تميزت مجموعته الرابعة (إيقاعات ملونة) بالحب للوطن والمرأة والطبيعة والحياة، وللقصيدة لديه قالب متجدد من العمق والثقافة وإيقاع مملوء بالحب والرمز والدهشة والسؤال والمفاجأة.

مدونة وطن eSyria التقت الشاعر "إسماعيل ركاب" بتاريخ 13/6/2013 وكان الحوار التالي:

يبرز التميز في مجموعة الشاعر الأخيرة من التنوع في الأشكال الشعرية الطافحة بالحب للأرض والوطن والمرأة، فهو بدأ المجموعة بعدد من قصائد التفعيلة التي تمسك القارئ المتذوق للشعر حتى يدخله في ومضات شعرية شيقة فيها اللغز والرمز والسرعة والمفاجأة، ومن ثم ينقلك إلى الشعر العمودي بقصائد طويلة تتحدث عن كل ما ذكرنا من حب للوطن والمرأة التي تظهر أنوثة عذبة، وكبرياء وجمالاً. وفي المجموعة الأخيرة يظهر الشاعر مقدرة على التجدد الدائم

  • هل لك أن تحدثنا عن بداياتك؟
  • مجموعته إيقاعات ملونة

    ** ولدت في قرية " السويمرة" التي تقع على وادي "اللوى" الشهير، وإلى الشمال من مدينة "شهبا" في العام 1965، وتخرجت في جامعة "دمشق" قسم اللغة الإنكليزية، حيث عملت مدرساً في مدارس المحافظة حتى قدمت استقالتي لكي أتفرغ للشعر والقراءة والكتابة التي أعتبرها مشروعي الأساسي في الحياة، وبشكل عام كل مكان تسكنه يصبح ساكنك بكل التفاصيل، والشعر هواية تصقلها الأيام بالتعب والجهد والمتابعة، وعندما أحسست أنني قادر على اعتلاء صهوته تابعت الطريق بثقة الممتلك لأدواته.

  • كيف تختار عناوين مجموعاتك الشعرية، وبماذا اختلفت مجموعتك الأخيرة عن سابقاتها؟
  • ** العنوان عتبة الدخول إلى القصيدة، والقصيدة تختار العنوان الذي يناسبها. وقد تميزت مجموعتي الرابعة (إيقاعات ملّونة) بمستوى فني متقدم وبمجموعة من القصائد القصيرة جداً المتميزة.

  • ما هي طقوس الكتابة عندك؟ وما المحرضات؟
  • ** ليست لدي طقوس محددة للكتابة، فقد أبدأ قصيدتي وراء طاولتي وأكمل مراحلها بين الحقول والمراعي، أو أثناء عملي بين أشجار الحديقة وكرم العنب، ثم أرتب وأحذف وأستبدل وأخرج قصيدتي بشكلها النهائي في ساعات الصباح الأولى أو عند المساء، أنا مسكون بالعشق للمرأة وللحياة والطبيعة والأرض منذ يفاعتي، وهذه الأقانيم هي مصادر إلهامي.

  • في مجموعتك (إيقاعات ملّونة) تنوعت القصائد بين العمودي والتفعيلة والومضة، أين تجد نفسك في كل ذلك، وهل الفكرة هي التي تحدد نوع القصيدة؟
  • ** أجد نفسي في كل الذي ذكرت، فكل شكل من أشكال القصيدة له قواعده وضوابطه وأسراره. فما ينطبق على قصيدة التفعيلة لا ينطبق على القصيدة العمودية أو قصيدة الومضة والعكس صحيح. وأنا أفهم بشكل دقيق أسرار هذه الأشكال مجتمعة، ولا أعتقد أن الفكرة التي تحدد نوع القصيدة، فالمسألة في جوانية الشاعر.

  • أنت من القلائل الذين تصدوا لشعر الومضة ولديك عدد منها في مجموعاتك الثلاث، ما الشروط التي يجب أن تتوافر للشاعر حتى يكتب هذا اللون من الشعر؟
  • ** في الشعر لا يوجد شروط بل يوجد مقدرة على امتلاك الأدوات، وذلك ممكن من خلال القراءة الدائمة ومتابعة الإصدارات بشكل أسبوعي، وسأوضح لك مسألة بشأن الومضة، فالومضة هي قصيدة قصيرة جداً وقد تكون على الأغلب نثرية، أما الإيقاع فهو نغمة موسيقية، ومن هنا أخذت العنوان (إيقاعات ملّونة) أي قصيدة قصيرة جداً ومقفّاة وتتبع لشعر التفعيلة مع الحفاظ على القواعد التالية (اختصار- ثقافة- رمز- ترك شيء للمتلقي- إدهاش- مفاجأة- تعجّب- سؤال- حوار).

  • ما الذي حاولت إيصاله في مجموعتك الأخيرة، وأين الوطن في كل ذلك؟
  • ** في مجموعتي الرابعة ( إيقاعات ملّونة) الوطن حاضر من بداية المجموعة حتى نهايتها، وحتى القصائد التي يبدو أنها ذاتية أو وجدانية أو غزلية أو اجتماعية، ثمّ أنّ هنالك رسالة قدسيّة قيّمة أخلاقية يحاول الإبداع بكل أشكاله أن يوصل بعضاً منها.

  • ما هو جديدك الشعري مع نموذج من بعض الومضات؟
  • ** أشتغل الآن على إنهاء مجموعتي الخامسة والتي يمكن أن تعنون (إيقاعات ملوّنة 2) أو( جنون العاصفة) وإليك بعض النماذج:

    (نجمتان): زرعت عند قبر الشّهيد.. شتول القرنفل والأقحوان.. ذرفت دمعتين على تربه، صعّدت وهج قلب حزين.. يهدّ الجبال،

    ويغلق حتّى صخور المكان؟. هدّها الفقد في ليلة، شهقت...؛ بينما شعشعت بين قبريهما.. في السّما نجمتان!!

    (ترتيب): أرتبّ قلبي كما أشتهي، أو كما تشتهين.. وأفرش داري.. سجاجيد شوق، وأزرع ترب الحديقة.. ورد حنين..

    أقول: لعلّك.. في غفلة من عيون الزمان.. على ساحة القلب.. كوكب دفء.. تحطّين أو تشرقين!!

    الناقد الأدبي ومدرس اللغة العربية "حمد عرنوس" تحدث عن شعر الأستاذ "إسماعيل ركاب"، وخاصة فيما يتعلق بمجموعته الأخيرة فقال: «يبرز التميز في مجموعة الشاعر الأخيرة من التنوع في الأشكال الشعرية الطافحة بالحب للأرض والوطن والمرأة، فهو بدأ المجموعة بعدد من قصائد التفعيلة التي تمسك القارئ المتذوق للشعر حتى يدخله في ومضات شعرية شيقة فيها اللغز والرمز والسرعة والمفاجأة، ومن ثم ينقلك إلى الشعر العمودي بقصائد طويلة تتحدث عن كل ما ذكرنا من حب للوطن والمرأة التي تظهر أنوثة عذبة، وكبرياء وجمالاً. وفي المجموعة الأخيرة يظهر الشاعر مقدرة على التجدد الدائم».