلى المنطقة منذ 40 عاماً، جاؤوا حاملين معهم تراث مناطقهم الذي تمثل بشعر الزجل، وبعد وصولهم واستيطانهم ونتيجة تأثرهم بالقبائل البدوية والعشائر المحيطة، ولأن تراث المنطقة الشعر البدوي النبطي وبحكم أقليتهم تأثروا بالآخرين، وأبدعوا بقصائد نبطية تفوقوا فيها على شعراء المنطقة، وأصبح هناك اضمحلال للزجل، علماً أن الزجل يبنى على بحور الفراهيدي، فأي قصيدة فن تغنى زجلاً وأي قصيدة نبطية تغنى زجلاً.

    الشاعر بسام مع الشاعر "صلاح الدين نوفل" وآخرين

    ظل هذا الشعر مهملاً حتى السبعينيات من القرن الماضي، حتى أصبح يتوافد إلى المنطقة شعراء لإحياء الحفلات وبدأ الناس يتأثرون بهم، كما أن المسافرين إلى لبنان تأثروا بشعراء الزجل فيها، ما أدى إلى ظهور هذا النوع من الشعر على ساحة الشعر السوري بالعموم وليس في منطقتنا فحسب.

  • علمنا أنك تتمتع بصوت مميز وجميل منذ الصغر وظهرت موهبتك في الشعر مبكرة أيضاً، فأيهما ساهم في نجاح الآخر الصوت أم الموهبة؟
  • ** أنا حاولت إيجاد علاقة تكاملية بين صوتي وشعري، مع العلم أن الصوت الجميل ليس شرطاً لنجاح الشاعر، فقد عشت طفولتي في "عين الشعرا" في "جبل الشيخ"، تأثرنا بمناطق "لبنان" والزجل مرغوب ومحبوب فيها بشكل كبير، إضافة إلى جو المنزل، فقد كان والدي متذوقاً للشعر، ودائماً تسمع في منزلنا أشرطة زجل، تأثرت بهذا الموضوع وساعدتني ذاكرتي الحفظية في اختزان مفردات عديدة وخزينة جيدة هيأت لظهور أولى بوادري الشعرية.

    شعر الزجل يحكي عن كل شيء في الحياة، وفتح عيوني على ثقافة جديدة، أهم شي فيه هو موضوع القصيدة غنيت للأم وللأعياد الوطنية، في البدايات كان والدي يساعدني في استكمال النواقص في شعري وفيما بعد أصبح من أكثر المعجبين بما أكتب، علماً أنني لم أتأثر بأحد فموهبتي فطرية وشعري هو بوح لما يجول في خاطري.

    بالنسبة إلى مسألة الصوت، فقد اكتشف أهلي جمال صوتي منذ الصغر وكنت أشارك في أعراس المنطقة بالغناء، ففي منطقتنا خليط ديني وثقافي منوع، هذا الأمر أعطاني الجرأة للوقوف أمام حشود كبيرة من الناس.

  • ما الذي يميز شعر الزجل عن باقي أنواع الشعر، وهل يستطيع الشاعر الفصيح أن ينظم قصائد زجلية؟
  • ** مفردات الشاعر إلى حد ما تؤثر في قصائده، مفردات الزجل سهلة وممتنعة وتحاكيك بلغتك وترسم صورة وخيالاً جميلاً، الشعر الزجلي عامي وباقي أنواع الشعر متخصصة، الشاعر الفصيح لا يستطيع كتابة شعر الزجل، الذي هو رسم بالكلمة ولغة التعبير المختصر، بينما لا يمكن الاختصار في باقي أنواع الشعر. وأشعر بأنني أحمل مسؤولية كبيرة وأفرح بسماع أصوات لشعراء زجل وأتمنى أن أرى شعراء جدد وموهوبين وأتمنى لقاءهم في أمسيات شعرية.

  • درست الهندسة الزراعية، ومع ذلك أثبتت نفسك بشعرك وأصبح لك جمهور ينتظر جديدك، لنتحدث عن الحفلات والأمسيات التي شاركت فيها؟
  • ** الدراسة لم تمنعني من تطوير موهبتي علماً أنني ابتعدت قليلاً عن الشعر أثناء الدراسة الجامعية، قبل دخول الجامعة وفي فترة الطفولة أقمت العديد من الحفلات والسهرات، وشاركت في احتفالات بقريتنا وتكريم ناجحين والأعراس، في المرحلة الثانوية زاد النشاط والتقيت عدة شعراء من عدة مناطق منها "يبرود" و"ريف دمشق"، وأصبح هناك احتكاك شعري أعطاني حافزاً أكبر على الإبداع، وازداد اهتمامي بالثقافة من شعر وروايات فهي مهمة لصقل الموهبة وإغنائها بالمفردات، قرأت الشعر الجاهلي وشعر التفعيلة وفي فترات الاستراحة من الدراسة كتبت الشعر، في فترة الدراسة الجامعية تفرغت للدراسة، رغم أنني شاركت في حفلات الجامعة حتى التخرج، مع استمرار المشاركة في أعراس البلد.

    سافرت إلى "لبنان" وهذا ما فتح أمامي آفاق جديدة للمشاركة في الزجل اللبناني والتقيت عدداً من الشعراء منهم: "طليع حمدان" و"موسى زغيب".

    كنت أعتبر نفسي موهوباً ولكن آراء الشعراء بما أكتبه أعطتني دافعاً وحافزاً وتوسعت مشاركاتي، وأصبحت هناك ثقافات متعددة ومحاكاة شعرية، واطلعوا على تجاربي وأعجبوا بها، شعري موثق وموجود والحفلات موثقة ومصورة أيضاً.

  • حصلت على "الدف الفضي" وهي جائزة برنامج "أوف" في لبنان، حدثنا عن المشاركة وماذا أضافت إليك؟
  • ** تم الإعلان عن برنامج أوف" للشعر الزجلي بتاريخ 3-8-2010 تقدمت للمشاركة وقبلت وتم تحديد موعد حفلة أولى، شاركت في البرنامج واستمر قرابة 10 أشهر، خلال هذه الفترة تعارفنا أنا والشعراء وكنا على احتكاك دائم وتواصل وخلال هذه الفترة أقمت 4 حفلات في "السويداء" في نادي "شهبا" الرياضي في 27-7-2010م، وقصر السنديان عام 2011م، ومجمع عشتار عام 2011م، وحفلة في "النبك" في آذار عام 2011م.

    برنامج "أوف" عرض على قناة لبنانية OTV بإشراف الشاعر "موسى زغيب" وتقدمنا 30 شاعراً، ووصلت إلى النهائيات أقمت 3 حفلات وحصلت على "الدف الفضي"، تقدم البرنامج على موسمين وكانت لجنة التحكيم تتألف من الشاعر "موسى زغيب" ود."كلوديا شمعون أبي نادر" مدققة لغوية، البرنامج قدم لي أشياء عديدة، قدمني إلى الجمهور وصقل موهبتي وعلمني وضع أسس وقواعد للكلمة، أي وضع النقاط على الحروف لشاعر، أعطاني أسس وقواعد للزجل من حيث الصياغة والكلمة وعمق المعنى وسلاسة الصور التي يقدمها الشاعر.

    الأستاذ "وجيه القنطار" مهندس زراعي ومهتم بالموسيقا وعازف عود، تحدث عن علاقته مع الأستاذ "بسام حمدان" بالقول: «أول حفلة تحدي للشاعر "بسام حمدان" كانت مع الشاعر "صلاح الدين نوفل"، كانت حفلة خاصة عند شخص من "آل أبي فخر" ضمت أكثر من 60 شخصاً، رافقته بعزف العود ولم يعرف أن الحفل تحدٍّ إلا قبل ربع ساعة، كل ما قاله ارتجالاً وفاجأ الجميع بموهبته وثقته بنفسه، شعره سلس جداً وفيه معانٍ قيمة، رافقته بأكثر من حفلة خاصة إحداها أقيمت في النادي الرياضي في مدينة "شهبا"، أتابعه دائماً في حفلاته فهو شاعر مميز، ومميز بشهادة لجنة التحكيم في لبنان، علماً أن هناك العديد من شعراء الجبل شاركوا في لبنان ولم يتابعوا، اهتم بالشعر الوطني من غير تزلف وتمجيد واهتم بالشعر الذي يهم المواطن نفسه ويحكي عن معاناته وتفاصيل حياته وهمومه، كما كتب عن الحب والغزل والرثاء».

    الشاعر "صلاح الدين نوفل" شاعر زجل، تحدث عنه بالقول: «الزجل برأيي شعر وليد الكلمة يعتمد على وجود الند، وقد عانيت فترة من عدم وجود شعراء زجل لحفلات التحدي في المحافظة، التقينا مصادفة في إحدى الحفلات وكوّنا فيما بعد ثنائياً، وشاركنا في برنامج "أوف" في لبنان وهو تابع ووصل إلى النهائيات. في الجبل السائد هو الشعر النبطي ونحن قمنا بشيء جديد مع عدد من الشعراء، ومن خلال حفلاتنا عرفنا الناس شعر الزجل واستطعنا تكوين جمهور ذواق».

    بقي أن نذكر أن الشاعر "بسام حمدان" من مواليد عام 1974م، وهذه واحدة من قصائده:

    "مساكي خير يسعدلي مساكي / السما قلقانة تتحظى برضاكِ

    وعلى جبين المجد لهفات طلوا / وبالسويداء وذابو في هواكِ

    بأرضك مــعقل التاريخ كلو / وبنات الفكر صورة عن غناكِ

    وقلك ما نـــشر أطياب فلــو / لـــو ما تغمري الفل بـــــشذاكِ

    تقلك عن وفاك إلـــــي بجلو / وتـــقلك ويـــن تجسد وفـــــاكِ

    فــــيك رجال كرمالك يصلو / حتى ترتــقي بــقمة عـــــلاكِ

    فــــيك ناس عنك ما تــخلو / ببياض يبدلو الأســود غــطاكِ

    اعتادوا الغاصب بأرضك يشلوه / قبل ما يفكر يعكر صفاكِ".