يعتبر القاص والروائي "فوزات رزق" من أكثر الأدباء الذين يؤمنون بخصوصية الكتاب من خلال الكاتب، فالرواية مثلاً بالنسبة إليه تعني إصابة الهدف منها بشكل مباشر، لذلك فإن الأدب كما يقول هو صناعة قرار.

مدونة وطن eSyria التقت بتاريخ 11/1/2013 الأديب القاص عضو اتحاد الكتاب العرب وكان الحوار التالي:

يعتمد الاديب القاص والروائي "فوزات رزق" بأدبه على الكثير من الواقعية والتجريد بلغة قل نظيرها، فهو يحمل ثورة إبداعية من نوع خاص بداخله. يتميز أدب "فوزات رزق" بالشفافية والرقي، فهو قدم للثقافة مجموعة من الأعمال الروائية نقل فيها محليته ورؤيته المتجددة في متخيل واقعي مميز محققاً بحرفية رفيعة كتابة الرواية، وكذلك القصة القصيرة بلغة منسجمة مع سياق النص، ولهذا عندما قدم أعماله لوزارة الثقافة مؤخراً نال الجائزة التشجيعية حيث حقق حضوراً أدبياً مميزاً من قبل لجان التحكيم لنيله الجائزة، وهو باحث في الدراسات التراثية والأدب الشعبي بأشكاله كافة

  • كيف تنظر إلى واقع الأدب اليوم؟
  • الأديب موفق نادر

    ** في كل زمان ومكان كان هناك نوعان من الأدب، أدب خالد ينمو خلسة خارج أجنحة القصور وأبهاء السرايات، فيستوطن بين خائف يبحث عن ملجأ آمن، وجائع يبحث عن لقمة نظيفة، بعيداً عن القتل والتشريد. وأدب آخر يسوِّق لعروش الملوك وتيجانهم وصولجاناتهم فيزول بزوال هذه العروش والتيجان والصولجانات.

  • ما الفرق بين كتابة الرواية وكتابة القصة في زمن الصورة الخاطفة؟
  • الأديب الروائي فوزات رزق

    ** لا شك أن الصورة التي أنجزتها الوسائل المعرفية الحديثة قد احتلت مكاناً هاماً من اهتمام المتابعين للشأن الثقافي، بيد أن الكتاب له جوّه الخاص من حيث مرونة التعامل معه. هذا فيما يتعلق بمزاحمة الصورة للكتاب، أما فيما يتعلق بالفرق بين كتابة القصة والرواية فإنني أحيلك إلى مقال للأديب والناقد "محمد كامل الخطيب" يصور فيه كاتب القصة صياداً لديه طلقة واحدة، وأمامه حيوان مفترس فإما أن يصيبه بهذه الطلقة فينجو، أو يخطئه فيهلك. أما الروائي فهو صياد يملك عدداً من الطلقات وبإمكانه المناورة. ذلك لأنه بصدد خلق حياة كاملة بكل ما في الحياة من مواقف متناقضة. أما كاتب القصة فهو يتصدى لموقف واحد من هذه المواقف.

  • هل يرى الأديب "فوزات رزق" أن الكتابة الأدبية اليوم تشكل ثقافة جمعية؟.
  • جائزة وزارة الثقافة

    ** أرى أن الإبداع اليوم بأجناسه المتعددة لا يشكل بحد ذاته ثقافة جمعية، وإنما يساهم في تشكيل هذه الثقافة الجمعية.

  • أنت من جبل العرب، ومن قرية "خازمة" التي لها شأن في معارك الثورة، هل نهلت من معينها في أدبك؟ وما مدى تأثير مدينة السويداء على ذلك؟
  • ** بداية ينبغي أن أشير إلى أن "خازمة" هي بنت الثورة السورية. فقد عقد فيها الثوار عدة اجتماعات برئاسة قائد الثورة "سلطان باشا الأطرش" والمكان الذي اتخذه الدكتور "الشهبندر" مستودعاً للأدوية ما يزال قائماً فيها، وقد كانت "خازمة" نقطة انطلاقي الأولى في كتابتي. فأكثر قصص المجموعات الأولى "عواد الحمد، والقيد" كانت "خازمة" هي الحيِّز المكاني لها. على حين كانت "خازمة" الحيز الوحيد في المتوالية القصصية "حديث المكان". إذ كانت الأمكنة المتعددة هي التي تتحدث في هذه القرية النائية. وتابعت رصد التحولات في "خازمة" منذ أن كانت قرية مقطوعة عن العالم، لا طريق، لا ماء، لا كهرباء، لا مدرسة، حتى ارتبطت بالعالم وفق التطور الطبيعي.

    أما تأثير "السويداء" فقد كان واضحاً في أكثر من عمل وخاصة في رواية "الحصار" ذاتها إذ حضرت "السويداء" باعتبارها الملجأ الوحيد لبطلة الرواية التي تصدّت لتربية ولديها بعد أن مات زوجها، وفي هذه الرواية تم رصد معالم السويداء القديمة سويداء الخمسينيات. إذ ترى فيها ساحة السير كما كانت في ذلك الوقت و"السورية والمطخ وبركة الحج والمشنقة وساحة الفخار ومطحنة الباشا" وغير ذلك من المعالم التي تغير بعضها واختفى بعضها الآخر.

  • أترى اليوم أن الحياة في الأدب للقصة أم للرواية أم للشعر؟
  • ** الرواية اليوم سيدة الموقف. وقد انتزعت هذه السيادة من الشعر، ربما لأن الرواية تخاطب الناس بلغة الناس، بينما اعتمد الشعر، وخاصة الحداثة الشعرية لغة غلب عليها الغموض والإبهام في كثير من الأحيان.

  • نلت مؤخراً جائزة الدولة التشجيعية في مجال الأدب ما تأثير الجائزة على الأديب برؤية "فوزات رزق" المكرّم؟
  • ** أية جائزة تعزز ثقة الكاتب بنفسه وتجعله أكثر إصراراً على الاجتهاد ومواصلة العمل، والخطر القاتل أن يرى الأديب أن الجائزة هي نهاية المطاف، وأنها قد أوصلته إلى الذروة. فليس بعد الذروة إلاّ السفح الآخر، ولا ينقص البدر إلاّ حين يكتمل على حد تعبير الشاعر.

    الكاتب والشاعر "موفق نادر" عضو اتحاد الكتاب العرب قال عنه: «يعتمد الاديب القاص والروائي "فوزات رزق" بأدبه على الكثير من الواقعية والتجريد بلغة قل نظيرها، فهو يحمل ثورة إبداعية من نوع خاص بداخله. يتميز أدب "فوزات رزق" بالشفافية والرقي، فهو قدم للثقافة مجموعة من الأعمال الروائية نقل فيها محليته ورؤيته المتجددة في متخيل واقعي مميز محققاً بحرفية رفيعة كتابة الرواية، وكذلك القصة القصيرة بلغة منسجمة مع سياق النص، ولهذا عندما قدم أعماله لوزارة الثقافة مؤخراً نال الجائزة التشجيعية حيث حقق حضوراً أدبياً مميزاً من قبل لجان التحكيم لنيله الجائزة، وهو باحث في الدراسات التراثية والأدب الشعبي بأشكاله كافة».

    الجدير بالذكر أن الأديب الروائي "فوزات فارس رزق" هو من مواليد السويداء قرية "خازمة" عام 1945، يحمل إجازة في اللغة العربية، وهو عضو اتحاد الكتاب العرب- جمعية القصة والرواية

    من مؤلفاته الروائية: "الحصار والعصف والسنديان، وطبرق 90"، وهناك مجموعات قصصية مثل "عواد الحمد، والقيد، وحديث المكان، وإحباطات"، إضافة إلى دراسات وبحوث في التراث مثل "في قديم الزمان، وألعاب الأطفال".