بعد خمسة دواوين والكثير من الدراسات الأدبية النقدية في الشعر والرواية، تقف قصيدة التفعيلة والنثرية والعمودية عند الشاعر "جودي العربيد" ليقول من خلالها صورة شعرية هي عماد التعبير الشعري، حسب قوله.

الشاعر "اسماعيل ركاب" عضو اتحاد الكتاب العرب قال لمدونة وطن eSyria بتاريخ 13/12/2012: «من خلال إبداعاته وصوره الحداثوية، نشد على مقامه نجوم الشعر، ليشكل عبق بنفسجة على رمال قاحلة، ويقف على أبواب بابل، مخاطباً القمر، ويرسل له أغنيات الأطفال ويعيش لحظة التمرد بمنديل الخريف، ويخترق بجدار صوته أنين الماضي، فهو وإن كان هادئاً في مسلكه لكن ثورته الداخلية تثور بظلمة الزمن القاهر».

من خلال إبداعاته وصوره الحداثوية، نشد على مقامه نجوم الشعر، ليشكل عبق بنفسجة على رمال قاحلة، ويقف على أبواب بابل، مخاطباً القمر، ويرسل له أغنيات الأطفال ويعيش لحظة التمرد بمنديل الخريف، ويخترق بجدار صوته أنين الماضي، فهو وإن كان هادئاً في مسلكه لكن ثورته الداخلية تثور بظلمة الزمن القاهر

وتابع بالقول: «ما يميز الأديب والشاعر "جودي العربيد" أنه من الشعراء القلائل المتابعين للحركة النقدية الشعرية، وهو دائم البحث عن الصورة والدلالة، فتراه يقرأ كتباً من أجل فكرة صورة شعرية، ولذلك يعمد على مواكبة الحداثة بالشعر، وهذا ما جعل دواوينه ترتقي بواجب التقدم الزماني والمكاني وفق تطلعات الحياة وفرضيتها الواقعية من الصورة الهادئة إلى البطيئة إلى الخاطفة، فتقرأ مجموعاته الشعرية "أوعية الذاكرة، وهمس فوق ضفاف النور، والنهر يقطر من فمي"، إضافة لدراساته باللغة والنقد وخاصة بقصيدة التفعيلة والنثر، بلغة مميزة في تحديد مسار نصه الأدبي، فهو شاعر وناقد، ولغوي مميز كتابة وأداءً».

الشاعر اسماعيل ركاب

وفي لقاء مع الشاعر "جودي العربيد" عضو اتحاد الكتاب العرب كان الحوار التالي:

  • كيف تنظر إلى واقع القصيدة اليوم بين أزمة الثقافة والسياسة والمجتمع؟
  • الشاعر والناقد جودي العربيد

    ** بلا شك، يعيش المجتمع العربي أزمة عميقة في مناحي الحياة كافة، واسباب ذلك عديدة، منها ما هو محلي ومنها ما هو خارجي، ومن الافضل ألا نضع أسباب معاناتنا دائماً على شماعة الخارج، نحن كمجتمع نتحمل الوزر الأكبر، والقصيدة العربية اليوم جزء مهم من نتاج هذه الأزمة وعلى الشاعر العربي أن يتعالى على الجراح، ويعزف على مقام الأمل فليست الآذان جميعاً صماء، هذه القصيدة ليست في واقع واحد في أرض العرب فتحاول أن تتلمس موقعاً مهماً لها على الرغم من الحرائق هنا أو هناك.

  • هل ترى أن الصورة الشعرية اليوم دخلت ضمن ثورة الاتصالات؟
  • من مجموعاته الشعرية

    ** الصورة الشعرية هي عماد التعبير الشعري، وبلا شجن حقيقي فيها لا يكون شعر، ومهما حدثت وسائل الثقافة الشعرية، أرى أن الشعر لا يستغني عنها في التعبير الجميل، وثورة الاتصالات تعمق الفهم الحقيقي للصورة والشعر وتزداد بها فهماً وغنى.

  • بالنظر إلى هذا الواقع هل يتراجع مفعول القصيدة هذه الأيام؟
  • ** زماننا هذا زمان قحط ثقافي مريع، على الرغم من الكم الهائل المنشور والذي ينشر، هي سنوات عجاف، لكن الشعر الحقيقي يصل مهما كانت سدف الظلام، بل أرى أنه كلما كانت الأمور مقفرة تزداد الحاجة للشعر ليرمم حرائق النفوس ويبصر بسواء السبيل.

  • كيف تقرأ تجربتك الشعرية بين الأمس واليوم؟
  • ** الشاعر إنسان، بل إنسان مزود بمواهب ورؤى مختلفة، ومن طبيعة الإنسان الصبو الدائم نحو التطور، وأنا أؤمن إيماناً قاطعاً بضرورة التطور، في البدايات تتلمذنا شعرياً وثقافياً على يد رواد حقيقيين عربياً وعالمياً من العصر الجاهلي وما تلاه من عصور، وأجد من نافلة القول ذكر أسماء ولكنني فتنت بإبداعات شعراء الحداثة، العرب وسواهم، أمثال "المتنبي، والسياب، ونازك، وإيليوت، وإيلوار، ولوركا " وغيرهم، وأنا اليوم على قلق المختلف وهاجس الجميل الذي يصل بيسر.

  • أين تكمن القصيدة الشعرية اليوم؟
  • ** الشعر شعر، وحين يخرج من القلب محققاً الشفافية والصورة المختلفة ينثر زهوره وبذوره في كل أرض فيتألق ويتضوع عبيراً بلا حدود، فلا شرط من خارج الشعر بل جميع عناصره من مداد القلب وألوان الروح، وتلك هي العملة الحقيقية للشعر.

  • أين يجد الشاعر "جودي العربيد" نفسه بين الألوان الأدبية الشعرية؟
  • ** أنا كتبت القصة والقصيدة للأطفال، والمقالة الأدبية النقدية، ولكنني أميل أكثر للشعر، وبهذه المناسبة أدعو كل من يجيد سحر الكلمة أن يكتب، وأرى بأن هذا الزمان هو وقت الكتابة وإلا فلا حاجة لمعوله.