"مروان نوفل" أحد أبناء قرية "مردك"، شاعر يتمتع بالموهبة والثقافة الواسعة، ويعتبر أن التاريخ الحقيقي الذي وصل إلينا هو التاريخ الذي خلده الشعر بكل أنواعه وألوانه.

مدونة وطن "eSyria" التقت الأستاذ الشاعر "مروان نوفل" بتاريخ 20/9/2013 المولود في قرية "مردك" عام /1965/ فتحدث بداية عن الدافع الذي جعله يقرض الشعر "النبطي"، فقال: «كتبت الشعر متأخراً، وكانت المناسبة هي الغياب عن الأهل والأحبة لأول مرة في حياتي عندما سافرت إلى "لبنان"، ولم أكن راضياً عما كتبت حينها، فلم أكن أعرف قدرتي على كتابة الشعر "النبطي" على الرغم من حبي الشديد للربابة وشعرائها الكبار أمثال الراحلين "جاد الله سلاّم"، و"هزاع عز الدين"، و"زيد الأطرش"، حيث كنت متعلقاً كثيراً بهذا اللون من الموسيقا والغناء، ومازلت أحب هذه القصيدة التي فتحت لي آفاقاً جديدة في هذا المجال، ولا أعتبر نفسي شاعراً متفرغاً أو محترفاً، فكل ما أقوله هو هواية أحبها مثل الرياضة التي امتهنتها، ودراسة التاريخ الذي أتابع في بحثه منذ زمن طويل، وخاصة تاريخ الجبل والبادية وهو ما انعكس على أشعاري أيضاً».

يعتبر الأستاذ "مروان نوفل" من أوائل الشعراء في القرية الذين يقولون الشعر المحكي بألوانه المتعددة، وعلى الرغم من قلة إنتاجه إلا أنه يحرص على التميز فيما يكتب ويقول، وما يميزه أنه شاعر حقيقي وليس شاعر مناسبات

وعما يجعل الشاعر "النبطي" مشهوراً، وما يجب أن يقوم به ليصل إلى الناس، وعن شعره، قال: «الشعر "النبطي"، وشعراؤه في الجبل قبيلة ليس لها قرار، فيها الكبار الذين أسسوا اللبنات الأولى للشعر "النبطي"، (وهم في أغلبيتهم أميين) ومازال الناس يحفظون أشعارهم على الرغم من مرور عشرات السنين، وكل التطورات العلمية والتكنولوجية، وكل هذا الكم من الشعراء الشعبيين في "الجبل" الذين حرص بعضهم على خط سكة مغايرة للأوائل ونجحوا فيها، وبعضهم لم يخرج من عباءة التقليد الأعمى. برأيي يجب أن تكون لدى الشاعر خلفية ثقافية تجعله قادراً على التجديد في الصور والمفردات والألوان الشعرية كذلك طريقة الإلقاء، لأن الشعر "النبطي" يعتمد بالدرجة الأولى على شخصية الشاعر في كيفية إيصال شعره إلى الناس، وأعتقد من وجهة نظري الشخصية أن الاهتمام بالتاريخ والبحث فيه وفي عوالمه يمد الشاعر بالكثير من القصص والحكايات فالتاريخ وقصصه اللا متناهية خلدها الشعر، فكان مرآته:

لقاء الشعر مع الموسيقا.

"يا كرم يلي تجلى بالحصافة / والثنى يبدا عن افعالك مســـــــــوكي

القلب دابــــه على ودك شــفافــــة / والـــجفن يشهى شخوصك والدروكي

"مردك" القرية التي احتضنت الشاعر.

يا صديقي ما على الدنيا حسافة / واللي يرجى سمعها وطي الشروكي

بالصفا ما حاشها ذرب الــــــشفافة / وبالكدر كل ملى منها الصـــكوكي"».

وعن الألوان الشعرية التي طرقها وأحس بأن الناس تتقبلها، ورأيه في الدراسات التي تحدثت عن الشعر "النبطي"، قال: «الأنواع الشعرية التي كتبتها دون قصد مني "الشروقي"، و"الحداء"، و"الهجيني" البدوية القديمة التي كانت فيما مضى من أكثر الأنواع انتشاراً بين الشعراء والناس التي تحفظها عن ظهر قلب، التي تتميز بالألفاظ الجزلة، والصور البيانية الخلابة، وحاولت في أشعاري عدم تقليد أحد، أو الاستعانة بالصور القديمة، ومحاولة خط أسلوب خاص بي بعيداً عن التقليد والمنافسة و"الشطط". أما فيما يتعلق بالدراسات عن الشعر "النبطي" فقد اطلعت على أغلبها ولست ضدها، لكن السليقة والفطرة والإحساس الداخلي التي كان يتمتع بها الشعراء الأوائل على أميتهم، والإيقاع الموسيقي السلس المتوازن لم يفقد هذا الشعر زخمه يوماً، وإلزام الشعراء الشعبيين بالعروض والتقطيع قضية تفقد هذا الشعر جوهره. وأعتقد أن الشاعر الشعبي بمقدوره تلمس أوجاع الناس، وتطلعاتهم وأحلامهم، فعندما غزت جيوش الغرب الصليبيين الجدد "بغداد" كان كل عربي يغلي من البحر إلى البحر، ومنهم الشعراء، فكتبت قصيدة بعنوان (بغداد) تقول:

"هبت هبوب الشر من صلبانها / بعد انخسف أيلول بي صلبانها

وتقاطرت يملي الحقد صلبانها / تحمل على شط العرب بالغــــــــــل

يا أم الشرق تنحر جرود ركابها / وأقدارنا كود انطوت بركابــــــــــــها

شهرين ويرود الـــــــحرم ركابـــــــــــــها / وبغداد تلــــحق قــــــــدسنا بالـــــذل"».

وفيما يتعلق بحياته الشخصية، وعمله الأساسي، تابع: «طوال دراستي وأنا مولع بالرياضة، وشغوف بالتاريخ، ومازلت وفياً لهما حتى اللحظة، فقد نلت شهادة الدراسة الثانوية، ودخلت معهد التربية الرياضية، وأعمل مدرساً رياضياً في المحافظة. وأنا واحد من الذين يعتزون بتاريخ أجدادهم، وأفخر بمواقفهم، لذلك تجدني أهتم بالتاريخ وبدراسته، وبمتابعة الرياضة لكونها هوايتي وعملي. وما يعزز هذه الأشياء لدي هي عزوبيتي، فأنا غير مرتبط حتى الآن».

الموسيقي الأستاذ "سيطان الشحف"، قال عن علاقته بالشاعر: «يعتبر الأستاذ "مروان نوفل" من أوائل الشعراء في القرية الذين يقولون الشعر المحكي بألوانه المتعددة، وعلى الرغم من قلة إنتاجه إلا أنه يحرص على التميز فيما يكتب ويقول، وما يميزه أنه شاعر حقيقي وليس شاعر مناسبات».