يعرفه الناس في "السويداء" بأنه باحث في التراث القديم، ولكن القلائل يعرفون عنه أنه شاعر قديم حيث صدرت له أول مجموعة شعرية عام 1984.

هو الشاعر والباحث "محمد حسن جابر" الذي تحدث عنه الباحث والناقد المعروف "محمد طربيه" لمدونة وطن eSyria بتاريخ 19/1/2013 فقال: «يعتبر "جابر" من القلائل الذين اهتموا بالتراث المحلي الغني والواسع والشيق للباحث والقارئ معاً، ففي غفلة من الزمن ترانا ننسى الكثير من عاداتنا وفصولاً ممتعة وشيقة من أشعار الأولين وأغانيهم بكل أنواعها وفروعها، وفي الحقيقة أن كتابه الشيق "من الشعر العامي في جبل العرب" فتح مجالاً واسعاً للنقاش، ولي تجربة معه في ذلك، حيث كتبت بحثاً مطولاً وأرفقته في كتابي "بحث في التراث" سردت فيه بعض النقاط الإشكالية التي أثارت ردود فعل، وإن ذلك من قبيل الرأي والرأي الآخر، وهو لا ينفي احترامي لشخص وعمل الكاتب الباحث "محمد جابر" المجتهد والموثق».

يعتبر "جابر" من القلائل الذين اهتموا بالتراث المحلي الغني والواسع والشيق للباحث والقارئ معاً، ففي غفلة من الزمن ترانا ننسى الكثير من عاداتنا وفصولاً ممتعة وشيقة من أشعار الأولين وأغانيهم بكل أنواعها وفروعها، وفي الحقيقة أن كتابه الشيق "من الشعر العامي في جبل العرب" فتح مجالاً واسعاً للنقاش، ولي تجربة معه في ذلك، حيث كتبت بحثاً مطولاً وأرفقته في كتابي "بحث في التراث" سردت فيه بعض النقاط الإشكالية التي أثارت ردود فعل، وإن ذلك من قبيل الرأي والرأي الآخر، وهو لا ينفي احترامي لشخص وعمل الكاتب الباحث "محمد جابر" المجتهد والموثق

مدونة وطن حاورت الباحث والشاعر "محمد جابر" بنفس التاريخ وكان هذا اللقاء:

  • أين بدأت مشوارك الشعري والكتابي وكيف؟.
  • ** قرأت في طفولتي الشعر باكراً، وحفظته غيباً، فبدأت بكتابته عام 1969، وفي الحقيقة أن للبيئة التي يعيش فيها المرء دوراً كبيراً في هذا الأمر، فكانت "السويداء" مرتعاً لهذا الدور، ما ساهم في صقل موهبتي فكتبت الشعر باكراً ونشرته، ومن أشعاري القديمة قصيدة بعنوان "غزلان تل الشيح" قلت في بعض أبياتها:

    لغزلان تل الشيح في رونق الضحى / تباريح عشاق يؤرقها الوجد

    على أنها تحتل من أرضنا الربا / ومأوى إذا ما جاءها الحر والبرد.

    بعد ذلك سافرت إلى دولة "الكويت" بقصد العمل حيث تابعت الكتابة والنشر في عدد من الجرائد هناك، حتى صدرت أول مجموعة شعرية في العام 1984 وكانت بعنوان "وردة الحزن" التي قدمها الدكتور "شاكر مصطفى" أمين عام الثقافة في جامعة الدول العربية، تبعها ديوان "أنت أنا" الصادر في العام 1986.

  • ما الذي حققته في البحث في التراث، وما الذي أضافه لتجربتك في الحياة؟.
  • ** أعتبر نفسي هاوياً حتى اللحظة، فكلمة باحث كبيرة جداً، ولكني أحاول بكثير من التأني والجهد المتواصل والبحث المضني أن أكون دقيقاً وموضوعياً غير عاطفي أو ميال أو متحيز لأحد، المهم عندي هي الحقيقة مهما كانت قاسية أو مؤلمة، وبداية يجب أن نعلم أن الشعر هو الشعر فصيحاً كان أو عامياً، وهو ولادة وخلق وإبداع. ومن يدخل ميدان الكتابة كمن يعرض عقله للناس، فقلما تجده في طريق السلامة, ولكن من لا يقول ولا يفعل ولا يكتب ولا يفعل شيئاً لا يخطئ. وكتابي "من الشعر العامي في جبل العرب" الصادر عام 2006 يدخل في الإبداعين معاً الكتابة والشعر، وهو بحث في تاريخ الفنون الشعرية العامية في جبل العرب، ومصادرها وأصولها وفروعها زمانياً ومكانياً، وأعتبر أنني أبعث الحياة بهذا الشعر وإخراجه إلى الوجود إن أنا رفعت عنه الغطاء باعتباره إرثاً فنياً فندخل بين أبنيته وهياكله، ونقلب مفرداته، ونقف عند صوره، وننظر في بحوره، ونمعن في معانيه وبلاغته، ونحيا في أجوائه لنفهمه ونتذوقه ونمنحه حضوراً. وقد تفرع البحث ليشمل فن الشروقي، والجوفية، والهجينة، والحداء، والسحجة، والفنون الزجلية التي تتفرع إلى فن المطلوع، الفن، العتابا، الهولية. حيث شرحت معنى كل هذه الفنون، ودرست أوزانها الموسيقية، وبناءها الفني، وجئت ببعض النماذج والأمثلة لكل من هذه الفنون شملت قصائد ومنظومات مختلفة الأغراض والأوزان والأزمان، منها ما كان معروف القائل ومنها ما كان مجهولاً.

    وفي العام 2008 أنجزت العمل بديوان الشاعر العامي "سلمان النجم" بعنوان "سلمان النجم شاعر الحب والحرب"، فعرّفت به وأشرت إلى ملامح شعره، وهي تجربة جميلة في تحقيق الشعر العامي لشاعر ترك بصمة كبيرة في الحياة اليومية لسكان جبل العرب، وخاصة أيام الاحتلال الفرنسي البغيض.

  • يقال إن لديك العديد من الأبحاث والدراسات والمجموعات الشعرية، منه ما هو مطبوع ومنه ما يزال تحت الطبع؟
  • ** في العام 2009 صدرت لي مجموعة شعرية بالعامية "مواويل" شملت عدداً من فنون الموالات بالعامية، وباعتقادي أنها المجموعة الأولى من نوعها في "جبل العرب"، غير أن الكتاب الذي عملت على كتابته وأخذ مني البحث الطويل والمضني والمكلف، هو دراسة مع أمثلة لعدد من أغاني الأفراح الشعبية، جميعها من التراث وهي مجهولة القائل، شملت التعريف بكل فن منها، وتفسير معناه، ودراسة أوزانه الموسيقية، ودراسة بنائه الفني، ومن هذه الفنون: المواليا، الميجانا، الهوارة، الدلعونة، الهويدلي، يا ظريف الطول، يا حنينة، هالأشعل، زفة العروس، رقصة العروس، دق الكبة، جر المنسف، وغيرها. كما شمل أيضاً فني الندب والنواح مشفوعين بأمثلة عديدة، وهو بالتعاون مع وزارة الثقافة.

    وفي العام الماضي صدر لي كتابان عن الأمير الراحل "عادل أرسلان"، وهناك قيد الطبع مجموعتان شعريتان بعنوان "عيون الليل" و"قصيدة حب"، وكتاب عن أركان الثورة السورية الكبرى، وبحث كبير في موسوعة الثقافة في جبل العرب بالتعاون مع عدد من الأدباء والباحثين، وقد تركز بحثي عن التراث بكل مكنوناته في الجبل.

  • ما الذي ترغبه في هذه الحياة، وكيف تفكر بعد هذه السنوات الطويلة من عمرك؟.
  • ** أمضيت جل عمري بين الكتب والورق الأبيض، وفي الحقيقة العمر قصير جداً وكأنك في رحلة حتى تشعر بأن الشيخوخة تداهمك، وجل ما أصبو إليه أن أسد فراغاً ولو صغيراً في هذا الكون، وأترك بصمة لمن يأتي من الأجيال القادمة.

    يذكر أن الشاعر "محمد جابر" ولد في قرية "أم الرمان" عام 1954، وله أبحاث في التراث والشعر وتحقيق الدواوين وقرض الشعر العامي، وكتب كثيرة عن قادة الثورة السورية الكبرى، ومقالات وأبحاث في الجرائد والمجلات.