"حسين ورور" شاعر سوري بدأ حياته الأدبية في سن مبكرة ليكون فيما بعد واحدا من الذين أسسوا "التجمع الأدبي" في السويداء، وليكون من الأدباء الذين عملوا على تشجيع الشباب بالتعلم والمتابعة.

يفتح صدره بعد صمت طويل لمدونة وطن eSyria التي التقته يوم السبت الواقع في 23/2/2013 وكان الحوار التالي:

تعود علاقتي به لسنين طويلة، وقد شدني إليه ثقافته وحسه العالي ونقده البناء والصريح غير المتكلف، وأشعاره المرهفة التي تحمل فكراً تقدمياً. وفي أحد الأيام تابعت لقاء مع الشاعرة "سهام الشعشاع" على إحدى الفضائيات العربية، قالت فيها أنها تدين بالفضل للأستاذ الشاعر "حسين ورور"، وهو ما شكل مفاجأة كبيرة للعارفين بمكانة "الشعشاع" الشعرية، وعندما استقبلناها في المركز الثقافي في "شهبا" تكلمت عن فضله الكبير. وفي مشغله بمدينة "شهبا" يستقبل المواهب الشعرية ويرعاها بشكل مستمر حتى ترى النور، وتشق طريقها بشكل صحيح وسوي، وهو ما يؤكد مكانة هذا الرجل الذي كان مشغله في يوم من الأيام واحة للكتاب والشعراء والمثقفين السوريين على اختلاف مشاربهم

*هل تحدثنا عن بداياتك؟

**ولدت في "ريف دمشق"، وتحديداً في "أشرفية صحنايا" عام 1944، ودخلت مدرسة الصناعة حتى بداية الصف السادس، وتركت المدرسة بحثاً عن مهنة دائمة، وتنقلت قبل أن أعمل في منطقة الجمارك في مصلحة الخياطة التي أمارسها باحتراف منذ ذلك الوقت إلى الآن، في ذلك الوقت كنا ننزل بالباص إلى العمل، وكانت تصعد معي صبية جميلة، كنا في الثالثة عشر يومها عندما بدأ الحب بيننا، والرسائل التي كنت أكتبها لها جعلتني ألتفت إلى معنى الكتابة والقراءة، والمنغصات التي صادفها حبنا الوليد جعلتني أكتب الشعر باكراً جداً، ودون أن أعلم عن البحور والتفعيلة أي شيء، كنت أكتب على سليقتي، وأمارس عملي بلا أي تفكير بما سيجري، حتى فرق الناس بين قلبينا الصغيرين، فكتبت قصيدة طويلة وبعثتها إلى إحدى المجلات المشهورة وكانت المفاجأة الكبيرة بنشر القصيدة دون أي حذف أو تحريف، وهو ما قلب حياتي رأساً على عقب، حيث حفظت بحور الشعر عن ظهر قلب، وعند دخولي الخدمة الإلزامية وبقائي لمدة خمس سنوات كاملة، تقدمت لنيل الشهادة الإعدادية ونجحت ، وفي السنة الرابعة نلت الشهادة الثانوية، وعملت صحافياً ميدانياً في جريدة "نضال الفلاحين" على يد الصحافي الكبير "سعيد أبو الحسن" الذي أسس الجريدة، وبقيت فيها حتى العام 1972، وبدأت كتابة الشعر والقصة القصيرة، وما زلت.

روايته الجديدة عبور السديم

  • أطلقت "التجمع الأدبي" الذي ما زال مستمراً إلى الآن في السبعينيات فهل تحدثنا عنه؟
  • **عند نهاية السبعينيات طلبت من الجهات الثقافية في المحافظة السماح لي بدخول المدارس والبحث عن المواهب، والاهتمام بها بمساعدة القاص والناقد "رياض دويعر " الذي تربطني به صداقة متينة، وبدأت الأفكار المشتركة بيننا تتضح لتأسس التجمع الأدبي من خلال مجموعة هامة من الكتّاب المعروفين ومن الشباب، وهكذا كبر التجمع الأدبي وأصبحت سهراته زاخرة بالأسماء من داخل المحافظة وخارجها، وأحياناً من خارج القطر، وضمن هذا التجمع كانت المواهب الشابة التي بحثنا عنها في المدارس تأخذ دورها في الصقل والتعلم والمتابعة، وكنا نذهب إلى القرى للتواصل مع المثقفين، ومنهم مثلاً الروائي "ممدوح عزام" الذي ذهبنا إلى بيته في قرية "تعارا"، وأسسنا ضمن التجمع لجنة للتراث كانت ترأسه السيدة "نور السبط".

    الروائي منير أبو زين الدين.

  • استطعت الاشراف على الكثير من المواهب الشعرية ماسمح لهم بالتقدم فيما بعد، فماذا تقول في ذلك؟
  • **أنا رجل أؤمن بالتعاون، وهنالك أشخاص موهوبين لا يجدون من يأخذ بيدهم وسط الزحام القائم، وعملي ينصب على وضعهم على الطريق الصحيح.

    *نلت العديد من الجوائز في بداية حياتك، ما هي هذه الجوائز، وبأي فن كتابي تبدع أكثر؟.

    **اشتركت في مسابقة لدار البعث بأول قصة قصيرة كتبتها وكانت بعنوان (نزيل قصر النمارة) التي تتحدث عن الشاعر "امرؤ القيس"، ونلت الجائزة الأولى، وفي السنة الثانية اشتركت بنفس المسابقة بقصة قصيرة بعنوان (عطا الكسار) ونلت المركز الأول، وفي العام 1992 اشتركت في مسابقة للقصة القصيرة على مستوى الوطن العربي تصدت لها جريدة "تشرين"، ونلت المركز الأول عن قصة (فتاة حي الورد)، ونلت المركز الثالث لجائزة النادي الأرمني العالمية عن قصة حرائق صغيرة، أما في التأليف فقد صدرت لي مسرحية أرفيوس عن وزارة الثقافة، والمجموعة القصصية (عريس وعروس) الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب، المجموعة الشعرية (إنانا) الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب، (علا وحارس الماء) عن وزارة الثقافة، ومسرحية (إصابة عمل) التي أخرجها "نجيب مرشد"، والتمثيليات التلفزيونية (الحياة تبدأ غدا)، و(شجرة المحبة)،ولي في الإذاعة أكثر من عشرين عمل، وليس لدي مشكلة مع أي فن كتابي معين.

    والأعمال الجاهزة للنشر كثيرة منها مواويل في فضاء أصم، وزرقاء الأسرار، ورواية عبور السديم، ورواية زمن الخردة، ولي الكثير من الدراسات النقدية في عدد من الجرائد والمجلات في الداخل والخارج.

    الروائي "منير أبو زين الدين" قال عنه: «تعود علاقتي به لسنين طويلة، وقد شدني إليه ثقافته وحسه العالي ونقده البناء والصريح غير المتكلف، وأشعاره المرهفة التي تحمل فكراً تقدمياً. وفي أحد الأيام تابعت لقاء مع الشاعرة "سهام الشعشاع" على إحدى الفضائيات العربية، قالت فيها أنها تدين بالفضل للأستاذ الشاعر "حسين ورور"، وهو ما شكل مفاجأة كبيرة للعارفين بمكانة "الشعشاع" الشعرية، وعندما استقبلناها في المركز الثقافي في "شهبا" تكلمت عن فضله الكبير.

    وفي مشغله بمدينة "شهبا" يستقبل المواهب الشعرية ويرعاها بشكل مستمر حتى ترى النور، وتشق طريقها بشكل صحيح وسوي، وهو ما يؤكد مكانة هذا الرجل الذي كان مشغله في يوم من الأيام واحة للكتاب والشعراء والمثقفين السوريين على اختلاف مشاربهم».

    الجدير بالذكر أن للأستاذ "حسين ورور" سبع أبناء، منهم الفنان التشكيلي العالمي "نصر ورور" المقيم حالياً في مدينة "دبي"، وأقام العديد من المعارض الفردية في "دمشق" وعدد من المدن العالمية.